بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا جودي طلبت من جدتها أن تتحدث معها في أمر خاص كانت تتكلم بتردد ولا تعرف كيف تبدأ كلامها فابتسمت لها الجدة مشجعة إياها على أن تبوح بما يحيرها, فاجأتها بسؤال عما إذا كانت لا تعرف توصيل ما تريده للآخرين بصورة صحيحة أو بمعنى آخر أسلوبها في الكلام يعطي معاني سلبية لم تكن تقصدها.
تعجبت جدتها من كلامها وسألتها عن السبب الذي دفعها لهذا السؤال العجيب..
أجابتها بأن لها صديقة تعرفها منذ فترة،لكنها في الآونة الأخيرة كثيرا ما تفتعل معها المشكلات وتغضب منها وعندما تحاول معرفة السبب تروي لها حكايات وتستشهد بكلام قالته جودي لها وتظل تحلل في معاني ماقالته وتربطه بالطريقة التي قيل بها لتصل في النهاية إلى استنتاجات ومعاني لم تكن تخطر على بال جودي نهائيا..
كانت الجدة تتابع ما قالته حفيدتها باهتمام ثم سألتها عن رد فعلها تجاه ما تدعيه صديقتها.. ردت عليها بأنها تنكر طبعا ما تقوله وأحيانا تحاول استرضاءها وفي حالات أخرى تغضب منها ويتخاصمان لفترة ولكن في كل مرة تظل جودي تسأل نفسها ما الذي يجعل صديقتها تسيء فهمها إلى هذه الدرجة؟!
أجابتها جدتها بهدوء بأن ما تعتقد أنها صاحبتها ليست كذلك ومن الواضح جدا أنها تكرهها أو تشعر بالغيرة الشديدة منها ولذلك تتصور دائما أن أي كلمة تسمعها منها هي إساءة لها..
فدائما ما نفسر الكلمات وفق ما داخلنا ولذلك نجد أصحاب النفوس المعقدة لا يأخذون الأمور ببساطة بل على العكس يبالغون في تصعيد الأمور لتتحول الكلمات البسيطة إلى عبارات سب وقذف وأفضل شيء هو الابتعاد عنهم نهائيا وبدون رجعة.
ساحة النقاش