كتبت : سماح موسى

"حظر تجول، عاش يا كابتن، حنة ورد، ستاشر، ع السلم، عنها" هذه عناوين بعض الأفلام المصرية المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين، تعد مشاركة عشرة أفلام مصرية في المهرجان واحدة من أكبر المشاركات المصرية في تاريخ المهرجانات، فما السبب وراء زيادة نسبة المشاركة عن الأعوام الماضية.. هل لجودتها أم بسبب قلة مشاركة الأفلام الدولية بسبب كورونا؟.. هذا السؤال يجيب عليه أهل الفن ونقاده في السطور التالية..

 

في البداية يقول أندرو محسن المنسق الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي: نجحنا في الحصول على عشرة أفلام مصرية على المستوى الفني والنوع ما بين روائي وتسجيلي، حاولنا إبراز السينما المصرية بشكل أفضل في ظل عام صعب خاصة وأننا من أهم المهرجانات التي صمدت وقررت أن تقام بشكل حي وليس أون لاين، فتم اختيار عشرة أفلام مصرية على أساس جودة الفيلم، القيمة الفنية، عدم التشابه أي التنوع, واضح في الأفلام المعروضة في مقدمتها "عاش يا كابتن" للمخرجة مي زايد, وفي عرضه الأول بالشرق الأوسط وأفريقيا, "حظر تجول" للمخرج أمير رمسيس الذي يشارك بالمسابقة الدولية في عرضه العالمي الأول, بطولة إلهام شاهين وأمينة خليل، فيلم "عنها" إخراج إسلام العزازي في عرضه العالمي الأول، كما يشارك في المسابقة الدولية, "ع السلم" للمخرجة نسرين الزيات، كما يتم المشاركة بـ 5 أفلام قصيرة منها فيلم "الحد الساعة خمسة" للمخرج شريف البنداري, "حنة ورد" عمل أول لمخرجه مراد مصطفي, "الراجل اللي بلع راديو" ثالث فيلم قصير لمخرجه ياسر شفيعي فيلم كوميدي وفيه جو تجريب, يدور أحداثه حول راديو قديم سقط داخل معدة رجل بسبب خطأ طبي, يجري عملية جراحية لإزالة الراديو, فيلم "حنة ورد" هذا الفيلم مر بجولة عالمية وحقق شهرة واسعة جدا, شارك في أهم مهرجان للأفلام القصيرة على مستوى العالم, كون عرضه لأول مرة داخل نافذة  مسابقة الأفلام القصيرة سينما الغد وأعتبره إضافة أخرى له، ولا ننسى أقوى الأفلام القصيرة وأقصد فيلم "ستاشر" الذي يعرض خارج المسابقة الدولية الذي حصل على السعفة الذهبية بمهرجان كان ويتم عرضه خارج المسابقة لأن بطلته الفنانة ريهام عبدالغفور عضو لجنة تحكيم لأفلام المسابقة الدولية.

ويؤكد أندرو أن قلة مشاركة الأفلام الدولية ليس لها دخل إطلاقا بزيادة عدد الأفلام المصرية المشاركة علاوة على تقليل نسبة الأفلام بشكل عام بنسبة 50% بسبب كورونا، علما بأن نسبة تمثيل الأفلام المصرية داخل المهرجان لا تتعدي 10%, فبداخل المهرجان 90 فيلما.

تاريخ السينما المصرية

يعلق الناقد الفني رامي عبدالرازق على مشاركة عشرة أفلام مصرية داخل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي من المفترض حدوثه كل دورة, فصناعة السينما المصرية قديمة قوية متأصلة, تصل جذورها إلى عشرات السنين, لكن هذا لم يحدث من قبل بسبب قلة إنتاج أفلام مصرية قادرة على المنافسة داخل المهرجانات الدولية وعوامل أخرى منها غلبة الفيلم التجاري, احتفاظ صناع الأفلام المصرية الممولة من الخارج والمشترط عليهم عدم مشاركة أفلامهم داخل مهرجان القاهرة وإلا تشارك بالعروض العالمية داخل مصر, لكن نتيجة لانتشار فيرس كورونا قرر صناع السينما أن يعرضوا أفلامهم داخل المهرجان كي يتفاعل معها الجمهور.

النقاد لهم رأي

ـ أما الكاتب الكبير عمرو سمير عاطف، فيرى أن سبب اختيار تلك الأفلام المصرية يرجع لجودتها وقدرتها على المنافسة, أملا أن يكون اختيارها بشكل حيادي من جانب لجان التحكيم ومتمنيا أن تحصل على أعلى جوائز داخل المهرجان.

ـ وتشيد الكاتبة والناقدة السينمائية حنان شومان بترشيح عشرة  أفلام مصرية داخل مهرجان السينما, مؤكدة أن السبب يرجع لانتشار كورونا, فكثير من الأفلام لم يكن لديها فرصة لعرضها داخل دور العرض في السينما طوال عام 2020 فقررت المشاركة داخل المهرجان ليشاهدها الجمهور, علاوة على أن مجرد وجودها داخل المهرجان يعد علامة جودة للفيلم خاصة إذا كان مهرجانا دوليا معترفا به على مستوى العالم ولا يعرض عملا دون المستوى, لابد أن يتوافر في الأفلام التي تشارك السمات الرئيسية لفن السينما لتأهيلها للمنافسة داخل أقسام المهرجان المختلفة.

