بقلم : سكينة السادات
قالت أنا لست محظوظة فى الحب! أو حتى أية علاقات شبه عاطفية، أنا مخطوبة الآن ولكن ليست هناك أى )كيمياء( بينى وبين خطيبى! وأعتقد أن الكيمياء كما يسمونها الآن هى الانجذاب والتوافق والتراضى فى المعاملة أى القبول والرضا على الأقل!
خطيبى إنسان محترم جداً وكامل كما يقولون )من كله(! أدب وأخلاق لكن يا سيدتى “دمه تقيل على قلبى”! لا أستظرفه! لا أشعر بالفرحة عند لقائه! لا يخفق قلبى له! لماذا لا أعرف؟ أنا حزينة وغاضبة من نفسى ولكن لا أعرف ماذا أفعل بنفسى حتى أشعر أننى سعيدة وفرحانة ومقبلة على حياة جديدة؟ أنا محتارة!
***
بهذه الكلمات بدأت الابنة بشرى ) 32 سنة( حديثها معى! قالت: إن أمها وأبيها يرددون لها المثل المصرى الذى يقول “الطيران لازم يلاقى القطران” أى الذى يتبطر على النعمة يلقى جزاءه قطران أى أيام سوداء بلون القطران! قالت بشرى: خريطة حياتى العاطفية كلها فاشلة ولكن سوف أحكى لك كل شيء!
قالت بشرى: أنتمى إلى أسرة ميسورة الحال، والدى موظف كبير يمتلك منزلا ملكا له من عدة طوابق هو وعمى وعمتى ويمتلك أرضا زراعية شاسعة فى محافظة الشرقية، ووالدتى ربة منزل لا هم لها سوى رعايتى أنا وأخواى اللذان يصغرانى بعدة أعوام أى أننى أكبر أبناء وبنات أبى وأمى، وبيتنا على الطراز القديم الجميل السقف العالى والحجرات الواسعة والنظافة العالية المحكمة، وأسفل المنزل يوجد البدروم الذى كان يعيش فيه عم إبراهيم وأسرته وعم إبراهيم هذا يمت إلى أبى بصلة قرابة بعيدة وهو تقريبا كل شيء فى حياتنا بمعنى أنه هو حارس البيت وسكرتير أبى الذى يساعده فى دفع العوائد والضرائب والكهرباء والغاز والماء وهو الذى يشرف على نظافة البيت ورعاية الحديقة المحيطة بالمنزل وصيانة الأسوار المحيطة بالبيت وعلاوة على ذلك هو الذى كان يتولى اختيار الشغالات اللائى يأتى بهن من البلد لمساعدة أمى فى شئون البيت، وهو الذى يشرف على أعمالهن ومن لا تجيد عملها يستغنى عنها ويستبدلها بغيرها هكذا كان الحال، وكان عمى يصغر أبى بعدة سنوات ويعرف القراءة والكتابة وأسرته مكونة من ابنه الكبير حسين الذى كان يكبرنى بعام ونصف أو عامين تقريبا وأختيه الأصغر منه وكان أبى يضع فيه شقته ويعهد إليه بكل مسئولياته مثل السفر إلى الشرقية كل فترة قصيرة لكى يشرف على زراعة الأرض وجمع المحاصيل وبيعها وجمع الإيجار من الفلاحين وصيانة بيتنا الريفى الذى كنا نذهب إليه فى الإجازات المدرسية، وباختصار كان عم إبراهيم هو الكل فى الكل فى حياتنا، وكان أبى يخصص له بدروم المنزل الذى كان فى غاية النظافة والجمال مثله مثل كل شقق المنزل علاوة على استمتاعه بالحديقة الجميلة! فى هذا العز نشأنا ونشأ معنا أولاد عم إبراهيم وكان حسين ابنه الكبير والوحيد أول شاب يخفق له قلبى وأنا فى سن العاشرة من عمرى! كان طفلا ذكيا مؤدبا متفوقا فى دراسته وكان أبى يرعاه ويوصى به والده، وكان والده فى رعاية الحديقة والمنزل ويتحمل المسئولية وهو بعد صغير السن، وهذه كانت أول مرة أشعر فيها بالجنس الآخر وأشعر بأننى أريد أن أرد وأتكلم معه، وكان هو يبدو متحفظا بل كان يصر على أن يبتعد عنى بقدر المستطاع ولا أعرف حتى اليوم هل كان ذلك هو أول حب فى حياتى أم أنها مشاعر من جانب واحد حتى قرر والدى وعمى بيع المنزل بعد أن عرفوا أنه سوف يزال لبناء كوبرى جديد وبناء عليه انتقلنا إلى شقة تمليك وسافر عم إبراهيم وأسرته للإقامة بالشرقية وانتهت أول قصة حب فى حياتى لكنها لم تكن الأخيرة.
الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية
ساحة النقاش