كتبت : سكينة السادات
يابنت بلدي عيد سعيد على كل مصر وأهلها ورئيسها عبدالفتاح السيسى وأسرته وأسأله سبحانه وتعالى أن يعيده علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية بل العالم كله بالخير واليمن والبركات وأن يجنب الدنيا ويلات الغلاء والبلاءالذى أزهق أنفاسنا وحرمنا بهجة الأيام المباركة والأعياد, ولكنه فى سبيل مصلحة مصر وأهلها ونجاتهم من شر المرض الفتاك فإن كل شىء يهون, وبإذن الله سبحانه وتعالى سوف تنتهى هذه المحنة ونعود أفضل ألف مرة من قبل بفضل تماسكنا وتآزرنا خلف قيادتنا الحكيمة وحكومتنا الرشيدة والله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا, والواقع والحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وحكومته قد أحسنوا العمل وتصدوا للوباء الفتاك بكل حكمة وصبر ودراية والله يجزيهم خير الجزاء إزاء حرصهم على مصر وشعبها وتجنيبها شر الخطر والمرض .
*************************
حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من شكوى قارئتى السيدة مديحة, 44 سنة, وهى تعمل فى وزارة العدل ومتزوجة من موظف بوزارة الثقافة ولها 6 أولاد فى سن المراهقة والطفولة, وقد قالت لى هاتفيا: إن الدنيا بقت صعبة قوى, ونسأل الله أن يعطينا الصبر والتحمل حتى نستطيع أن نساير الزمن!
قالت: إنها زوجة سعيدة وموفقة, وزوجها الابن الوحيد لأمه وله شقيقة واحدة تعيش مع زوجها وأولادها فى الكويت, وإن أمه كانت ترفض الإقامة إلا فى منزلها بحدائق القبة مع شغالتها المقيمة معها منذ عشرين سنة وجيرانها, وإنها كانت على علاقة طيبة بحماتها وكانوا يقضون كل يوم جمعة عندها فتطهى لهم بيدها ومساعدة خادمتها أشهر الطعام وكانوا يهاتفون شقيقة زوجها على موبايل زوجها فتجتمع الأسرة ويقضون وقتا سعيدا هانئا, ولم تكن هناك مشاكل سوى المشاكل المالية المعتادة إذ أن راتبها وراتب زوجها كانا لا يكفيان أحيانا مصاريف مدارس الأولاد والبيت والطعام والعلاج والمواصلات وخلافه, لكنها كانت تتصرف حتى جاء وباء كورونا اللعين واتخذ زوجها قرارا مهما!
*************************
واستطردت السيدة مديحة.. قال زوجى أمير وهو إنسان محترم ووحيد أمه الأرملة التى تبلغ من العمر 80 سنة: يا مديحة أرجوك أن تحضرى من بكرة غرفة الضيوف وتزويدها بكل ما تحتاجه أمى من لوازم لأننى قررت أن أحضرها لكى تعيش معى فى البيت هنا حتى تنتهى أزمة الوباء لأننى أولا مشغول جدا فى عملى ولا أستطيع أن أذهب إليها يوميا لكى أطمئن عليها, والوباء لا يصطاد إلا كبار السن وأنا لا أضمن أن تنعزل عن جيرانها وزوارها الكثير من قريتنا, فضلا عن أقاربها الذين لا يتفهمون طبيعة الوباء! وبالطبع قلت له ألف أهلا وسهلا, وفعلا قمت رغم إرهاقى الشديد فى البيت أنا وحدى بإعداد الغرفة ووضع التليفزيون فيها بناء على تعليمات زوجى, وكانت حماتى ترفض بشدة أن تترك بيتها وجيرانها وخاصة أن خادمتها رفضت المجىء معها نظرا لعدم وجود غرفة خاصة بها كما هو الحال فى حدائق القبة, المهم جاءت حماتى التى فعلا أحبها فلم يحدث أن أساءت إلى مرة واحدة فى حياتها لكن الأمر أصبح صعبا والحياة أكثر صعوبة, فحماتى فى الثمانين من عمرها وتحتاج من تعطيها الدواء وينظف الحمام، وطعام خاص بها, ونظام خاص فى حياتها, وأنا أحاول أن أفعل ما أستطيع وأحاول أن أقنع السيدة التى خدمتها عشرين سنة أن تأتى إلى بيتنا وللأسف ليس هناك مكان لمبيتها سوى غرفة حماتى التى أصبحت عصبية جدا ودائمة البكاء, وزوجى المشغول بالقناة الجديدة لوزارة الثقافة أصبح حزينا من أجل أمه التى تبكى وتبدو بأنها غير مرتاحة فى بيتنا وتريد العودة لبيتها وهو قلق عليها لكبر سنها وإمكان إصابتها بالفيروس اللعين, وأنا حائرة ماذا أفعل؟ وزوجى رفض عودة أمه للحياة بمفردها فى بيتها وقلق الشغالة عليها .
ماذا أفعل هل أقطع نفسي إربا أم أترك الجمل بما حمل وأذهب إلى بيت أهلى أرتاح من صعوبات الحياة التى أصبحت لا أستطيع أن أواجهها.
*************************
يا مديحة هل يعقل أن سيدة مثقفة ومحترمة وأم فاضلة وزوجة ناجحة مثلك لا تستطيع أن تتحمل لبضعة أيام زادت أو قلت حتى تنقشع الغمة وينعم الله سبحانه وتعالى علينا بالشفاء من هذا الوباء اللعين, اصبرى يا سيدتى وتحملى حماتك التى أحبتك وتحبك من أجل خاطرها وخاطر زوجك والله المستعان.
ساحة النقاش