كتبت : هدى إسماعيل

قاد عدد من الإعلاميين والإعلاميات عصر الزمن الجميل في مبنى الإذاعة والتليفزيون فكان لهم دور عظيم في إبقاء المشاهد المصري أمام شاشته الرسمية، بل وكان ينتظرهم على أحر من الجمر وبالأخص في شهر رمضان المبارك لما كن يقدمنه من وجبة رمضانية خفيفة تليق بالشهر الكريم وآدابه، ومن خلال "حواء" دعونا نلقي نظرة عن قرب عن برامج ومذيعين تركوا اثر في قلوب لازالت حيه حتى الآن.

حكاوى القهاوي

اعتاد المشاهد المصري قديما على المذيعة المرتدية ملابس كلاسيك جالسة في استوديو، ولكن فى تسعينات القرن الماضى ظهرت مذيعة ترتدى عباءة وتتجول فى الشارع والمقاهى وتحاور البسطاء عن حياتهم وأعمالهم وهى المذيعة الراحلة "سامية الأتربي" .

«حكاوي القهاوي»... برنامج مصري قديم ارتبط في أذهان الملايين من المصريين بحلول شهر رمضان المبارك، يعد البرنامج الأشهر الذي عبر عن مشاكل الفقراء والبسطاء منذ أكثر من ٢٥ عاماً، وأثرت الإتربي في قلوب المشاهدين، بإعادة التأريخ لمصر من خلال ما عاشوه عن قرب ليصبح برنامجها واحدة من الوثائق النادرة، ورغم افتقاد البرنامج وسائل الإبهار المختلفة فإن بساطة المشاركين فيه هي التي جذبت له الناس من كل المستويات، ولا يمكن أن يمضى رمضان دون أن نتذكر سامية الإتربى التي أطلت علينا عاما بعد عام بوجهها المشرق وابتسامتها الساحرة التى كانت تهون على البسطاء مشاكلهم ، وكان يعرض على القناة الثانية في التليفزيون المصري عقب الإفطار.

اشتهر البرنامج بسبب فكرته التي كانت غريبة في ذاك الوقت بالخروج ببرنامج من الشارع والحديث مع البسطاء وليس النجوم، في الوقت الذي كانت كل البرامج تبثّ من داخل الاستديو، كما اشتهر البرنامج بالتتر الخاص الذي لحنه الموسيقار المصرى يحيي خليل والذي كان من عوامل نجاح البرنامج.

تقوم فكرة البرنامج على تجوّل المذيعة في الشارع وتحاور عدداً من المصريين البسطاء في المقاهي الشعبية عن حياتهم وأعمالهم ، ليصبح « برنامج الشارع» كما أطلق عليه الكثير من المصريين، حيث أنها لم تجد مشكلة في الجلوس على الأرصفة بجوار البائعين ولا على المقاهي البسيطة لتسأل الناس عن أحلامهم وأسرار مهنة كل منهما.

«سامية الإتربي» كان لها مقولة مميزة من شدة حبها للجلباب والعباءات وهى «الناس بتورّث لأولادها شقق وأراضى، لكن أنا هورّث لأولادى شوية جلاليب وشوية كرادين بس أنا مبسوطة».

دوري النجوم

«دورى النجوم، سيداتى أنساتى وسادتى، الآن فورًا سنقدم الآتي»، هكذا كانت مقدمة برنامج «دوري النجوم» للإعلامي الراحل صاحب الصوت الهادئ والأداء الراقي «طارق حبيب» وكان بصوت فرقة «الفور إم» للفنان عزت أبو عوف وشقيقاته.

أنتجه التليفزيون المصري فى الثمانينيات وكان يذاع كل عام فى شهر رمضان واستمر لمدة 10 سنوات. ويعتبر من البرامج التي اعتاد المشاهدين عليها وعلامة من علامات الشهر الكريم، وكان ضيوفه من عمالقة الفن في مصر ، ورغم تلك السنوات إلا أنه يعد برنامجًا قيمًا وتراثيًا مليئًا بالكثير من المعلومات للجمهور من خلال طرح العديد من الألغاز والأسئلة التى تنوعت ما بين الأدبية والسياسية والثقافية والدينية والعلمية والرياضية والفنية، على ضيوفه من الفنانين والمطربين من مختلف المجالات، إلى جانب مشاهير لاعبى كرة القدم.

