بقلم : طاهـر البهـي
تمتلك الفنانة الراحلة وداد حمدي مقومات النجمة التي تصلح لأدوار صديقة البطلة، وهي في حد ذاتها تعد أدوارا للبطولة الثانية، ولا نفهم ما هو السر الذي دفع جهات الإنتاج للدفع بها وحصارها في أدوار الخادمة، وتبلغ قوة وداد أشدها في خلق ملامح تخصها وحدها من لحم ودم لهذا الدور المحدود في مسماه؛ وإن كانت هي قد صنعت منه "توب قماش" فضفاض، راحت تشكله على مقاسها وتضفي عليه من روحها الفكاهية المرحة، ما جعلها أشهر وأحب وأبهج خادمة في تاريخ السينما المصرية، ولست على دراية كافية إن كانت هي الأقدر فنيا على هذا الدور عالميا، في قدرتها الفائقة على نحت ملامح وسمات عرفت بها ولم يعرف سواها!
قد يندهش عشاقها عندما يعلمون أنها بدأت مشوارها الفني كمطربة، ثم في خطوة مفاجئة قررت دراسة التمثيل؛ فالتحقت بمعهد التمثيل لمدة عامين، وبعدها في عام 1944 شاركت لأول مرة في فيلم "ابنتي"، وفي العام نفسه انتبه لموهبتها المخرجون؛ فقدمت ثلاثة أعمال في وقت قصير: حتى أن رصيدها تجاوز 281 عملا سينمائيا، وفي الستينيات قلّت أعمالها بسبب زواجها، فقد تزوجت مرة واحدة في حياتها ولم تنجب، وكان زوجها الممثل محمد الطوخي، ووقتها اعتزلت الفن كي تتفرغ لحياتها الزوجية وذلك في الستينيات، لكنها خرجت من هذه العزلة بعد أن شجعتها الفنانة وردة الجزائرية، كي تشاركها مسرحية "تمر حنة"، ومن أعمالها في هذه المرحلة "حب وحرمان، نهاية الطريق، أقوى من الحياة، البنات والصيف، السفيرة عزيزة، الزوجة الـ 13، عنتر بن شداد، الأيدي الناعمة، قصة ممنوعة، شقاوة رجالة، وإنت اللي قتلت بابايا"، وفي السبعينيات قدّمت وداد حمدي "في الصيف لازم نحب، غراميات عازب، وعلى من نطلق الرصاص، وأفواه وأرانب"، في الثمانينيات حاولت التماسك مع تقدمها في العمر، فشاركت في أعمال مثل "حسن بيه الغلبان والنصابين والهلفوت، الاتحاد النسائي، يا عزيزي كلنا لصوص، وفي التسعينيات شاركت في الجزء الثالث لمسلسل "ليالي الحلمية" في شخصية مغايرة تماما، إلى أن فجع الوسط الفني ومحبوها بفاجعة النهاية في حادث قتل مروع وسرقة.
ساحة النقاش