أمثلة رائعة للتضحية قدمتها المرأة المصرية التى لم تبخل بأعزائها على الوطن فى سبيل حمايته والدفاع عنه، فكم من أم دمى قلبها حزنا على موت فلذة كبدها الذى طالته يد الغدر، وكم من زوجة ترملت لفراق ورغم مرارة الفراق وفجعة الموت إلا أن الشهادة كانت ،» مصر « زوجها الذى أبى أن تنال يد الشر حبه الأكبر السكينة التى حلت على هذه القلوب التى كان عزاؤها أن أحبابها أحياء عند ربهم يرزقون..

البداية مع السيدة إكرام حمدى، والدة الشهيد النقيب هشام شتا "شهيد كرداسة" التى وجهت تحية لأفراد الشرطة فى عيدهم قائلة: "جميعكم أبنائى وربنا يحفظكم وربنا معاكم لأنكم شايفين شغلكم كويس جدا وقادرين على أخذ حق الشهداء أجمع ومنهم ابنى النقيب هشام شتا دون أى تكاسل أو تراجع أو خوف لأن رجال الشرطة المصرية مثال يحتذى به فى الصمود فى وجه أى عدو".

وتتابع: كانت حادثة كرادسة من المشاهد الرائعة لرجال الشرطة البواسل الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن قسم الشرطة ولم يستسلموا لأى عنف موجه لهم أو يهربوا، وأذكر أن ابنى الشهيد قرر الصمود للحفاظ على قسم كرادسة وقد أدى واجبه على أكمل وجه ونال الشهادة وأصبحت أنا وبكل فخر "أم الشهيد"، وأوجه كلمة لكل أم شهيد "ربنا يصبرك ويصبرنى معاكى ولازم تكونى فخورة بابنك وأنه لم يقصر فى واجبه تجاه بلده"، وبكلمات تملأها الدموع تنهى السيدة إكرام حمدى حديثها قائلة: "لقد أعددت قبر هشام ابنى مثلما كنت أنوى تجهيز شقته التى كان ينوى الزواج بها.. وأقول لهشام: "أنت وحشتنى أوى يا ابنى".

فخورة بلقب أم الشهيد

"بشكر ربنا على السكينة بقدر حبى واشتياقى لابنى الشهيد عقيد تامر العشماوى"، هذا ما بدأت به السيدة عفاف عبد الغنى والدة الشهيد تامر وتقول: اسستشهد ابنى العقيد فى ثورة ٢٥ يناير والتى تتزامن مع احتفال عيد الشرطة ليكون العيد عيدان، ويكفينى فخرا أنى حصلت على لقب "أم الشهيد" وهو لقب غال وعزيز لا ينال أحد شرف الحصول عليه بسهولة، فهو كرم وهدية من ربنا، وأقول لابنى الشهيد "أنا ومصر كلنا فخورين بك يا تامر"، وتضيف كان ابنى تامر هو ابنى الأكبر والصديق والاخ وكان بالنسبة لى كل شىء –خاصة بعد وفاة والده- فقد خضنا مشوار الحياة سويا مع أخيه الأصغر وكان بارا جدا بى ومحبا لعمله وحريصا جدا على صلة الرحم مع أقاربه، وكانت من أولويات حياته، وأسعى جاهدة لتربية أبنائي كى يكونوا مثل والدهم فى حبه للوطن والعلم والإيمان بدورهم فى خدمة بلدهم وأن يعلموا جيدا أن أعظم تكريم قد حصلت عليه هو لقب "أم الشهيد" لأن الله اختارنى بالرضا بقضائه والفخر باستشهاد ابنى الشهيد تامر العشماوى.. وبكلمات كلها حب وثقة تؤكد والدة الشهيد تامر أننا كمصريين على أتم الاستعداد للدفاع عن تراب مصر و"كلنا فداء مصر" لأن الوطن غال وسنبذل كل ما لدينا لحمايته.