كانت فكرة البرنامج قائمة على منافسة بين فريقان ، يتكون كل واحد منهما من أربعة متنافسين يقومون بالإجابة عن أسئلة مقدم البرنامج والحكم طارق حبيب، ويتم منح كل فريق نقطة واحدة على قدر معرفته بإجابة الأسئلة، وضمت فرق البرنامج العديد من نجوم الفن من أمثال يحيى شاهين، أحمد مظهر، صلاح ذو الفقار، محمد عوض، محمود ياسين، فاروق الفيشاوى، نجاح الموجى، إيمان الطوخى، ليلى طاهر، هانى شاكر، إيمان البحر درويش، محمد الحلو، مدحت صالح، ونجوم كرة القدم من أمثال ثابت البطل، إبراهيم يوسف، مصطفى عبده، وأظهرت الحلقات وجوهًا أخرى لا يعرفها الجمهور عن نجومه، حيث ظهر محمود ياسين عاقلًا ورزينًا وقويًا كالمعتاد، وفاروق الفيشاوى، وعزت أبو عوف ومحمود الجندى أصحاب روح خفيفة ومرحة، وساعد البرنامج فى إظهار نجومية بعض المشاركين فيه، خصوصًا المطربين الجدد وقتها، وفى مقدمتهم عمرو دياب ومحمد فؤاد اللذان قدما العديد من أغنياتهما، ولطيفة التى كانت تدرس فى أكاديمية الفنون عام 1986، ولم تكن معروفة فى مصر.

وفى أحد أيام شهر رمضان اتصل بـ«لطيفة» المنتج الفنى الراحل موريس إسكندر، وطلب منها أن تحضر فورًا لتسجيل برنامج فنى مهم، وذلك لأن إحدى ضيفات الحلقة اعتذرت عن المشاركة فى آخر لحظة، وحل مع محمود ياسين ومحمود عبدالعزيز، ووقف الحظ حليفًا لها، حيث غنت فى الحلقة لأم كلثوم وأسمهان، ولاقت هذه الحلقة نجاحًا غير مسبوق مع الجمهور، الأمر الذى دفع المنتج إلى أن يطرح هذه الحلقة عبر الكاسيت لأول مرة فى تاريخ البرامج التليفزيونية.

حوار صريح جدًا

«حوار صريح جدًا جدًا كلام مريح» كلمات لازالت تردد في أذهاننا مع الحانه المميزة وصوت المطرت على حميدة ، التى تقفز مع صورة الإعلامية المتميزة "منى الحسيني" وهو من أوائل البرامج التي اتسمت بالجرأة الحوارية، وعُرض على مدار سنوات في شهر رمضان من عام 1995.

تدور فكرة البرنامج حول عقد لقاء يومي لمدة 30 يوم بشهر رمضان مع مجموعة كبيرة من النجوم وكبار الفنانين ويتطرق إلي حياتهم الأسرية والشخصية ومشوارهم الفني وذلك فى قالب يلتزم بقيم وتقاليد شهر رمضان المبارك، وهو ما تم العمل عليه فيما بعد وأصبح جزءاً أساسياً من البرامج فى شهر رمضان.

كلام من دهب

«كان الكلام من فضة دلوقتي أصبح دهب ، خليك معانا اليوم هتلاقي عجب العجب» هكذا كانت مقدمة برنامج "كلام من دهب" الذي كان يقدمه الإعلامي "طارق علام" والذي بدأ عرضه عام 1990 واستمر سنوات متتالية بخطوات نجاح ثابتة ليختفي بعدها سنوات ويعود مرة أخرى على إحدى القنوات الخاصة ، في التسعينات كان يعرض البرنامج في وقت السحور ويعد من أشهر برامج المسابقات ائنذاك.

اعتمد البرنامج على تجول المذيع فى الشارع لتوجيه الأسئلة على متسابق من الجمهور البسيط ودائما نجد ازدحام الناس حولهم، وكان المتسابق يحصل على جنية ذهب مقابل إجابته الصحيحة، وبالرغم من أنه برنامج ترفيهى إلا أنه لم يكن يخلو من اللمحات الإنسانية، فكان يقدم جوائز حج وعمرة لكبار السن، وأيضا قدم جوائز أجهزة كهربائية .

المصدر: كتبت : هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 482 مشاهدة
نشرت فى 30 إبريل 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,833,174

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز