كتبت : هايدى زكى

كل شخص يدخل فى علاقة حب يحلم بشخص يتمتع بالصفات التى يتمناها وتناسبه ويبدأ الطرفان فى محاولات لتغيير كلمنهما الآخر.. فإلى أى مدى أنت مستعد أن تتغير وتتقبل كلام الطرف الآخر وتدخله فى بعض الخصوصيات والسعى لتغييرها سواء فى الشكل أو الصفات؟ وهل التنازلات عن بعض الأشياء رغبة لإرضاء الحبيب أمر مقبول أم وهم باسم الحب؟

البداية مع عبد الرحمن محمد, كلية تجارة, يقول: لابد من بعض التنازلات وتقبل انتقاد الطرف الآخر ومحاولاته للوصول للتفاهم فى العلاقة, فلما لا نتغير لنتقرب أكثر ويحدث الانسجام ويزيد الحب, ولكن دائما هناك حدود يجب أن نقف عندها وإلا تحولنا إلى أشخاص آخرين.

وتؤكد سلسيل مصطفى, طالبة, على أنالتغير لابد أن يكون نابعا من الشخص ومقتنعا بهحتى لا يحدث  كوسيلة للتقرب فقط من شخص ثم العودة مرة أخرى, وتستطرد قائلة: كانت أختى مرتبطة بشخص ما يتناول حبوبا منشطة وما شابه ومبرره كوسيلة للتركيز أكثر فى العمل, وهكذا فعندما عبر عن حبه لها رفضته لمعرفتها بتعاطيه الحبوب, فقال إنه سيتوقف عن هذا السلوك, وبعد الارتباط عاد مرة أخرى ولم يتغير.

وتختلف معها فاتن كمال, ليسانس آداب, وتقول: لا أتغيرمن أجل شخص آخر وإنما عندما أشعر أننى بحاجة لذلك وهناك صفة ما أو غيرها أحتاج إلى تطويرها وتنميتها فى شخصيتى, ولا أسعى لتغيير شخص مرتبطة به, فالحب الحقيقى من وجهة نظرى هو أن تحب شخصا كما هو ليس كما تتمناه أنت, فماهى إلا أنانية.

بحدود

وتقول الكاتبة الشابة دينا أبو حلوة:لابد من التأكد من حب الطرف الآخر من خلال تصرفاته ومواقفه, فهناك بعض العلاقات المبنية على أسس غير سليمةحيث يقوم أحد الطرفين فى التقليل الدائم والانتقاد من الطرف الآخر وهى علاقات لا تستحق الاستمرار فيها,لكن إذا كان الشخص يستحق الحب ويقدره ويحترمه فهو يستحق التغير, أن يقول الطرف الآخر: "افعلى هذا.. ولا تفعلى هذا" لا يعني أنه متحكم ولكن بدافع الحب والغيرة على أن يكون الآخر فى مكانة أفضل وأحسن,فهو يريد أن يرى محبوبه دائما الأفضل والأحسن ويسعى لذلك,فالحب هو الذى يحركنا وهو يجعلنا نتقبل النقد والنصيحة.

الأنانية والتسلط فى الحب

وتعلق د. سوسن فايد, أستاذة علم النفس بالمركز القومى للبحوث: التغير مطلوب, وكل منا يحتاج إلى بعض المتغيرات الشخصية وغيرها, ولكن هناك اختلافات بين الشخصيات فما يتقبله فرد قد يرفضه آخر, فلا توجد قاعدة عامة وشروط تندرج تحت مسمى متى أتنازل وأضحى؟ وماهى سبلإرضاء الحبيب أو الحبيبة؟ فكل علاقة عاطفية لها ظروفها وشخصياتها,فالبعد عن المقارنات أمر مطلوب, فلا تقولى أفعل وأتنازل لأرضي الحبيب مثل صديقتى, ولكن لابد للنظر بعقلانية للعلاقة وأساسها ومدى حب الطرف الآخر وتقديره لها, وهل يطلب التغير بدافع الحب أمشخص يتمتع بالأنانية ورغبة منه لاستكمال الصورة المرسومة فى خياله لشريك حياته, ولكل شخص قدرات وإمكانيات, فالعلاقة العاطفية بالطبع لابد أن تتمتع بالمرونة وبعض التنازلات, ولكن ليس على حساب أى طرف من الأطراف,ولابد من تقبل الطرف الآخر كماهو بكل عيوبه ومميزاته, ولا مانع من السعى لتغيير بعض العيوب فهو أمر طبيعى ولكن بطريقة محترمة وبها تقدير ومحبة.

المصدر: كتبت : هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 5392 مشاهدة
نشرت فى 18 سبتمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,909,604

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز