بقلم : إقبال بركة
كم كتبنا وحذرنا من عاقبة ختان البنات تلك العادة السيئة التى يصر بعض المصريين على ممارستها على بناتهم بدعوى أنها من تعليمات السنة النبوية!، وها هي تلك العادة المشينة تطل علينا مرة أخرى بوجهها الكئيب بعد وفاة آخر ضحاياها، الضحية المسكينة فتاة تدعى
ندى (١٢ سنة) من قرية الحواتكة مركز منفلوط بأسيوط، شاء حظها العاثر أن تفقد حياتها أثناء ارتكاب تلك العادة البشعة بدون تخدير مما سبب لها صدمة عصبية وتوفيت في الحال، وهكذا لحقت ندى بعشرات الشهيدات من الزهور التي اقتطفت قبل الأوان بسبب غباء وجهل الأهل والتعصب المقيت ضد الأنثى، مأساة ندى تشي بأن مئات بل آلاف الفتيات اللاتى أفلتن من الموت قد عانين من تلك الجريمة بدون أن تثير ما أثاره موت ندى لأنهن نجون من الموت, ولكن المؤكد أنهن لن ينجون من الآثار البدنية والنفسية السيئة للعملية التى ستلازمهن مدى حياتهن، ورغم كل الجهود التى بذلها المجلس القومي للمرأة والعديد من الجمعيات النسائية والجهات المختصة لمقاومة تلك العادة وإعلان دار الإفتاء بأن النبي – صلى الله عليه وسلم - لم يقم بختان بناته وأن الحديث المذكور هو عن ختان الذكور وليس الإناث, فمن الواضح أنها لم تأتِ بالنتيجة المرجوة ولم تضع حدا نهائيا لتلك العادة الذميمة، أثبتت حالة الوفاة الأخيرة أن عائلات كثيرة في صعيد مصر ما زالت تتمسك بها ومازال بعض حلاقي الصحة والأطباء يمارسونها بالمخالفة للقانون رقم ١٢لسنة ١٩٩٦م المعدل سنة ٢٠٠٨م بالإضافة إلى قانون العقوبات الذي يقضي بالسجن من ٥ إلى ٧ سنوات لكل من طلب أو قام بختان أنثي !
إن استمرار عادة هتك عرض الإناث بالختان إهانة تلحق بكل نساء مصر وتهمة لا دليل عليها أشاعها بعض الجهلاء بأن الفتاة ستفقد العفة إذا لم تختتن! وذلك ادعاء لا دليل عليه إطلاقا، لقد كشفت ندى رحمها الله بالدليل القاطع أن بعض الآباء والأمهات والأطباء أصموا آذانهم عن كل ما بذلته الدولة وما أعلنه رجال الدين ونقابة الأطباء عن مخاطر تلك العملية ومن ضرورة التخلص من تلك العادة السيئة وأنها لا سند لها من قرآن أو سنة بل ولا تمارس في السعودية أو دول الخليج، والسؤال الذي ينبغي البحث عن إجابة عليه :
إذا كان بعض الأهالي يجهلون القوانين فماذا عن الأطباء الذين بدلا من أن يقوموا بتوعية الجهلاء يشاركوهم ارتكاب الجريمة رغم علمهم بوجود قانون يحظر هذا العمل ويعاقب من يشارك فيه بمنعهم من مزاولة المهنة والفصل من نقابة الأطباء?! سؤال ننتظر الإجابة عليه من نقابة الأطباء. ولابد من تغليظ العقوبة على كل من يرتكب جريمة ختان الإناث .
ساحة النقاش