فى الجنة ينعمون

تقول والدة الشهيد النقيب محمود أبو العز شهيد قسم مصر القديمة: ابنى الشهيد محمود هو الابن الأصغر بين أقرانه وكان محبا ومخلصا جدا لعمله وكان حريصا على الإصلاح بين الناس لأنه محب لعمل الخير وللعلم، فإن والده من أبطال حرب أكتوبر وقد أصيب في الحرب وكان يتمنى الشهادة، وبالفعل لحق به ابنه الشهيد محمود أبو العز، وفى عيد الشرطة أتمنى ان يكون كل قطاع ورجال الشرطة بخير لأنهم يبذلون الكثير من أجل وطنهم وحماية الأمن الداخلى لهذا البلد وعليهم عبء كبير ومهام كثيرة منها تأمين المنشآت والأفراد والمواكب والتشريفات وغيرها الكثير من المهام الصعبة، وأقول لكل أم وزوجة شهيد بمناسبة عيد الشرطة "كل سنة وأنتم بخير والشرطة المصرية بخير.. وإن شاء الله  شهداؤنا في الجنة وربنا يجمعنا بهم في الجنة".

الذكرى الطيبة

بكل حب وفخر تتحدث بسنت عصفور، أرملة الشهيد عميد ياسر الحديدى، مفتش أمن عام بشمال وجنوب سيناء إن الشهيد استشهد فى 8 مارس 2017 فى العريش ولكنها ما زالت تتذكر هذا اليوم وما زالت تعيش على الذكرى الطيبة التى تركها زوجها بين الناس، وفى هذا السياق تؤكد بسنت أن حرصها على ذكر اسم زوجها فى أى تكريم للشهداء أو أعياد الشرطة هو بمثابة الفخر لها، وأن يظل اسم زوجها الشهيد متردد على الأذهان، وأريد أن نتذكر دائما أبطالنا الشهداء وإلا ننسى ما فعلوه ويفعلوه من أجلنا ومن أجل وطننا الغالى مصر.

 وبين لحظة صمت واسترجاع للذكريات مع الشهيد تضيف بسنت عصفور لقد كان زوجى ومازال محور حياتى أنا وابنته الوحيده، وما زلنا نتذكره فى أى تجمع أسرى فهو باقى فى قلوبنا وأذهاننا ودائما ما أقول أننا نعيش بسيرته الطيبة وحب الناس له.

وفى عيد الشرطة لدى كلمة لكل رجال الشرطة، أقول لهم: "كملوا المشوار حتى لا يضيع حق الشهداء من قبلكم.. كملوا عشان نحافظ على بلدنا.. خليكوا دايما صامدين"، وأتمنى أن تظل بلدنا آمنة ومستقرة فى عهد رئيسنا القوى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.

شهيدى ..بطل

تقول نجلاء سامى، أرملة الشهيد العميد عامر عبد المقصود: إن الذكرى السنوية ال 49 لعيد الشرطة بمثابة العيد الحقيقي لأبطال ضحت من أجل مصر، وتضيف لقد استشهد العميد عامر عبد المقصود نائب مأمور قسم شرطة كرداسة يوم 14 أغسطس 2013  وقد تم التمثيل بجسده في أبشع مذبحة شاهدها العالم كله لكن "شهيدى بطل" فقد رفض تسليم القسم.

وفي عيد الشرطة أرسل بباقة ورد لجميع قيادات وزارة الداخلية، بيتي الثاني ولكل رتبة، كما أرسل باقة الورد لزوجى الشهيد الغالي في مكانه الذي اختاره الله له، وأحب أوجه كلمتي لزوجات الأبطال والأمهات "كوني صلبة وقوية لأن المسئولية كبيرة ونحن عظيمات مصر كما أطلق علينا فخامة الرئيس الغالي عبد الفتاح السيسي"، ونحن أقوى من الإرهاب وقادرين على تحمل المسئولية لكي نقود المسيرة بعد ومع الأبطال، وأقول للأمهات: "لا تبكي يا أم البطل ابنك ربنا اختاره شهيدا.. افرحي ولا تحزني لأن العريس بطل وكل من قدم التحية والفداء من أجل مصر فهذه هي البطولة"، ونحن فخورين بأبطالنا .