كتبت:  نيرمين طارق

وسط متابعة عالمية لبطولة كرة اليد للرجال التى تقام حاليا على أرض مصر، تنتظر مجموعة من البطلات المصريات اللائى مارسن كرة اليد فى الأندية المختلفة إلى أن يكون لهن منتخب كمثيلاتهن فى الرياضات الأخرى، فماذا عن إمكانية تحقيق هذا الحلم؟

فى البداية تقول مروة عيد عبدالملك، كابتن فريق نادى نيس الفرنسى: قررت خوض تجربة الاحتراف والسفر للعب فى الدورى الفرنسى بعد فقدان الأمل فى تشكيل أول منتخب نسائى مصرى لكرة اليد، والمشكلة ليست في عدم وجود إمكانيات مادية كما يعتقد البعض فمشكلة الدعم المادى من الممكن حلها من خلال رعاية الشركات ورجال الأعمال، فهناك بلدان أفريقية فقيرة مثل السنغال والكونغو وبها منتخب نسائى لكرة اليد لكن المشكلة أن تشكيل هذا المنتخب ليس من أولويات اتحاد الرياضة المصرى ولا يوجد نية من قبل أعضائه لأنهم غير مؤمنين بحق فتيات اليد فى تمثيل مصر، وأنا كلاعبة يد مصرية تلقيت عروضا للتجنيس للعب فى منتخبات أفريقية ورفضت لكن للأسف الاتحاد المصري حرمنى من شرف تمثيل وطنى وهو إحساس صعب خاصة عندما أرى زميلاتى فى الفريق الفرنسى وكل لاعبة تستعد للمشاركة مع منتخب بلادها فى كأس العالم أو بطولة أفريقيا وأنا ككابتن فريق ليس لى منتخب لأن الاتحاد مهتم فقط بالرجال.

وتقول سارة متولى كابتن فريق نادى الشمس: القائمين على اتحاد اليد في مصر لديهم قناعة أن في حال سفرنا لتمثيل مصر لن نحقق مركزا متقدما، وعدم وجود فريق قومى يؤثر بالسلب على اللاعبات، فاللاعبة تعلم أنها لن تتمكن من صنع تاريخ لنفسها فالإنجاز الوحيد الذى نستطيع تحقيقه هو الحصول على الدورى المحلى لذلك تجد اللاعبة لا تستمر فى الملاعب وتمنح وقتها للعمل والدراسة بسبب عدم وجود منتخب.

لاعبات بلا عقود

تقول يارا مختار، لاعبة اليد فى نادى الشمس: أبسط حقوقنا غير متوفرة فالاتحاد لا يلزم الأندية بتوفير عقود لنا ونلعب مع الأندية دون عقود توفيراً للنفقات والسبب فى عدم وجود منتخب يد نسائى هو قناعة رئيس الاتحاد بأننا كلاعبات سنتزوج ونترك اللعبة رغم وجود لاعبات تزوجن وأنجبن وما زلن فى الملاعب لكن النظرة الذكورية تسيطر على أعضاء الاتحاد.

تقول شيماء الوزيري لاعبة  فى فريق اليد بنادى الشمس: أعضاء الاتحاد يعتقدون أننا لن نحصل على بطولات حال وجود منتخب لكن سؤالى هل حقق منتخب الرجال بطولات منذ أول مشاركة له، بالعكس فريق الرجال ظل يشارك لمدة ثمان سنوات دون تحقيق أي لقب عالمى، وحتى نتمكن من تحقيق بطولة لابد من تدريبنا بشكل جيد وإقامة معسكرات خارجية يتم فيها الاحتكاك بلاعبات من بلدان مختلفة حتى نكتسب خبرة كافية، وعندما كنت لاعبة فى منتخب الناشئات حصلنا عام 2015 على بطولة البحر المتوسط كما حصلنا على أول أفريقيا فى نفس العام وهذا يعنى أن لاعبات اليد فى مصر لديهن المهارات ولديهن القدرة على تحقيق بطولات، ولكن بسبب قناعة رئيس الاتحاد بأن اللاعبة ستتزوج وستترك اللعبة بمجرد تخطيها المرحلة العمرية للناشئات لا يوجد اهتمام أو نية لتشكيل منتخب أول، وكابتن هشام نصر قال هذه العبارة بشكل صريح عندما ظهرنا مع الإعلامية لميس الحديدي وقال:"أنا مش هصرف على بنات وفى الآخر بيتجوزوا"، ويستغل ما حدث في 2018 عندما حصل منتخب الناشئات على المركز الأخير في مونديال الناشئات ولكن كان هناك حوالى خمس لاعبات تعرضن لإصابات خطيرة ولم نحصل على إعداد كاف قبل البطولة فتم الاستعداد قبل المونديال بشهر واحد.

تجربة عملية

على الرغم من زواج غادة حسام، لاعبة اليد بالنادى الأهلى وإنجابها لابنها الأول إلا أنها لم تترك رياضتها المفضلة وتقول: البعض يرى أن اللاعبات بمجرد زواجهن يتركن ممارسة الرياضة وهذا أمر غير حقيقى، فالكثير من اللاعبات الرياضيات فى العديد من الرياضات النظيرة قد ارتبطن ومع ذلك استمر تواجدهن على الساحة الرياضية وحققن العديد من النجاحات.

وتضيف: ما نحتاجه بالفعل هو فرصة حقيقية وأعتقد أننا سنثبت النجاح مع تمثيل مصر من خلال هذا المنتخب. وتتساءل ملك أيمن، لاعبة اليد بنادى الجزيرة: هناك لاعبات مصريات احترفن فى الدورى الفرنسى مثل مروة عيد ورحاب جمعة ما يعنى أن هناك عناصرا نسائية متميزة وبالتالى سيكون لديها القدرة على العطاء والمشاركة بل والنجاح بصورة أكبر بعد تشكيل منتخب للعبة.