كتبت : سكينة السادات

كلنا نمتثل للتعليمات الصحية للدولة التى تحث على مقاومة فيروس كورونا ونحاول أن نتجنبه ونبعده عنا بأن نجلس فى البيوت ولا نخرج منها إلا للضرورة القصوى، وإن خرجنا فليخرج واحد فقط للضرورة أو شراء مستلزمات البيت طعام وشراب ومستلزمات تطهير وتنظيف وكتب دراسية أو غيرها!

وما نحن فيه كما يقولون شدة وسوف تزول قريباً بإذن الله تعالى، ولكن أن تزول ونحن فى صحة جيدة وكذلك وأولادنا وأحفادنا خير وبركة ألف مرة من أن يصيبنا الفيروس اللعين الذى أصبح يصيب الأطفال والشباب والشيوخ وليس كبار السن فقط كما كنا نقول مسبقاً، وقانا الله شر الوباء اللعين ونسأله سبحانه أن يقى مصر كلها وأهلها من كل سوء وأن تمر أيام الأزمة بخير وبأقل الأضرار!

***

ولما كان الشعب المصرى معظمه يجلس فى البيوت نساء ورجالا وأطفالا وكبارا فقد أصبحت وسيلة الاتصال والسؤال عن الأسرة الكبيرة عبر التليفون، إما الأرضى الذى تبين أغلب الناس مدى أهميه هذه الأيام، وإما التليفون المحمول الذى أصبحت تكلفة المكالمات فيه مرتفعة للغاية وأصبحوا - أقصد شركات المحمول - يعلنون من خلال رسائلهم عن هدايا وجوائز ودقائق إضافية ومكالمات مجانية يقوم بها المشترك على حساب الشركة ثم لا ينفذونها، وفجأة تجد أن رصيدك قد ذهب مع الريح! المهم أن عبر الهاتف تلقيت عدة مكالمات طريفة بعضها حلو وبعضها مر، كلها جاءت بعد أن اضطرت الأسرة كلها لتنفيذ الحجر الصحى الاضطرارى فى البيوت!

***

قالت قريبتى هناء، 38 سنة، وهى تعمل فى إحدى شركات المحمول وتزوجت من مرشد سياحى يعمل فى شركة أجنبية فى القاهرة ولديها ثلاثة أولاد بنتين وولد قالت لي:

الكورونا خربت بيتنا يا أستاذة! زوجى يعمل مرشداً سياحياً يعنى أكل عيشة مع الأجانب يرافقهم إلى معالم مصر السياحية ويشرح لهم باللغة الإنجليزية معالم مصر وتاريخها!

وطبعاً السياحة توقفت تماماً والطيران توقف تماماً وممنوع دخول أى أجنبى إلى مصر، وإذا تجاسر فإنه يقضى أسبوعين فى الحجر الصحى ويظل تحت المراقبة حتى يتأكد الأطباء من خلوه من الإصابة بالفيروس اللعين، وبصراحة لا أحد يجبر على مغادرة منزله فى الخارج وكل التعاقدات السياحية لهذا العام قد ألغيت فى العام كله وليس فى مصر وحدها!

***

واستطردت قريبتى هناء.. أما شركة زوجى البريطانية فقد أغلقت أبوابها فى مصر ولحق كل العاملين بها بآخر طائرة مغادرة لمطار القاهرة الدولى قبل إلغاء الرحلات وفروا هاربين إلى بلادهم مفضلين أن يحتجزوا فى بيوتهم ومع أسرهم عن الحجز فى الغربة! والنتيجة أن مصير زوجى فى علم الغيب ولا أحد يعرف متى ينتهى  الوباء ومتى تعود السياحة التى كانت قد ازدهرت قبل تفشى الوباء بدرجة جيدة، وقالت الحكومة أنها سوف تعوض شركات السياحة المصرية ولكن يا عالم هل الشركات الأجنبية سوف تعوض العاملين الأجانب فيها أم لا؟ هذا أيضاً فى علم الغيب، ولكننى أظن والله أعلم أنهم سوف يقدرون الموقف ويعرفون أن كل من كان يعمل معهم لديهم أولاد وبيوت محتاجة للمصاريف وعليهم أعباء جسام قبل وبعد تفشى كورونا المؤذية.

***

واستطردت السيدة هناء.. كان ولابد أن أدرك شعور زوجى المسكين الذى كان يخرج يومياً فى السادسة والنصف صباحاً لكي يصطحب الوفود إلى الإفطار وثم يصحبهم إلى زيارة المعالم الأثرية وغيرها ثم يظل معهم حتى الثامنة مساء وأحياناً إلى الحادية عشرة مساء حتى يطمئن إلى عودة كل منهم إلى فندقه، والآن يجلس فى البيت لا حول له ولا قوة، ولكن ماذا عن وجوده فى البيت ومعاملته معى ومع أولاده.. الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية.

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 244 مشاهدة
نشرت فى 7 مايو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,460,608

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز