كتبت : سكينة السادات
يا بنت بلدي حكيت لك الأسبوع الماضى طرفاً من حكاية قارئتى الحاجة أم تامر, 63 سنة, وزوجها الحاج رمضان,71 سنة, وكيف أنه خطبها وهى طالبة بالثانوية العامة, وأنها رضيت به لأنها لم تكن متفوقة فى التعليم بل كانت تفضل الزواج وأعمال البيت ورعاية الأطفال أكثر من الجامعة والتعليم, وحكت لى كيف يعيبه شيء سوى داء وبيل هو شغفه بالنساء, وقالت إنها على مدى فترة زواجهما الطويلة أكثر من ثلاثين سنة كما تقول ضبطته فى مواقف وعلاقات نسائية كثيرة, وكان يعتذر ويقسم لها أنه لم يغضب الله فى أى منها, وكانت تصدقه وتسامحه حتى لا تخرب البيت وتشرد أولادهما الخمس البنتين والذكور الثلاثة!
وقالت لى إنها كانت تعتقد أنه سوف ينتهى من علاقاته النسائية بعد أن يصل إلى سن المعاش لكنها اكتشفت مؤخراً أنه متورط فى علاقة نسائية عميقة, وعلمت أنه لأول مرة فى حياته يفكر فى الزواج من امرأة أخرى وهو لا يملك مالاً ولا شباباً فما هى الحكاية بالضبط؟
***
واستطردت الحاجة أم تامر الحكاية يا سيدتى أنه فى المنزل الذى نعيش فيه والذى هو بالإيجار القديم تسكن سيدة فى الأربعينات من عمرها مطلقة ولديها ثلاثة أولاد كبار وهى تعمل موظفة فى إحدى الوزارات ويعرف عنها أنها ميسورة الحال وأن طليقها قد طلقها لخلافات مالية بينهما, كما قالت لى وهى جميلة الشكل وأنيقة وتبدو أمام أهل المنطقة فى صورة الموظفة المحترمة!
كان زوجى الحاج رمضان الذى عشت معه ذلك العمر الطويل وساعدته بكل ما أوتيت من قوة حتى تم زواج الابن والابنة الكبيرة وظلت الصغيرة معنا حتى نالت الماجستير وجاءها زميل لها فى الدراسات العليا وما زلنا حتى الآن نكمل جهازها, أعود إلى أحوال زوجى الذى اكتشفت أنه جعل من شقة جارتنا المطلقة الجميلة محطة له قبل صعوده إلى شقتنا التى تعلو شقتها بدورين اثنين، قال لى ذات مرة إنه يعتبرها مثل ابنته, وأنه يمر عليها لكى يسألها إذا كانت تحتاج أى شيء أو يساعدها فى استخراج أى أوراق لأنه (فاضى) بعد أن خرج إلى المعاش, وأنها (تصعب عليه) لأنها مسئولة عن ثلاثة أولاد وزوجها قد تزوج بأخرى ولا يسأل عن أولاده, وقالت الحاجة أم تامر وهى تظن أنه يقوم بعمل نبيل: بس مدام إسراء موظفة كبيرة ومبسوطة وغير محتاجة لأى مساعدة ولكن على كل حال كتر خيرك وربنا يجبر بخاطرك!
***
واستطردت الحاجة أم تامر.. ولم أكن أظن يا سيدتى أن سيدة فى الأربعينات وموظفة وميسورة تنظر إلى رجل فى السبعينات من عمره لا يملك إلا معاشه الذى ليس كبيرا إلى الحد الذى يعير مطمعا لأى امرأة لأنه بالطبع وبالتأكيد راتبها أكبر بكثير من المعاش الذى يتقاضاه زوجى, وهو ليس بالشاب الوسيم الذى تقبل امرأة جميلة مثلا أن تنتزعه من أم أولاده وتتزوجه, وإن لم تصدقينى يا سيدتى فإن لديك رقم تليفون مدام إسراء, ورقم تليفون الحاج رمضان زوجى وأنا راضية بما سوف يقولونه لك, لكننى يا سيدتى لا أكذب ولا أخرف كما يقولون!
****
وبكل أدب ولياقة طلبت الحاج رمضان وقلت له اسمى وسألته عما قالته زوجته الحاجة أم تامر, وكانت المفاجأة أن قال لى: إن الإسلام يبيح للزوج أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع, وأنه أحس بأن إسراء تحبه كرجل وليس كأب, وأنه يخشى ربه ودينه وأنه سوف يتزوج بها على سنة الله ورسوله, وعندما فوجئت بكلامه قال إنه لن ينقص شيئا على الحاجة أم تامر وأنه يعزها كأم أولاده ولا يجب أن تزعل زوجته القديمة, واكتفيت بأن قلت له: لا حول ولا وقوة إلا بالله فقط فكر فى أولادك وزوجتك التى عاشرتك بالمعروف!
ساحة النقاش