كتبت : سماح موسى

 

مما لا شك فيه أن الفن يعد أحد الوسائل الأساسية التى تبنى بها الأوطان، لذا دائما ما نجد فنانينا فى الصدارة كلما احتاج الوطن إلى أي دعم أو مشاركة وهو ما يبرزونه من خلال مشاركتهم الفعلية على أرض الواقع أو بواسطة الأعمال الفنية المختلفة و الفنون المتعددة، فماذا عن دور الفن فى بناء الأوطان؟

في البداية يقول الفنان القدير خالد ذكي: لابد أن يعكس الفن النواحي الإيجابية التي تتم في الدولة, يقدم قدوة للشباب لزرع روح الانتماء والتضحية في سبيل الوطن, يجب أن نقدم أعمالا ضخمة, متميزة مثلما حدث في مسلسل الاختيار, فيلم الممر, أتمنى أن نركز على هذه النوعية من الأعمال الوطنية, سبق أن شرفت بتقديم تلك النوعية من خلال "حلقت الطيور نحو الشرق" من ملفات المخابرات, هوانم جاردن سيتي, القيصر, طباخ الريس, الشهد والدموع ), عمل بقيمة رأفت الهجان الذي قدمه العظيم الراحل محمود عبدالعزيز, لابد أن نقدم بطولات الجندي المصري, سير المصريين الأبطال في كافة المجالات في إطار قوي ومبهر, إنتاج متميز, قد ارتكزت في أعمالي السابقة خاصة الوطنية أن يكون الدور له رسالة, يضيف إلى مسيرتي الفنية.

أما سيدة المسرح سميحة أيوب فتقول: الفن له دور تقويمي, تنويري, إعطاء رسالات مهمة سياسية اجتماعية تربوية, لدينا حياة إنسانية بها الكثير من الحكايات التي يمكن أن نقدمها من خلال الفن لتكون داعمة للبلد بشكل غير مباشر, من الممكن أن تكون قصة فحواها له مفرداته، للأسف يوجد بعض صناع الأعمال الفنية ينجرفون نحو تقديم الأعمال المبتذلة التي تقدم العنف والبلطجة, هذه الأعمال تساعد على الهدم وليس بناء الدولة.

يتفق الفنان الكبير كمال أبورية مع الآراء السابقة ويضيف: الفن له القدرة على إصلاح أخلاقيات الناس, المهم الموضوعات التي يقدمها, تقديم نماذج تاريخية, أحداث الحروب التي مرت بها مصر عبر التاريخ, هذا من شأنه يشجع الشباب على الإصلاح, معرفة المزيد من تاريخ بلده, يكون لديه طموح, هدف, نعرض المشروعات القومية الكثيرة أهمها مشاريع الطاقة, شبكة طرق على أعلى مستوى, إلخ.. كل هذه المشروعات تقدم بشكل غير مباشر من خلال الفن حتى لو تم سردها مصورة .

يؤكد أبورية على حاجتنا إلى مزيد من الأعمال التي تقدم القيم الأخلاقية الجميلة, وقد قدم هذا من خلال أعمال كثيرة فقد قدمت من قبل شخصية قاسم أمين الذي نادى بتحرر المرأة وتعليمها, الفن لم يخلق حتى يطرح سلبيات مجتمعه بل الواقع الذي نتمنى أن نعيشه .

أما الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز فتقول: الفن يخاطب وجدان البشر مع عقلهم, الوجدان مهم في اتخاذ القرارات, يقدم أعمالا تقود الجمهور إلى خدمة البلد والتضحية من أجل وطنه, أناشد المؤلفين بتقديم أعمال تظهر عبقرية شخصيات تاريخية, عرض مشاكل اجتماعية بحلولها على يد خبراء متخصصين بشكل غير مباشر.

نحتاج إلى دعم الدولة للفن هذا ما بدأت به الفنانة عفاف شعيب, تضيف قائلة: لابد أن تعيد الدولة قطاع الإنتاج مرة أخرى، كي نقدم أعمالا تخدم البلد, فعندما كانت تعمل هذه القطاعات, كنا نقدم أعمالا هادفة أهمها رأفت الهجان الذي شاركت فيه, قدمت دور أخت البطل رأفت, بجانب الشهد والدموع الذي يحمل معاني إنسانية وجانب كبير وطني, كان منح فرصة لكثير من النجوم المحترفين للمشاركة الذين لا نجدهم الآن.

أما الفنانة منال سلامة فترى أن الفن بشكل عام مرآة الواقع, وعلى من يتصدى لمرآة الواقع لابد أن يعي الماضي والتاريخ حتى يستطيع صياغة الواقع بسلبياته وإيجابياته بشكل فني درامي يصل إلى قلوب وعقل المشاهد, بعد تثقيف نفسه.

 كما ينصح الفنان الكبير محمد رياض: نحتاج إلى عرض المزيد من الأعمال التي تعرض  بطولات أبطالنا من الجيش والشرطة, وبيان مدى حبهم لوطنهم, بجانب تقديم نماذج مشرفة عبر التاريخ.

