كتبت : أسماء صقر
العيد فرحة ينتظرها الأطفال فى كل عام ويستعدون لها من خلال شراء الملابس الجديدة والألعاب التى يحبونها خاصة الألعاب النارية والمفرقعات والتى قد تسبب إصابات فى العين وحروق وحساسية بالجلد, وكذلك الطائرات الورقية التى انتشرت مؤخرا والتى تسببت فى وفاة بعض الأطفال ما دفعنا لسؤال المتخصصين عن أضرار الألعاب النارية والطائرات الورقية وما الألعاب البديلة الآمنة التى تسعد الأطفال خلال أيام العيد..
يقول د. جمال شفيق أحمد، أستاذ علم النفس السلوكى بجامعة عين شمس وأمين لجنة قطاع الطفولة بالمجلس الأعلى للجامعات واستشارى العلاج النفسى بوزارة الصحة: العيد هو البهجة والفرحة التى ينتظرها الكبار والصغار، ويختلف العيد هذا العام بسبب جائحة كورونا لكن الفرحة تظل بداخلنا ويمكننا التواصل مع الأصدقاء والأقارب والجيران من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، ويرتبط العيد عند الأطفال باللعب والهدايا والحلوى وشراء الملابس الجديدة، ويحذر الآباء والأمهات من شراء الألعاب النارية لاحتوائها على مواد كيميائية خطيرة جدا على صحة الطفل وجهازه التنفسى والبصرى والسمعي, وهي ألعاب غير مصرح بها لأضرارها البالغة على الطفل, وهناك اعتقاد خاطئ لدى الوالدين بأن هذه الألعاب تدخل الفرحة والسعادة على أبنائهما لكنها تؤذيهم لأنها تصدر الشرر والنار التى من الممكن أن تسبب حروقا فى الجلد ومشكلات فى السمع نتيجة الصوت العالى للانفجار بهدف مزاح الأطفال مع بعضهم البعض, ويوصى بالاحتفال بالعيد بدون مخاطر على صحة أطفالنا وبعيدا عن الألعاب النارية.
طقوس طفولية
تقول د. هناء جلال، أستاذ أصول التربية جامعة المنوفية: يلجأ الأطفال فى الأعياد إلى جلب الألعاب النارية والمفرقعات وهذه مراسم وطقوس العيد لدى الكثيرين من الأطفال ولا يعرفون مدى خطورتها التى تسبب أذى لمن يعانون أمراض الربو والحساسية والصدر, كما أنها لا يتوفر فيها شروط الأمان حيث تسبب احتراق الجلد وفى بعض الأحيان بتر بأصابع اليد, ولذلك هناك دول حرمت إنتاجها وفرضت عقوبات قانونية تصل إلى الحبس والغرامة، كما تعد الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيميائى نتيجة احتراق المواد الكيميائية الموجودة فى هذه الألعاب، وقد أصبح استخدامها عادة سلوكية سيئة عند بعض الأطفال والتى تلحق الأذى بالآخرين وتثير الرعب والفوضى فى الشوارع خاصة فى الأماكن المزدحمة, لذا على الآباء والأمهات توعية أبنائهم بمخاطر هذه الألعاب وتوجيههم إلى قراءة القصص الهادفة وممارسة الألعاب الهادفة تحت إشرافهم.
وتؤيدها فى الرأى د. إيمان خميس، أستاذ علم نفس الطفل ووكيل كلية التربية للطفولة المبكرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة المنوفية قائلة: لابد من بث التوعية الاجتماعية في الأسرة بمخاطر الألعاب النارية على أبنائها وتوضيح ذلك لهم, وتوجيه الوالدين للطفل بضرورة الابتعاد عن استخدامها, حيث الحرارة الناجمة عن استخدام هذه الألعاب سبب رئيسي للإضرار بالجلد والعين, فالرماد الناتج عن عملية الاحتراق إذا تعرض له الطفل بشكل مباشر يصاب بحروق في الجفن والملتحمة أو تمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين تسبب أذى وضررا بالغا على نظر الطفل وصحته, ولابد من توجيه الطفل للألعاب التي لها فائدة بالنسبة له منها تنمية الذكاء كالمكعبات, فاللعب يزيد من ثقة الطفل بنفسه ويخلق لديه مهارات جديدة, فهو فرصة للتعبير عن الدوافع والرغبات ويخفف التوتر لدى الطفل، ويؤكد الباحثون والخبراء أن اللعب يعد من الوسائل التي تساعد على تنمية مهارات الطفل وتكوين شخصيته, لذا على الوالدين الاستماع لرغباته ومشاركته في الرأي خاصة إذا كان اختياره للألعاب التي يريد شرائها لا تناسبه أو قد تلحق به أو بغيره أذى وضررا.
تعديل سلوكى
يقول د. شحاتة سليمان حسب الله، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة القاهرة: اللعب ينمي جميع الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية للطفل وعلى الأسرة فهم سيكولوجية الأطفال ورغبتهم في اللعب وانتقاء الألعاب الآمنة والمناسبة لأعمارهم، أما عن الألعاب النارية والأضرار التى تلحقها بالطفل فعلى الأسرة أن تقوم بدورها فى التوجيه والإرشاد والرقابة من خلال توضيح مخاطر هذه الألعاب للأبناء بالإقناع وليس بالقسوة والتهديد، واستبدال الألعاب الخطرة بالمفيدة، وترك حرية الاختيار لهم لانتقاء الألعاب المناسبة لسنهم.
ويوضح د. شريف حته، استشارى الصحة العامة والطب الوقائي أضرار الألعاب النارية على سمع الطفل قائلا: الآباء بحاجة إلى اتخاذ خطوات حازمة لحماية أذن أبنائهم من الضوضاء الناتجة عن الألعاب النارية والتي تؤثر على طبلة الأذن, فالتعرض للأصوات الصاخبة مع مرور الوقت يمكن أن يكون له تأثير تراكمي ودائم على السمع، فضلا عن أن تلك الألعاب قد تسبب حروقا في الجلد خاصة لأصحاب البشرة الحساسة لاحتوائها على مواد كيميائية مجهولة المصدر وقابلة الاشتعال، بالإضافة إلى الأضرار التى تلحقها بالآخرين.
ويتابع: أغلب الإصابات الناتجة عن الألعاب النارية تقع في الحفلات العائلية والأعياد, وأغلب الإصابات تصيب اليدين والعينين ثم الوجه, وعلى الأسرة هنا التفكير في طرق للاحتفال بالعيد بعيدا عن الألعاب النارية والطائرات الورقية كالتحدث مع الأصدقاء عبر الإنترنت لتجنب الإصابة بفيروس كورونا, ومن الممكن أيضا ممارسة الألعاب الجماعية مع أفراد الأسرة في المنزل، لافتا إلى دور المدرسة فى توضيح مخاطر تلك الألعاب من خلال توعية الطلاب بعدم استخدامها وتقديم النصح والإرشاد لهم بالتفاعل بينهم والمعلمين، مع إمكانية عمل حملات توعية من قبل وزارة الصحة لمعرفة الأطفال بأضرار الألعاب النارية والطائرات الورقية، مشيدا بدور وزارة الداخلية فى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد انتشار هذه الألعاب والطائرات الورقية.
ساحة النقاش