بقلم : سمر الدسوقى
أدرك جيدا أن المرأة المصرية أيقونة هذا الوطن والتى لم تردعها التهديدات الإخوانية عن النزول والدفاع عنه عام 2013 مطالبة برحيل الإخوان رغم ما كان يثار فى هذه المرحلة الفاصلة من التاريخ حول ما يمكن أن تتعرض له من مخاطر من جراء مشاركتها فى ثورة 30 يونيو، لكنها لم تتردد بل كانت فى طليعة الصفوف، سواء كانت امرأة عاملة أو ربة منزل بعيدة كل البعد عن المشاركة فى العمل العام فكلهن جميعا كن فى الطليعة، دون حشد أو دعوة فقد أدركن بفطرتهن البسيطة أن الحفاظ على أسرهن وذويهن يبدأ من الحفاظ على الأرض والوطن، حتى عادت إلى مصر شمسها الذهب، وبدأ عصر البناء والتطهير لذيول الإخوان ووضع حجر الأساس للكثير من المشروعات القومية العملاقة، واستمرت أيضا مسيرة النساء المصريات من حيث المشاركة فى كافة الاستحقاقات الدستورية.
أدرك هذا جيدا وأقرأه بنظرة واعية، لذا لم يختلجني أدنى شك في نزولها بل ومشاركتها بقوة وحشدها لذويها ولكل من حولها في انتخابات مجلس الشيوخ، فقد كانت كما عهدناها دائما رمانة الميزان التى تقود الأسرة والأصدقاء والجيران وهى مقتنعة بل ومؤمنة تماما أن هذا هو واجبها، فالشعور بالأمان على زوج فى طريقه لعمله أو ابن يتجه لمدرسته أو ابنة تحلم ببداية حياة أسرية جديدة يستدعى أن تكون هناك مظلة تحميهم جميعا، يستدعى أن نستمر كما نحن نبنى ونعمر على أرضنا بل ونحافظ عليها كما هى من أى تهديدات خارجية أو داخلية، يستدعى أن نحمى أنفسنا من التحول إلى لاجئين على حدود لا تظللهم سوى خيمة لا تسند ولا تحمي.. لاجئون لا يملكون حق اختيار حياتهم أو التفكير بمستقبلهم.
لكل هذا كانت المرأة المصرية إيقونة انتخابات مجلس الشيوخ، فلم تستمع إلى الدعوات المغرضة غير الواعية التي رددها البعض حول أهمية عودة هذه الغرفة النيابية الثانية، بل أدركت أن لهذا المجلس الموقر دورا فعالا في زيادة التمثيل المجتمعى وتعدد الآراء، وهو ما يدعم التعددية السياسية، ويضمن دراسة القضايا والموضوعات بتأن أكثر بل وطرح العديد من الآراء والمناقشات حولها، وهو ما يساعد وبشكل كبير فى التكامل مع مجلس النواب لأداء هذا الدور بشكل أكثر دقة وحرفية، هذا بجانب دوره فى معاهدات الصلح والتحالف، وكذلك مشروع الخطة العامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بما يعود بالنفع على الجميع، بالإضافة إلى أن وجود غرفتين نيابيتين، هما مجلسى النواب والشيوخ، من شأنه أن يقوى الممارسة الديمقراطية ويعززها، لأنه ينوع التمثيل السياسى لفئات المجتمع المختلفة، ويمنع انفراد غرفة واحدة بالرأى، وهو ما يحقق التوازن، أما المكسب الأكبر فهو أن هذا المجلس الموقر سيضم ما لا يقل عن 10 % من إجمالى عدد المقاعد البالغة 300 مقعد للمرأة، وهو ما يمثل نحو 30 مقعداً، ويساعد بالتالى على مشاركة وتواجد المرأة لدعم الوطن ومساندة قضاياه خصوصاً ما يتعلق منها بالأسرة والمرأة.
لكل هذا رأت المصرية أن الأمر يستحق المشاركة والانتخاب والتواجد من أجل حياة أفضل لها ولأبنائها.
ولك أقول عزيزتي شكرا فقد كنت عند حسن ظن الوطن وثقته فيك، استمري وكوني دائما في المقدمة وسندا له في كافة المحافل كما اعتدنا منك، فالمسيرة لم تنته والبناء لن يتوقف.
ساحة النقاش