بقلم : طاهــر البهــي
يجب البحث عن إجابة للتساؤل المهم: من أين اكتسب الأطفال والمراهقين هذه السمات البغيضة من العنف، رغم أننا شعب مسالم لا نسيء إلى أحد إلا إذا اعتدى على حقوقنا، حتما سيقودنا البحث إلى الإنتاج الدرامي والسينمائي خلال الأعوام الماضية، سوف ندرك أن هناك قدرا من العنف لا يستهان به ولا بتأثيره على أطفالنا وشبابنا وتوجيههم بقوة تجاه العنف ـ ولا أقول الخشونة ـ بل والدموية أحيانا حتى أن ممثلا يحصد الملايين عن طريق بث العنف في عقول وأبدان أولادنا، وعلى الدارسين الوقوف على أسباب ذلك لدرجة انتشرت معه جرائم العنف والانتحار، ما من شك أن العنف مخلوق داخل كل منا، وهذا أمر طبيعي أى فسيولوجي لأنه يشكل تكامل حلقة الوجود الإنساني، والذي يعتمد استمراره على الصراع والتحدي سواء داخل الإنسان، أو بين الإنسان والآخر، وهذا هو ما تعبر عنه بعض الرياضات مثل الملاكمة والمصارعة و"الكونغ فو" وهي رياضات مشروعة في كل المجتمعات، الغريب في الأمر أن عشاق مشاهدة هذه النوعية من الأفلام والمسلسلات كثيرين وأعرف أنه في بعض الدول تقل حركة المرور في الشوارع عندما يذيع التليفزيون أعمالا من هذا النوع، وأن أكثر مقاطع الفيديو مشاهدة هي مشاهد العنف عبر بعض المنصات.
الأعمال الدرامية التليفزيونية هي الأكثر مشاهدة بين مختلف الشرائح وفي المقدمة الأطفال، ولهذا فإن الأعمال التي تتضمن الخير المطلق أو رومانسية مطلقة لا تلقى إقبالا بل أصبحت أدوارا غير جذابة، إلا أن الأضرار من وراء هذه الأعمال الدرامية لا يستهان بها، لأنها تقوم بعملية تدعيم للجانب العنيف، بالتكرار والإلحاح، هذا التأثر يصل إلى أقصاه في حالة المرأة غير العاملة "ست البيت" والتي تشاهد ساعات أكثر؛ فتمنحها طاقة سلبية محبطة، وكذلك في حالة الطفل لأنه سريع وعميق التأثر بما يشاهد على شاشة التليفزيون أو الموبايل!
ساحة النقاش