بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا جودي كانت تتحدث مع جدتها عن أحد الأفلام البوليسية المأخوذ عن رواية للكاتبة الإنجليزية الشهيرة أجاثا كريستي وفيه يكتشف محققها العجوز هيركيول بوارو الجريمة وفاعلها من خلال التحليل الدقيق للمعلومات وتجميعها وكأنه يجمع القطع في لعبة بازل لتكتمل الصورة في النهاية وتظهر الحقيقة واضحة وسط ذهول الجميع.. وهو في كل ما سبق يعتمد فقط على قدراته العقلية ولا يترك نفسه تنخدع بجاه أو مال فالكل يخضع للشك حتى تتجلى الحقيقة..
ردت عليها الجدة مبتسمة بأن ما يقوم به بوارو هو ببساطة تلخيص للحياة..
تعجبت جودي من كلام جدتها ففسرته لها بهدوء مؤكدة أن الحياة ببساطة ما هي إلا لعبة بازل كلها قطع متفرقة ومتناثرة ومن يستخدم عقله بصورة صحيحة هو القادر على تجميع كل قطعة مع مثيلتها والوصول إلى الصورة التي يريدها لحياته لكن من لا يعرف ماذا يريد ولا شكل حياته في المستقبل نجده يختار أشياء لا تجمعها أي علاقة مشتركة والنتيجة ضياع الوقت دون الوصول إلى أي شيء مجرد متاهة لا نهائية..
فالصورة الجميلة والمبهرة للنجاح ليست وليدة الصدفة وإنما هي نتيجة لمجهود كبير اعتمد على القدرات العقلية وتطويعها بالشكل الصحيح..
فمن يريد أن يصل إلى تحقيق حلمه فعليه أن يتعلم كيف يكون صورة هذا الحلم ويختار قطعها بدقة وتناسق.. ويعرف أيضا ما يحتاجة للوصول إلى كل قطعة ويجتهد على تطوير ذاته ليصل إليها..
أطلقت جودي
ضحكة خفيفة معلقة على كلام جدتها بأن الحياة بهذا الشكل أشبه بفيلم بوليسي
ردت عليها الجدة بأنه لا فرق كبير ففي الحالتين هناك عنصري المطاردة والنجاح في تحقيق الهدف في النهاية.
ساحة النقاش