حوار: شيماء أبو النصر

الكورونا فيروس بلا لقاح وهنا تكمن خطورة المرض الغامض الذى لا يزال العالم يقاوم انتشاره ويحاول فك شفرته وصولا لدواء ناجح ولقاح يقى البشرية أخطاره، وحتى يتحقق ذلك فلابد لعجلة الحياة أن تستمر، ومن هنا بدأ العالم كله مرحلة جديدة من التعامل مع الفيروس بعد الحظر الجزئى والكلى الذى طبقته غالبية دول العالم وصولا لمرحلة التعايش مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الممكنة لوقف انتشار المرض والحفاظ على صحة الإنسان ودوران عجلة الاقتصاد للحفاظ على المجتمعات والدول.

حواء التقت د. جميلة نصر أمين عام ممثل قارة أفريقيا لطب القلب الوقائى، وعضو لجنة الصحة بالمجلس القومى للمرأة، لإلقاء الضوء على كيفية الحفاظ على صحتنا العامة فى مرحلة التعايش مع الكورونا حتى نمر جميعا من تلك الأزمة الصحية العالمية بسلام.

- كورونا محنة يواجهها العالم أجمع.. كيف نستطيع أن نحولها لمنحة فى الفترة القادمة؟

بالفعل هذا ما نحاول جميعا العمل على تحقيقه وهو الاستفادة من هذه المحنة وتحويلها لمنحة بالحفاظ على مكتسبات الاهتمام بالصحة العامة والنظافة الشخصية والتغلب على ثقافة الزحام، ومراعاة جميع الإجراءات الاحترازية خاصة غسيل الأيدى باستمرار وتطهير الأسطح وأماكن العمل باستمرار مع الاهتمام بشكل خاص بأصحاب الأمراض المزمنة.

 

- وكيف يمكن تحقيق ذلك؟

يمكن تحقيق هذه المكتسبات بالتكاتف المجتمعى وزيادة إحساس كل مواطن بمسئوليته عن صحته والحفاظ عليها ومن حوله وتحقيق التباعد الاجتماعى فى أماكن العمل والطرق والمواصلات وأماكن الحصول على الخدمات المختلفة، كما يجب زيادة الاعتماد على التحول الرقمى فى كل مجالات الحياة مثل التعليم عن بعد والحجز والدفع الإليكترونى بدلا من النقدى، والحصول على المتطلبات اليومية من الغذاء أو الدواء بالتوصيل لباب المنزل كلما أمكن، وهذا يعنى وجود خطة متكاملة للتعايش من خلال التوعية الصحية بإجراءات السلامة العامة، والتعامل بحذر داخل المؤسسات الحكومية والخاصة بين العاملين والمواطنين وتقليل الأعداد المتواجدة والتعامل المباشر بين المواطنين عند طلب الخدمة أو الحصول عليها كلما أمكن، التشديد على ارتداء الكمامات والنظافة ووضع عقوبات فورية تطبق على غير الملتزم ولكن بشرط توفير الكمامات فى الصيدليات ومنافذ التوزيع، حيث يقلل ارتداء الكمامة بشكل سليم من فرص العدوى بنسبة 90%، مع وجود ضوابط إلزامية فى الشركات والمصانع والمؤسسات مثل وجود أماكن مناسبة للعزل فى حالة ظهور أية أعراض للمرض لحين التأكد من الإصابة من عدمها، وفى هذا الإطار شرفت بإعداد مبادرة لتشكيل الوعى الصحى لدى المصريين.

 

- وما الهدف من إطلاق المبادرة؟

تهدف المبادرة إلى نشر مفهوم السلامة الصحية للمواطن والبيئة الصحية المحيطة وضرورة توافر جميع مستلزمات الوقاية والتطهير والتنظيف المستمر للبيئات التى يتعامل معها الإنسان سواء بيته أو مكان عمله، والتهوية الجيدة والتعرض للشمس والتقليل من الاعتماد على أجهزة التكييف، والاهتمام بالصحة النفسية ومواجهة الضغوط النفسية والتوتر والقلق فالمشكلات الصحية التى تنجم عنها لا حصر لها، وتطبيق التباعد الاجتماعى، والاهتمام برفع كفاءة الجهاز المناعى لأنه حائط الصد الأول ضد فيروس كورونا وغيره من الفيروسات، ولتحقيق الوقاية من الأمراض يلزم الاعتماد على هذه المعادلة الرقمية (صفر-3-5-140- 5-3-صفر) وهذه الأعداد لها معنى مهم فى الصحة العامة، فصفر يعنى لا تدخين ولا توتر، بينما 3 المشى 3 كيلو يوميا أو المشى 30 دقيقة لمدة 4 أيام أسبوعيا، ويعنى الرقم 5 تناول خمس قطع من السلاطة أوالفاكهة يوميا، أما 140 فيعنى ضغط الدم، و5 و3 فهما أرقام دهون الدم، والصفر الأخير لا زيادة وزن أو سكر.

 

- كيف يمكن أن تنجح خطة التعايش مع كورونا؟

أهم شيء هو تغيير معتقدات الناس حول الاهتمام بالنظافة المستمرة والصحة العامة وتغيير نمط الحياة والاهتمام بالحصول على وزن مناسب ومواجهة أمراض السمنة فهى أصل جميع الأمراض والمسبب الأول لمضاعفات الكورونا على سبيل المثال، تغيير المطبخ المصرى بالتوعية بالبعد عن الأغذية الثقيلة على المعدة والمسبكات والبعد عن السكريات والأملاح الزائدة، ضرورة الاهتمام بتناول السمك مرتين أسبوعيا، ممارسة الرياضة فهى أرخص دواء، فالرياضة كبسولة تقى وحدها من 20 مرضا، وللأسف فمصر من أكثر الدول إصابة بالسمنة، كما تحتل المرتبة 23 على مستوى العالم فى الإصابة بأمراض القلب، ومن العشر الأوائل عالميا فى الإصابة بمرض السكر، و46% من الوفيات فى مصر بسبب أمراض القلب بشكل عام، و500 حالة وفاة يومية بسبب مضاعفات التدخين، وكل هذه الأرقام تعكس خطورة يجب التنبه لها، وكذلك يجب ترسيخ ثقافة شراء وارتداء الكمامة وتوعية المواطن بأهميتها خاصة فى هذه المرحلة للتقليل من انتشار المرض والحد من حدوث العدوى.

 

- وماذا عن الكوادر الطبية فى هذه المرحلة؟

على الرغم من سلبيات تلك الأزمة التى أثارت الرعب بين مواطنى العالم إلا أنها ألقت الضوء على ضرورة الاهتمام بالكوادر الطبية والتمريض فهما معا جيش مصر الأبيض الذى يسطر ملحمة وطنية فى مواجهة المرض لذلك يجب دعمهم دائما ماديا ومعنويا، وهو ما حرصت القيادة السياسية على تحقيقه من خلال العديد من الإجراءات والقرارات.

المصدر: حوار: شيماء أبو النصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 526 مشاهدة
نشرت فى 18 يونيو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,933,073

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز