حوار : شيماء أبو النصر 

"والله بعودة يا رمضان" أياما معدودات ننتظرها من العام للعام، تثير فى النفوس الحنين للمة العيلة والبيت الكبير وفانوس وزينة رمضان ذكريات كثيرة ترويها لنا الإعلامية القديرة سوزان حامد رئيس  قطاع القنوات الإقليمية السابق فى حديث من القلب لحواء على مائدة إفطار عامرة بالذكريات الجميلة والروحانيات المتجددة والأطباق الشهية التى تحرص على إعدادها بنفسها مع الكنافة والقطائف فى ليالى رمضان الساهرة

- فى البداية ما أهم الذكريات التى لا تنسيها مع شهر رمضان؟

أحلى ذكريات حياتى مع شهر رمضان تلك التى قضيتها فى بيت الأسرة مع والدى ووالدتى وإخوتى، فهى ذكريات حاضرة دائما فى ذهنى واسترجعها مع قدوم شهر رمضان من كل عام، ومنها جلوسنا للاستماع للتواشيح الدينية وابتهالات الشيخ النقشبندى والشيخ نصر الدين طوبار ساعة الإفطار، ومائدة رمضان العامرة بالحب والروحانيات وأصناف الطعام الشهية التى تكتسب مذاقا أروع وأجمل فى الشهر الكريم مع لمة العيلة، ومن الذكريات التى لا أنساها أبدا زينة رمضان والمسجد الخشبى الذى كان يصنعه والدى بنفسه والذى كان يعمل ضابطا بالقوات الجوية، إلا أنه كان يشعر بسعادة غامرة وهو يصنعه مع إضافة لمبات إضاءة ملونة، وجهاز راديو بداخل مجسم المسجد لإذاعة آيات القرآن الكريم ومدفع الإفطار والابتهالات الدينية الجميلة، وكان يتوسط شارعنا، كما كان كل الأطفال والكبار ينتظرون والدى كل عام لمشاهدة مسجده الجميل الذى كان يثير بهجة وأجواء رمضانية جميلة فى الحى الذى كنا نعيش فيه، كما كانت والدتى رحمها الله تحرص على الاستماع إلى الإذاعة ونحن معها وخاصة مسلسل ألف ليلة وليلة وتواشيح الشيخ نصر الدين طوبار، كما كنا نحرص على الجلوس مع بابا وماما لتبادل الأحاديث بعد صلاة التراويح.

- وكيف كنت تستقبلين شهر رمضان فى السنوات الماضية؟

أحرص دائما منذ أن كنت مذيعة على التفرغ فى أول يوم رمضان حتى أسعد باللمة الحلوة مع زوجى وأولادى كما أحرص على تجهيز شنط رمضان وتوزيعها، وكذلك شراء البلح وتقديمه هدايا لإخوتى فأنا الأخت الكبرى، وعندما يكون لدى ارتباط ببرنامج فى أول يوم أقوم بالاستعداد لتجهيزات رمضان من قبل قدومه، وأتذكر حينما كنت أشغل منصب مدير عام القناة الثالثة وكان رمضان على الأبواب فجاء قرار تعيينى رئيسا للقناة فى أول يوم رمضان وكان هذا يعنى وجودى فى التليفزيون يوميا طوال شهر رمضان وما بعده لذلك كنت أعد ليومى من اليوم السابق له، وكان ذلك فى الفترة من 2011 وحتى 2013 وكانت تلك الفترة من أصعب الفترات التى مرت على مصر كلها.

- وماذا عن عزومة أول يوم رمضان؟

أول يوم رمضان يوم مقدس للأسرة نجتمع فيه، زوجى وهو طبيب جراح وأبنائي محمد ويعمل فى مجال الكمبيوتر وعائلته الصغيرة خاصة حفيدتى الجميلة والتى تبلغ من العمر 3 سنوات، وابنتى دينا مخرجة بإحدى القنوات الفضائية الخاصة، كما أخصص يوما لعزومة إخوتى ويوم آخر لعزومة أخوات زوجى وهما بالمناسبة أبناء خالتى فى نفس الوقت ونحن أسرة تحب جدا الاستمتاع بلمة العيلة التى تذكرنا بأحلى أيام الشهر الفضيل حيث تكثر العبادات وإعلاء قيم وأخلاقيات وآداب صلة الرحم.

- هل لديك أطباق مفضلة تحرصين على تضمينها مائدة إفطار رمضان؟

أكيد.. وأول شيء أحرص على وجوده هو "تدميس" فول السحور بنفسى، أما سفرة أول يوم فتتكون من البط والمحشى والملوخية والمكرونة بالبشاميل، ولا تخلو سفرة رمضان من طبق الشوربة فهى أساسية فى كل الأيام بالإضافة إلى طبق السلاطة الخضراء بألوانها الجميلة، كما أن السفرة لا تخلو أيضا من خشاف البلح بالمشمشية والقراصيا بجانب حلويات رمضان من الكنافة والقطائف، وفى السحور هناك أطباق أساسية لا تخلو منها المائدة كالفول والبيض والخيار.

- ما أهم النصائح التى تقدمينها لـ"حواء" كامرإة عاملة فى شهر رمضان؟

رمضان شهر كريم يحب العمل والنشاط وليس الكسل والخمول، ولذلك يجب تعلم مهارة الإحساس بالوقت وتقسيمه على مجموعة المهام اليومية المطلوبة من المرأة سواء فى العمل أو فى الأسرة، فطوال حياتى العملية أحب دائما أن أكون ناجحة فى عملى كمقدمة برامج مع تطوير أدائى باستمرار ثم فى الإدارة كرئيس للقناة الثالثة ثم رئيس لقطاع القنوات الإقليمية، وكذلك كنت حريصة على دورى كزوجة وألا يقل نجاحى فى تلك الأدوار أيضا خاصة فى تربية ابناي والحمد لله أشعر أننى أديت واجبى نحوهما بشكل جيد وكما كنت أتمنى دائما، ولذلك يجب على كل سيدة تحديد المهام المطلوبة وتحديد كيفية إنجازها وفى الوقت المناسب، فدائما وطوال حياتى "عينى على الساعة" لا أسمح أن يمر الوقت دون إنجاز عمل محدد، مع كتابة قائمة يومية بالمتطلبات والوقت المحدد لها حتى أنتهى منها كلها وتجديدها فى اليوم التالى وهذا تعلمته أيضا من والدتى التى غرست فينا أن نكون ملمين بكل شيء حولنا وألا نسمح بالتقصير فى حياتنا، وأيضا عدم إهدار الوقت على السوشيال الميديا والتى أعتبرها أكبر سارق للوقت، فقرارات الناس مؤجلة بسبب الجلوس على الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعى، فاحترام قيمة الوقت سبب رئيسى للنجاح فى الحياة كلها ومازلت إلى الآن أحرص على شغل وقتى كمدرب دولى  فى مجال الإذاعة والتليفزيون ومقدمة نشرات أخبار فى الراديو وكتابة المقالات الصحفية، كذلك أقدم نصيحة للمقبلين على الزواج بضرورة احترام مؤسسة الزواج  واحترام الزوج وتجهيز البيت ورعاية الأبناء وفق نظام محدد.