كتبت : نيرمين طارق
انتشرت مواقع التعارف وتطبيقات الزواج وأقبل الشباب فى مصر على الزواج عبر الإنترنت، وكثير من العلاقات العاطفية بدأت من خلال فيسبوك، لكن هل الحب والتعارف عبر الشبكة العنكبوتية يستمر أم هو مجرد وهم يصنعه الشباب للهروب من الفراغ والوحدة؟ وهل فيس بوك يظهر حقيقة الأشخاص أم يستخدمه البعض لإخفائها؟
فى البداية تقول رانيا عبيد، 27 سنة: تعرفت على شاب من خلال فيس بوك منذ عام وأخبرنى أنه مهندس ويعمل فى مجال البرمجة وعبر عن إعجابه ورغبته فى التعرف بى وبعد فترة طلب منى مبلغا ماليا واكتشفت أنه ليس مهندسا ومنذ تلك اللحظة وأنا لا أقتنع بالعلاقات عبر الإنترنت رغم أن لى أكثر من صديقة تزوجن من خلاله.
وتقول فاطمة مصطفى، 25 سنة: تعرفت على شاب عبر تطبيق زواج واتفقنا على الخطوبة عند عودته مباشرة من الكويت وبعد الخطوبة وجدت صفات مختلفة غير التى أظهرها لى على مدار سنة كاملة من المحادثات الكتابية ولم تستمر الخطوبة أكثر من أسبوعين.
أما ميار طلعت، 29 سنة فتقول: ارتبطت منذ عامين بشاب عبر فيسبوك ووعدنى بالزواج لكن كان يماطل فى موعد مقابلة والدى وكل فترة يخترع عذرا مختلفا حتى لا يقابل أهلى وبدأت أشعر أن هناك شيئا يدعو للشك، وبعد البحث اكتشفت أنه متزوج ولديه طفل، وعندما واجهته بالحقيقة قال لى إن زوجته لا تهتم به وقد تزوجها عبر زواج تقليدى دون حب وسيطلقها قريباً، واكتشفت أنه يبدأ فى خلق قصة وهمية جديدة حتى لا أقطع علاقتى به.
وتقول مها جمال، 31 سنة: رشحت لى صديقة موقع للزواج والتعارف وتعرفت على شاب واتفقنا على قدومه ليقابل والدى وبعد أن استعد والدى لمقابلته وكنا فى انتظاره لم يحضر، وإتصلت به وجدت الهاتف مغلقا كما أغلق صفحته على الفيسبوك واختفى تماماً ثم أدركت أنه كان غير صادق وكان يلعب بمشاعرى.
أحد أسباب الطلاق
تعلق داليا عبدالظاهر، خبيرة العلاقات الأسرية على الزواج عبر الإنترنت قائلة: يكتشف الأزواج بعد دخولهم عش الزوجية صفات جديدة لم يعرفوها عن بعض أثناء فترة الخطوبة التى استمرت لمدة عام أو أكثر فكيف يمكن لشخص أن يعرف حقيقة غيره عبر شاشة هاتف، فعن طريق فيس بوك أنت لن تعرف عن الشخص إلا ما يريد إظهاره لك لكن لجوء البعض للبحث عن شريك عبر الإنترنت جاء نتيجة للتقليد، فكل فترة تسمع الفتاة عن فتاة وشاب تزوجا عبر فيس بوك لكن لا أحد يعلم شيئا عن شكل العلاقة، فزواج الإنترنت أصبح سببا من أسباب ارتفاع معدلات الطلاق فى المجتمع المصرى وتلجأ إليه الفتيات كرغبة فى الهروب من لقب عانس، ويلجأ إليه الشباب من باب المغامرة والتجربة وغالباً عنصر المصداقية والجدية لن يتواجدا فى علاقة بدأت عبر الفيسبوك.
الهروب من الوحدة
يقول د. محمود الزينى، استشارى الطب النفسى: الشعور بالوحدة مع الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الهواتف يجعل الشباب يبحثون عن شريك عبر الإنترنت وأحياناً يحدث التغاضى عن غياب عنصر الوضوح والشفافية من أجل الاستمرار فى محادثات أصبحت جزءا من اليوم، وقد تشعر الفتاة بوجود مشاعر بعد فترة من التعارف وفى الحقيقة يحدث نوع من التعود الذى ينتج عبر الكلام بشكل يومى لمدة فترات طويلة والشباب لا يدركون جيداً الفرق بين الحب وبين التعود.
عصر السرعة
يقول د. جمال حماد، ىستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية: اعتاد الشباب على فعل كل شيء عبر الإنترنت فهم يتسوقون ويشترون ملابسهم من خلال الإنترنت ويدفعون الفواتير عبر الإنترنت ويتواصلون مع أفراد أسرتهم عبر النت لذلك فالزواج عبر الإنترنت أصبح موضة من موضات عصر السرعة بغض النظر عن عواقبه والمشكلات التى تنتج عن هذا الزواج، والأمر لم يعد قاصر فقط على التعرف الذى قد يحدث بالصدفة عبر مواقع التواصل الاجتماعى بل أصبح هناك تطبيقات متخصصة فى التعارف والزواج والشباب يقبل عليها بشدة لأن بسبب الإيقاع السريع للحياة قد لا يجد الشاب الفرصة للتعرف على شريكة حياة مناسبة فيبدأ بالبحث عنها عبر الإنترنت الذى أصبح يقدم جميع الخدمات.
ساحة النقاش