أما السيناريست وليد يوسف فيقول: الفن طوال تاريخه يدعم بلده, فقد جعل الوطن العربي أجمع يتقن اللهجة المصرية, العادات والتقاليد المصرية, جعل الفن رؤساء الدول يصطحبوا فنانين أثناء زيارتهم لبعض الدول خلال فترة الستينيات لإيمانهم بقيمة الفن, مدى حب الشعوب العربية بفناني مصر, عند الدفاع عن قضية سياسية, طرحها يستخدم الفن مثل سلسلة أفلام المبدع إسماعيل يس, في البوليس الحربي, السري, الطيران,...), عندما عانت مصر في أزمة مالية بعد حرب 1967 كان الفنانين أمثال عبدالحليم حافظ, أم كلثوم يقدمون حفلات للمجهود الحربي, قطار الرحمة الذي جمع من خلاله الفنانين التبرعات لإعادة بناء الجيش المصري, عندما يقدم الفنان عمل محترم وثاب عليه بجائزة بمهرجان دولي أو عربي خارج مصر باسم بلده هذا دعم من الفن للبلد.

يتفق الكاتب عمرو سمير عاطف مع الآراء السابقة, ويضيف الفن بما يقدمه من قصص ومعاني  بشكل عام فهو مصدر للإلهام يجعل الحياة أجمل فهو مهم بالنسبة للمجتمعات, يزيل الحواجز  الخلافات بين الشعوب وبعضها, يشكل قوى ناعمة مؤثرة في محيطنا العربي على وجه الخصوص, لابد أن يستمر الفن في دعمه للبلد لكن نحتاج إلى المزيد من الأعمال الصادقة, المتقنة, المكتوبة بشكل جيد, على مستوى عال, أيا كان مضمونها.

أما الكاتب والسيناريست أيمن سلامة يقول: الفن له دور كبير في أي مسيرة وطنية, كما أن الفنان هو مرآة مجتمعه, أداة التواصل بين القيادات السياسية والشعب وهذا واضح بشدة من خلال الفترات الكثيرة في تاريخ مصر, خير مثال العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ كان همزة الوصل بين الشعب والرئيس جمال عبدالناصر, فكان ناصر محظوظا بوجود الكثير من الفنانين يقدمون أفكاره للشعب أمثال الأبنودي, صلاح جاهين, بالإضافة إلى أن أعمال الخمسينيات والستينيات نجحت في توضيح رؤية الحاكم للمحكومين, يوجد علاقة كبيرة بين الفن والسياسية, عندما يقدم الفنان شيئا لبلده فهذا هدف راق لا يتم إلا بوعي من الدولة في مدى استغلال الفنان في تقديم مشروعها .

من ناحية أخرى تطالب الكاتبة د. عزة هيكل بوجود استراتيجية واضحة, خطة عمل من جانب وزارتي الثقافة والإعلام على مدار ثلاث سنوات يحدد المطلوب من الدراما التي تقدم من خلال التليفزيون أو برامج أو علانات أو أفلام تسجيلية من جانب خبراء متخصصين بعيدا عن تجارية الموضوع, تجنب الأعمال التي تقدم رسالة مباشرة فالجمهور لا يتقبلها, تفقد معناها, الفن يحتاج كتاب حقيقيين على قدر من الحرفية, نحتاج إلى برامج تقدم بطريقة محببة غير مباشرة تمزج تاريخ مصر بحاضرها, لابد من وجود فكر.

أما الكاتبة خيرية البشلاوي تقول نحتاج إلى إرادة حقيقية للتعبير عن القضايا الملحة التي يعيشها الشعب المصري, التحديات التي تواجهه, بعيدا عن موضوعات الحب والخيانة الزوجية, قضايا الثأر, المشاهير, كل هذه موضوعات تصرف المواطن عن مواجهة قضاياه الحقيقية التي تعبر عن الشخصية المصرية, مع العلم أن المتفرج مهموم بما يجري ببلده, نحتاج إلى دراما مشغولة بالواقع, فعندما نعود للميراث الثقافي الدرامي نجد الفن معبر عن كل حقبة زمنية انتهت, فالفن بمثابة موسوعة تاريخية, نحن الآن في حرب متعددة الوجوه, الدراما أحد الأسلحة المهمة التي يستخدمها العدو ضدنا بطريقة ذكية هذا نجده من خلال تفكك الأسر, تفاهة الأفكار, نحتاج دراما من لحم ودم تعبر عن هذه المرحلة التاريخية.

تتفق الكاتبة د. نادية رشاد مع كل الآراء السابقة، تضيف: بلدنا في أمس الحاجة إلى فن داعم لها لعرض القضايا المهمة، لما تواجهه خاصة في هذه الأوقات العصيبة التى تتعرض فيها لبعض المؤامرات الداخلية والخارجية، ولابد للفن والإعلام أن يهتما بتوجيه رسائل شديدة الخصوصية للمرأة على وجه الخصوص لما عليها من دور كبير فى إطار دعم الأسرة ككل وتوجيهها لخدمة الوطن بكل السبل.

المصدر: كتبت : سماح موسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 685 مشاهدة
نشرت فى 24 يوليو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,835,154

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز