كتب : محمد عبدالعال

يحلم العديد من الشباب بالسفر إلى الخارج متطلعا لكسب الرزق وسبل معيشة أفضل دون النظر إلى خطورة تلك المغامرة التى عادة ما يقدمون عليها بطرق غير قانونية أو مشروعة، ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسى الى إطلاق مبادرة «مراكب النجاة » للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية..

كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي في ختام «منتدى شباب العالم » وزارة الهجرة بالتنسيق مع الجهات المعنية لإطلاق مبادرة «مراكب النجاة » للتوعية بمخاطر الهجرة غير المشروعة على الشواطئ المصدرة لها.

وقد أطلقت وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة ووزارة التضامن فعاليات المبادرة في عدة محافظات مصرية حيث لاقت حضورا كبيرا من الشباب والأطفال والأمهات.

هدفت المبادرة إلى طرح الفرص البديلة للشباب بحيث يستطيعون إقامة مشروعاتهم الخاصة بدلا من الهجرة ، إلى جانب عقد دورات تدريبية بهدف تأهيلهم ودعمهم، بعدها تستقبل الدولة الأيدي العاملة من خلال مشروعات قومية قائمة بالفعل لمن يسعى إلى العمل.

كما أطلقت المبادرة برنامجاً خاصا لأطفال المدارس في محافظات مصر المصدرة للهجرة غير الشرعية بهدف تعزيز التوعية لديهم بمخاطرها.

عامل وقائى

يعلق السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق على المبادرة قائلا: نجحت الدولة وفق استراتيجية شاملة فى التصدي للهجرة غير الشرعية بدليل عدم خروج مركب واحد منذ عام 2016 ، ويعد التعاون القائم بين وزارة الهجرة ومختلف الجهات لتوعية الشباب بخطورتها عاملا وقائيا يجب الاستمرار فيه على مدار العام وتطويره لكى لا تعود مراكب الموت للظهور، كما أن تدريب المهاجرين غير الشرعيين على المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر سيحقق المرجو من تلك المبادرات خاصة أن أغلب هؤلاء الشباب يمتلكون رأس مال خصصوه للسفر إلى الخارج. ويرى السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق أن تفعيل مبادرة «مراكب النجاة » واهتمام الدولة بها له جانب مادى متمثلا فى الإجرءات التي تتخذها الحكومة لعدم السماح لأى مركب غير شرعى بالخروج من المياه الإقليمية المصرية منذ 2016 بجانب المبادرات الإيجابية التي تتعاون فيها مختلف الجهات والتى تعطى رسالة أخرى مفادها حرص الدولة على شبابها وعدم الزج بهم إلى المجهول، مطالبا بضرورة استخدام النماذج الإيجابية من المهاجرين الشرعيين والتي تتواصل معهم وزارة الهجرة في إعطاء صورة لما يتمتع به المهاجر بطريق شرعية وما يتلقاه من معاملة جيدة وعمل بصورة لائقة، مؤكدا أن توعية طلاب المدارس والشباب التي تلتقى بهم المبادرة في مختلف المحافظات يمثلان عنصراً مهما خاصة الطلاب بالمدارس.

إنقاذ الشباب

تقول السفيرة منى عمر، توعيتهم، وبجانب رسائل الحملة التى تتضمن التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، والتعريف بالبدائل الإيجابية الآمنة ومشروعات ريادة الأعمال والفرص المتاحة بالمشروعات القومية وأهمية التأهيل المهني وكيفية الالتحاق به فالتدريب على إقامة المعارض وإتاحة الأماكن التي يعرض فيها تلك المنتجات من قبل المجلس القومى للمرأة هو مهم للغاية. وتقول النائبة سامية رفلة، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: تتمثل أهمية المبادرة فى تدريب الشباب على الأعمال أو مساعدتهم في إقامة المشروعات، فكل أسرة تدفع ما تملك من أرض أو مبالغ صغيرة كانت أو كبيرة ليتكمن شاب منها بالسفر بطرق من الممكن أن تؤدى إلى وفاته على أمل أن يأتى بأموال وفيرة من خلال سفره، وهنا يأتى دور مبادرة «مراكب النجاة » التي تجوب قرى ونجوع المحافظات لتوضح لكل أسرة كيفية استغلال طاقة شبابها وأموالها داخل الوطن وما يواجه هؤلاء الأبناء من خطر في حالة الهجرة غير المشروعة .

دور الإعلام

طالبت دينا الجندى عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومى للمرأة ضرورة أن تستمر حملات الإعلام الداعمة لوزارة الهجرة والمجلس القومى للمرأة للتوعية بخطورة الهجرة غير المشروعة مع التوجه نحو الأعمال الدرامية كالمسلسلات والسهرات التليفزيونية فهى من شأنها بث الرسالة بطريقة غير مباشرة وميسرة لأهالينا في القرى والنجوع. كما يجب أن تضمن تلك الرسائل الإعلامية على الأفكار الإيجابية التي تعمل عليها «مبادرة مراكب النجاة » الآن كالتوجه إلى المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والتدرب على الحرف وسلك سبل الهجرة الشرعية للبلدان التي تحتاج إلى عمالة محددة ومهن يمكن التدرب عليها.

ويرى السفير حسن هريدى، مساعد وزير الخارجية السابق إمكانية تدريب الشباب على الحرف التى تحتاجها البلدان التى يسعون للسفر إليها حتى يتمكنوا مع الحصول على فرص عمل داخلها بطرق شرعية، لافتا إلى أن بعض دول العالم تفتقر لعنصر الشباب والأيدى العاملة.