كتبت : سكينة السادات
يا بنت بلدى..هل هناك إمكانية مجاملة فى اختيار شريك أو شريكة العمر؟ هل يمكن أن يضغط الإنسان على نفسه وعلى أعصابه ويقول نعم أتزوجك لإنسانة لا يحبها من أجل المجاملة؟ لماذا لا يفكر الأهل فى النتائج المعروفة مسبقاً وهى الفشل والانفصال أليس كذلك؟
***
هذه هى كلمات الابن زكريا 28 سنة وهو يعمل صحفياً فى جريدة أسبوعية بعد تخرجه فى كلية الإعلام بتفوق.
قال زكريا.. بعثتنى إليك إدارة الجريدة لكى أجرى معك حديثاً صحفياً عن ذكرياتك عن حرب أكتوبر المجيدة لكننى أجدها فرصة طيبة لكى أحكى لك متاعبى الشخصية لأننى أعرف أنك أم لكل الصحفيين والصحفيات الشباب وأنك تقدمين على حل مشاكلهم أياً كانت.
قلت له.. لكنك يا زكريا شاب ناجح فى عملك ولك مستقبل باهر بإذن الله تعالى فى عملك، فما الذى يقلقك؟
تنهد زكريا واغروقت عيناه بالدموع وقال فى تأثر واضح: إن هذا الشاب الذى أمامك يتيم، عانى اليتم منذ أن كان فى الخامسة من عمره وعرفت ذل اليتيم عن حق فقد ماتت أمى متأثرة بمرض السل وتطوره بالرئتين ولم يفلح معها أحدث المضادات الحيوية فقد كانت ضعيفة البنيان، هكذا قال والدى الذى لم يتأخر عنها بالعلاج لكنه القدر والنصيب ورعانى والدى خير رعاية سنة كاملة كان هو الذى يطعمنى ويسقينى ويبدل لى ملابسى حتى نصحه الجميع بأن يتزوج على أن يختار امرأة طيبة ترعانى لكى تخفف العبء عنه، وفعلاً ظل والدى يبحث حتى اهتدى إلى سيدة فاضلة طلقها زوجها لأنها لا تنجب، واشترط عليها أن وجودها فى حياته متعلق باهتمامها بى وحرصها علي كما لو كنت ابنها الذى لم تنجبه، وبالفعل كانت زوجة أبى أماً حنوناً علي حتى أن كل عائلتنا قالوا عن اقتناع لو كانت أم زكريا قد عاشت لما كانت قد زادت رعايتها لابنها عن الرعاية التى تقدمها السيدة علية زوجة أبيه!! وفعلاً كنت ولا أزال أحبها حب الابن لأمه، فإننى لم أر أماً غيرها وفعلاً كانت تؤثرنى على نفسها وهى أمى بالفعل وفضلها فوق رأسى طالما حييت ولن أنكره طيلة حياتى.
***
واستطرد الابن زكريا.. نشأت أقول لزوجة أبى السيدة علية "يا ماما"، ونشأت على تربيتها الراقية وألفاظها النبيلة فعندما كنت أتلفظ بكلمات يرددها زملائى فى المدرسة كانت تأخذنى من يدى وتجلسنى إلى جوارها وتردد لى دائماً أن الملافظ سعد هكذا تنص تعاليم ديننا الحنيف وتشرح لى أنه يمكن لإنسان أن يصعد إلى أعلى المناصب بفضل كفاحه وأخلاقياته وحسن ملافظه وآخر يهوى لسوء كلامه وملافظه وحقده وظلام قلبه، نعم يا سيدتى نشأت على حب الفضيلة والرقى فى الكلام والمعاملة وأصبحوا يقولون زكريا عنده حياء مثل الفتيات "بينكسف" ويحمر وجهه إذا سمع لفظاً غير مهذب، وكنت سعيداً بهذه الصفات لأنها لا تشيننى وكثيراً ما سمعت من خالتى أخت والدتى - رحمها الله – قولها: زكريا زى بنت البنوت محترم وفى حاله يا بخت اللى حتتجوزه.. وقالت أمى - أى زوجة أبى - عروسته موجودة وهى متربية زيه ومحترمة وتستاهله ويستاهلها!
***
واستطرد زكريا ..ولكن يا سيدتى حدث ما لم يكن فى الحسبان فقد نبض قلبى بالحب لإحدى زميلاتى فى كلية الإعلام ووجدت عندها نفس المشاعر وصرت أفكر فيها ليلاً ونهاراً، وهى تبادل اهتماماتى، وعندما تخرجت وبدأت التمرين العملى فاتحت والدى فى أمر خطبتها فقامت الدنيا ولم تقعد وكأننى ارتكبت كارثة أو جريمة كبرى.. والأسبوع القادم أكمل لك الحكاية!!
ساحة النقاش