بقلم : طاهــر البهــي
بعد أن رحلت عن عالمنا الإذاعية المصرية الكبيرة آمال فهمي منذ عامين، وتحل ذكرى ميلادها هذا الشهر، حيث إنها من مواليد شهر يوليو عام 1926، ورحلت عن عمر يناهز 92 عاماً بعد صراع شرس مع المرض، وتعتبر من أبرز رائدات العمل الإعلامي والإذاعي في مصر وركن أساسي من أركان الإذاعة المصرية، التي تم تعيينها فيها عام 1951 بعد حصولها على درجة الليسانس في الآداب قسم اللغة العربية، ويعد برنامجها الأشهر "على الناصية" هو أقدم برنامج إذاعي على الإطلاق.
تعد الراحلة آمال فهمي أول سيدة تترأس إذاعة الشرق الأوسط عام 1964، قبل أن يتم تعيينها وكيلاً لوزارة الإعلام ثم مستشارا لوزيرالإعلام، ويتذكر لها المستمعون حملاتها الخيرية غير المسبوقة دعما للأعمال الخيرية في مصر والعالم العربي وبصفة خاصة مساعداتها الضخمة وغير المسبوقة لمرضى القلب حيث كانت تتواصل خلال حملاتها مع الطبيب المصري العالمي مجدي يعقوب بعد توفير جانب كبير من تكاليف العلاج بمعاونة مستمعي برنامجها الأشهر والأقدم على الإطلاق "على الناصية"، فقد كان مستمعوها يثقون في توجهها وأمانتها.
أيضا تعتبر الإعلامية الراحلة أول من ابتكر فكرة الفوازير الإذاعية على مستوى الإذاعات العربية، وذلك عندما عرضت فكرتها على شاعر العامية الكبير بيرم التونسى ثم أكمل المشوار الشاعر المبدع صلاح جاهين، ولفتت الفوازير الإذاعية انتباه المستمع إلى صوت إذاعي نادر تملكه آمال فهمي قلما يتكرر والذي ترك بصمة ماسية في تاريخ الإذاعة، كما حققت شهرة مدوية في العالم العربي ببرنامجها الأشهر على الناصية الذي حققت من خلاله الكثير من الانفرادات منها محاورتها لرائد الفضاء الروسي "جاجارين"، وحوارا من داخل غواصة مصرية تابعة للقوات البحرية على عمق مئات الأقدام، وكذلك حوارها مع عمال المناجم أثناء عملهم الخطر في صحراء مصر الشرقية، وعاشت بالفعل حياتها الإعلامية كلها مخلصة لميكروفون الإذاعة رغم العروض التليفزيونية العديدة التي انهالت عليها، حيث يتذكرها الجميع من خلال أحد مشاهد فيلم "حكاية حب" للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ولم تكرر التجربة على الإطلاق، مشددة على أنها تتيح الخيال للمستمع كي يتخيلها كما يشاء.
ساحة النقاش