والنجوم لهم رأي

<!--تتفق سيدة المسرح الفنانة سميحة أيوب مع الآراء السابقة وتضيف أن مشاركة 10 أفلام مصرية داخل مهرجان القاهرة  شيء مشرف, دليل على الرواج السينمائي, إن العجلة الفنية السينمائية لن تتوقف رغم كورونا, وعكس ذلك عار على الفن والفنانين.

ـ أما الفنانة المبدعة رانيا فريد شوقي فتقول لـ "حواء": إن ما نشهده من مشاركة 10 أفلام مصرية داخل المهرجان لهو شيء طبيعي, نسلط الآن الضوء عليه بسبب عدم حدوثه من قبل, لكن مصر هي رقم واحد, لها الصدارة الفنية على مستوى العالم العربي, أتمن  المزيد من الإنتاج المصري فمن قبل كانت تنتج  السينما المصرية على الأقل 60 فيلما مصريا سنويا مقارنة بإنتاج ما لا يزيد عن 20 فيلما في وقتنا الحالي, لابد أن نعي أن الفن هو القوى الناعمة، وتتابع.. مشاركة 10 أفلام مصرية ما بين قصير وطويل يوحي بالتنوع, الجودة, خاصة وسط لائحة طويلة من الأفلام المعروضة ما بين مصري ودولي.

ـ يتفق الفنان الكبير أحمد آدم مع الآراء السابقة, حيث يقول: سعيد جدا بمشاركة هذا الكم من الأفلام المصرية في الدورة 42 من المهرجان, أتمنى أن يأتي تقييم تلك الأفلام بحيادية وأن تليق تلك الأفلام بمهرجان بحجم وقيمة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

"أمر مبشر, أأمل بالمزيد".. هذا ما بدأ به النجم المبدع محمد فراج حديثه كون مشاركة 10 أفلام مصرية في مهرجان يقام على أرض مصر يشعرني بالفخر, يؤكد على أن لدينا فنا راقيا وجيدا يستحق المشاركة بالمهرجانات الدولية خاصة مهرجان يقام على أرض مصرية, أتمنى أن أشارك في عمل سينمائي يتم اختياره في مهرجان القاهرة في الدورة القادمة إن شاء الله.

ـ أما الكاتبة والفنانة الكبيرة نادية رشاد فتقول: لدينا كفاءات فنية, قادر كل اسم منهم أن يحمل عملا ناجحا بمفرده لكن ينقصنا التمويل المالي, زيادة حجم الإنتاج سينمائي يؤهلنا لإنتاج الكثير من الأعمال القيمة التي تشارك في مهرجانات داخل وخارج مصر, مشاركة هذا العدد من الأفلام المصرية في المهرجان شيء  يدل على ازدهار الصناعة السينمائية المصرية ونسعى إلى المزيد.

يوضح الفنان القدير سامح الصريطي أن زيادة عدد الأفلام المصرية بالمهرجان لهو شيء إيجابي بشرط الجودة, لا يهم الكم, الفيصل هو مستوى الأفلام "الكيف"، فمشاركة فيلما واحد جيد يكفي عن مشاركة عشرة بينهم تسع أفلام سيئين وواحد فقط جيد.

ـ بسببها أفسح الطريق للأفلام المصرية.. هذا ما بدات به الفنانة القديرة سلوى عثمان حديثها, تضيف بسبب انتشار كورونا قل عدد الأفلام الأجنبية المشاركة داخل المهرجان، حيث زادت فرصة  مشاركة عشرة أفلام مصرية، فرب ضارة نافعة، ليس معنى ذلك أن الأفلام المصرية دون المستوى, لكنها أكثر تنوعا وقيمة, مشاركة هذا الكم من الأفلام المصرية من شأنه أن يشجع صناع السينما على اختيار أفلامهم بدقة بدءا من مرحلة الكتابة حتى يخرج للنور كي يكون لائقا بالمشاركة في المهرجانات الدولية.

أما الفنانة المبدعة سلوى محمد علي، فترى أن مصر من أكثر الدول إنتاجا للأفلام القصيرة, نعتبره كارت مرور للوصول إلى  المهرجانات كما حدث في الفيلم القصير (ستاشر) الذي حصل على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي, أيضا حصل على جائزة أفضل فيلم قصير بمهرجان الجونة, ففكرة العمل تدور حول شاب يبلغ من العمر ستة عشر عاما يريد أن يصل إلى هدف معين يواجه الكثير من الصعوبات ليصل في النهاية إلى هدفه، هذا واحد من الأفلام القصيرة, عموما صناعة هذه النوعية من الأفلام صناعة مهمة في مصر رغم أن معظمها تنتج بالجهود الذاتية فهي غير مكلفة, فيتم تصويرها عبر كاميرا الموبايل تحتاج إلى فكرة فقط، تتابع لماذا لا ننتج فيلما طويلا قويا نستطيع من خلاله المنافسة داخل المهرجانات الدولية .

المصدر: كتبت : سماح موسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 801 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,809,317

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز