بقلم : إقبال بركة
أعلن الرئيس الأمريكى الجديد بايدن تعيين أول فريق اتصالات فى البيت الأبيض، ويتكون بالكامل من النساء ومهمته الأساسية ربط الشعب الأمريكي بالبيت الأبيض، ما يهمنا أن رئيس أهم دولة فى العالم وضع سمعته بل ومصير رئاسته فى أيدى أكثر من يثق بهن ويتطلع لنجاحهن فى أداء تلك المهمة الدقيقة، إنه موقن بأن سمعته فى أيد أمينة وقادرة، وقد سبقه إلى ذلك الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى بادر بإعلان عام ٢٠١٧ "عام المرأة المصرية"، ثم استهل فترة ولايته الثانية فى رئاسة الجمهورية في نهاية العام الماضى 2019 بتعيين 8 وزيرات ونائبتين و 10 عناصر نسائية في حكومة د. مصطفى مدبولى الجديدة، كذلك أثارت السيدة عبير موسى زعيمة الحزب الدستوري الحر فى تونس الكثير من الإعجاب والتأييد لمجابهتها الشجاعة ضد رئيس البرلمان الإخوانى راشد الغنوشى، وفي مصر أعلن مؤخرا عن فوز د. هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية بجائزة التميز الحكومى كأفضل وزيرة عربية فى العالم العربي لعام 2020، الجدير بالذكر أن د. السعيد لم تكن المرأة المصرية الوحيدة التى فازت بجائزة دولية فقد فازت نهى أحمد السيد، مديرة المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بحى المنتزه أول بالإسكندرية كأفضل موظفة حكومية عربية، الجائزتان تمتا في الدورة الأولى من مسابقة التميز الحكومي العربي التي أُقيمت بمشاركة عربية رفيعة المستوى، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي، ولا يفوتنا في هذه المناسبة الإشارة إلى تميز كل من جيهان مسعود رئيس حي المنتزه أول، وسحر شعبان رئيس حي غرب ود. منال عوض ميخائيل محافظ دمياط في عملهن الذى تمت الإشادة به فى أكثر من مناسبة ومجال، نعود إلى وزيرتنا المرموقة د. هالة السعيد، فمنذ بدايتها كطالبة وحتى فوزها بتلك الجائزة تدل مسيرتها على ذكاء متقد ونبوغ مبكر يؤهلها بجدارة للتفوق فى أى عمل تقوم به، هى من مواليد 19 مايو 1957 بالقاهرة، حصلت على دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عام 1989، وماجستير في الاقتصاد بتقدير ممتاز من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة 1983، وكانت حصلت على بكالوريوس الاقتصاد بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة سنة 1978، وهى أول عميد منتخب لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة منذ أكتوبر 2011 وحتى 2016 ، ولا يمكن حصر المناصب والتقديرات التى توجت مسيرتها العملية منذ أن بدأت في هذا المجال، ولا عجب فهي تنتمى لعائلة سياسية تعود جذورها لمحافظة الدقهلية، حيث كان والدها المهندس حلمى السعيد وزيراً للكهرباء والسد العالى بوزارة محمود فوزى سنة 1970، لقد أصبح تفوق النساء العربيات وإنجازاتهن أمرا واقعيا ومشهودا فى كل الدول العربية وإطلاق الضوء عالميا على أي مسئولة أو وزيرة عربية يسعدنا ويثير آمالنا بالمزيد، ولعل أصحاب تلك الحملة الغبية التى انطلقت منذ فترة ضد تعيين المرأة فى مناصب كبرى يخجلون من أنفسهم ويكفون عن النباح.
ساحة النقاش