بقلم : كريمة سويدان
مبادرات تلو الأخرى تعكف مؤسسة الأزهر على إطلاقها لمواجهة عدة ظواهر تهدد استقرار المجتمع المصرى ومشكلة ارتفاع مهور وتكاليف الزواج هى إحدى هذه الظواهر التى دفعت فضيلة الإمام أحمد الطيب, شيخ الأزهر الشريف لإطلاق هذه المبادرة العظيمة للمساهمة فى دعم المبادرات المجتمعية من ناحية، ولحث الأسر المصرية على تيسير وتسهيل إجراءات الزواج من ناحية أخرى، حيث إن مساعدة الشباب على الزواج وتيسير إجراءاتهوتقليل نسبة العنوسة فى المجتمعهى أهم أهداف هذه المبادرة خاصة بعد ارتفاع المهور بشكل كبير مما يتعذر على الأغلبية العظمى من الأسر من مجاراته، علاوة على انتشار دعوات بعض الفتيات - على مواقع التواصل الاجتماعى - لتجميد بويضاتهن حفاظاً على حقهن فى الإنجاب بعد ارتفاع أعمارهن نتيجة عزوف الشباب عن الزواج بسبب ارتفاع تكاليف الزواج والمهور كسبب أساسى، كل هذا مع بعض الدعوات والمبادرات المجتمعية الأخرى والتى انتشرت مؤخراً فى بعض قرى ومحافظات مصر مثل "زواج البركة" و"زواج بدون مغالاة" و"بلاها شبكة"، قرر الأزهر لنفسه دوراً مهماً لتعريف الأسر المصرية مدى خطورة التمسك بالمهر والشبكة والمؤخر والشقة الكبيرة الواسعة والأثاث الفخم، حيث إن التمسك بهذه الأشياء سيسهم فى مزيد من التفكك الأسرى والابتعاد تماماً عن العادات والسلوكيات السليمة والتى نشأنا عليها جميعاً، كما أن مبادرة مناهضة غلاء المهور سنحارب بها إرثاً ضخماً من العادات والتقاليد الخاطئة والتى تعتبر أمراضاً اجتماعية كلفتنا الكثير من المخاطر أهمها العنوسة ، حيث جاء فى تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى ديسمبر الماضى - بخصوص نسب العنوسة فى مصر - أن عدد الذكور الذين لم يتزوجوا فى فئة العمر (25 سنة فأكثر) بلغ حوالى 687 ألف حالة، بنسبة 5.4% من إجمالى أعداد الذكور فى نفس الفئة العمرية، بينما بلغت حوالى 472 ألف حالة للإناث بنسبة 3.3% لنفس الفئة العمرية.. لذا ومن خلال مقالى هذا أطالب كل إنسان فى مصر سواء كان مسئولاً رسمياً أو غير رسمي، رجال دين أو سياسة أو إعلاميين أو مثقفين أو فنانين، وكل صاحب قلم وكل من يملك قراراً أن يحارب ظاهرة غلاء المهور التى تقف عائقاً أمام تماسك الأسرة المصرية واستقرار المجتمع.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش