حوار : هبه رجاء

إيمانها القوي بأن الإعلامي هوصاحبرسالةيجب أن يتحلى بها، هي أحد أسرار جديتها الشديدة في معالجة قضايا الوطن والمواطن، برامجها تأتي في شكل رسائل شديدة الأهمية لمشاهديها، وهو ما جعل شاشات عالمية تعيد بث مقاطعها،عن هذا الدور المتميز وعن أهدافها وأمنياتها خلال المرحلة المقبلة، وغيرها من المحاور كان لقاء "حواء" مع الدكتورة تغريد عرفة صاحبة الإطلالة المميزة والصوت الوطني المنزه عن الهوى..

فكرنا كثيرا قبل الحوار من أين نبدأ، فبرامجها كلها على نفس الدرجة من الأهمية، طرحنا أمامها هذه الحيرة، وتركنا لها حرية الإختيار؟

بتواضع الكبار قالت: أبدأ من برنامجي "زينة"، هو برنامج بث مباشر صباحي يذاع على شاشة "الثانية"أظهر فيه يومالأحد الساعة الواحدة ظهرا، نقدم من خلاله كل ما يهم المرأة،منزلها، عملها، مظهرها، صحتها، وصولا إلى تربية أبنائها، وهناك برنامج آخر بعنوان: "بنصبحعليك"، أشارك فيه يوم الثلاثاء الساعة الثامنة صباحا، وهو من نوعية البرامج الصباحية الخفيفة، نعرض فيه أخبار اليوم مواكبةلأحداث الساعة، وفيه نناقش كل ما يهم الشارع المصري.

برنامجك السياسي"جسور" من البرامج التي تهم مشاهد "الثانية"؟

بنفس درجة جديتها جاءت إجابتها: بالفعل هو برنامج يأخذ أبعادا سياسية إلى حد بعيد، من نوعية البرامج المسجلة، يعرض يوم السبت الساعة الخامسة والنصف،الهدف منهتوطيد العلاقات المصرية بدول العالم وتدعيمها، كما يناقش أوجه التعاون الدولي بين مصر وهذه الدول وما تقوم به مصر من بناء وتنمية حاليا،من خلال لقاءات مميزة مع سفراء ومسئولي مشروعات التعاون الدوليمثل التعاون في مجال النقل ما بين مصر وفرنسا، ومع الجانب الألماني ودورهم التنمويفي مجال التعليم والكهرباء، وغيرها من المشروعات التي تقام بمصر حاليا.

علمت أن بعضحلقات "جسور" عرضتبمحطات أوروبية، حدثينا عنها؟

تشرق ابتسامتها: بالفعل، حدث هذا مع حلقة المجر باستضافة الرئيس المجري؛ فقد كان في زيارة لمصر،وتمكنت من السفرمعه على طائرته الخاصة خلال زيارته للأقصر، وقمنا بتصويرأهم الاكتشافات للبعثة المجرية في البر الغربي بالأقصر، إلى جانب جولة الرئيس المجري بها وزيارته لتمثال"ممنون"، وعُرضت هذه الحلقة بالفعلعلى شاشات التليفزيونالمجري، ثم تكرر الأمر مع عرض حلقة عن اليونان بعنوان "اليونان مكانة خاصة في تاريخ مصر" ونقلها التليفزيون اليوناني عن التليفزيون المصري، وفيها تحقيقا مصورا عن الجالية اليونانية التي تعيش في الإسكندرية، والأماكن المتواجدين فيها، بالإضافة إلى التصوير داخل كنيسة تابعة للجالية اليونانيةبالإسكندرية، نفس الشيء تكرر من خلال حلقة مميزة عن الجالية الإيطالية في الإسكندرية..ثم تتبع ذلك بعبارات الحمد لله على هذا النجاح.

وماذا عن حلقات "يوميات جسور بين مصر وصربيا"، التي تم تصويرها بصربيا، وكان لها مردود كبير ولايزال؟

تمام.. حدث أن سجلت حلقاتبمدينة "ياجودينا" والتي قامت بالتوأمة مع مدينة مرسى علم بالغردقة، وكان لها دويا هائلا،وصورنا في العاصمة بلجراد، مع سفيرنا هناك السفير "عمرو الجويلي" ودارت الحلقة حول علاقة مصر بصربيا والتي تعود تاريخها منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والرئيس الراحل تيتو، وعمق العلاقات بين البلدين وعن الاستثمارات بين البلدين والتبادل السياحي بيننا، أيضا أجريت لقاء مع أشهر مذيعة أخبار صربية،ولقاء مع أشهر المدونين  الذين كتبوا عن الآثار المصرية، وغيرها من اللقاءات الحصرية والزيارات للكثير من معالم بلجراد، وقد عرضت بعض الحلقات وهناك حلقات أخرى ستعرض تباعا.

هذا يجعلنا نسألك عن دور الإعلام في الوقت الراهن؟

بجديتها الشديدة ارتسمت ملامح وجهها بالاهتمام أتبعته بقولها:أرى أنهيجب على الإعلامي أن يتمتعبالمصداقية، وأن يكون واضحا في طرحه، متيقنا من المعلومة قبل نقلها،والأهم عليه أن يراجع المصدر الرئيسي الخاص بالدولة إذا تطلب الأمر ذلك، فإعلام الدولة له دور تنموي تثقيفي وتوعوي، خاصة في مخاطبة النشء والمراهقين،عليه دور كبير جدا في توعيتهم للتفرقة بين ما هو حقيقي أوشائعات،أيضا للإعلام دور مهم جدا في التوعية الصحية لعلنا نذكر منها إعلانات تنظيم الأسرة قديما وحديثا مثلا، هذا الدور امتد بشكل واضح خلال جائحة كورونا منذ ظهور هذا الفيروس حتى الآن، كل هذه أمور تنتظر دور إعلامي يقظ.

دعيني أسألك عن نوعية البرامج التيتتمنين تقديمهامستقبلا؟

تلمع عيناها وهي تستمد من الخيال أحلامها المقبلة: لقد قدمت العديد من البرامج مختلفة الألوان عدا المنوعات،تفكر لحظة ثم تواصل: أتمنى تقديم برنامج اجتماعي، خاصة وأن المجتمع حاليا يحتاج لتذكيره بالقيم والسلوكيات والأعراف الاجتماعية التي لا يجب أن نحيد عنها، ولكن بأسلوب بسيط يبتعد عن لغة الأمر والنهي، أسلوب يجذب المشاهد ويحببه للعودة لهذه السلوكيات والتعامل بها.

أخيرا.. وصلنا إلى آخر محطات الحوار: عن هواياتك، وأمنياتك؟

شعرت أن المرح يطل من حروفها: أحب الاستماع للموسيقى عامة، ممارسة الرياضة، إلى جانب القراءة، أما الأمنيات.. أن يعود ماسبيرو كما كان مؤثرا، وأن يكون لدى الشباب وعي وفكر تجاه ما يعرض عليه، أن يتمتع بالرقي في تعليمه وتصرفاته، أتمنى لمصر أن تكون أم الدنيا مثلما نحن نعهدها دائما، وتختفي جائحة كورونا وتعود السياحة وتزدهر، وأمنياتي لحواء بنات وسيدات، أن تثق في نفسها، تشق طريقها، تتعلم وتثقف نفسها بشكل جيد، تعتمد على نفسها وتعرف كيف تأخذ القرارالصحيح.