حوار : أميمة أحمد
نشأت رانيا بين جدران عائلة من كبار فناني مصر؛ فوالدها هو الراحل العظيم الفنان محمود ياسين ووالدتها الفنانة القديرة شهيرة؛ إلى أن فجعها رحيل الوالد، ويعد هذا الحوار الذي اختصت به"حواء" هو الحوار الأول لها بعد تعافيها من الأحزان على رحيل والدها، حيث تحدثت لنا عن أحزانها وعن عودتها المكثفة لفنها بحسب ما نصحها به..
انتشرت الشائعات من قبل وفاة والدك محمود ياسين واستمرت حتى عزائه.. كيف استقبلتيها؟
قالت بصوت حزين لم تعتاد عليه: بعض الناس لم تقدر حجم الفاجعة التي كنا عليها من قبل وفاة والدي، كنا نسمع شائعات عن وفاته واستمرت الشائعات حتى في العزاء، فمثلا سمعت أنني اختلفت مع أميرة ابنة الراحلة رجاء الجداوي وهذا لم يحدث مطلقا، ثم طالت الشائعات والدتي حيث قالوا إنها منعت نجلاء فتحي من حضور العزاء وهي لم تأتِ من الأساس حتى نمنعها، وقتها جاءت لى إحدى السيدات تقول أنا أحسدك على تركيزك وحرصك على والدتك قلت في نفسي يا الله لو تعلم ما بدخلي، وتذكرت كلام والدي في هذا الوقت "بأنهم أشخاص مرضى بالتخلف الوجداني" بمعنى أنه ليس لديهم مشاعر.
تم تكريم الفنان محمود ياسين من وزارة الثقافة بعد وفاته، كيف كان شعورك حينها؟
كان إحساسي ممزوجا بشيء من الفرح لتكريمه وشيء من الحزن والأسى أنني أنا من أستقبل هذا التكريم وليس هو.
يقال إن البنت سر والدها؛ هل كانت لديك أسرار لوالد؟
بالطبع أنا ووالدي كنا نتبادل الأسرار والحكايات، ولكن في سنوات عمره الأخيرة كان أكثر ما يسعد والدي أنه كان يستمتع جدا بوجوده مع أحفاده وكان يستمتع حتى بحل مشكلاتنا بحب، فوالدي كان شخصا حنونا جدا، يستيقظ يوميا في السادسة صباحا حتى يرى الأولاد وهم ذاهبون لمدارسهم ويلوح لهم من الشرفة وكنت أقول له أستريح ولا تقوم فكان يرد: هم سبب سعادتي.
ننتقل إلى عملك.. حسمت وجودك في السباق الرمضاني بمسلسل "الطاووس".. حدثينا عنه؟
قالت بشيء من الأمل: المسلسل سيكون مفاجأة كبيرة للجمهور وهو من تأليف محمد ماهر، سيناريو وحوار كريم الدليل وإخراج رءوف عبدالعزيز وبطولة: جمال سليمان، لن أستطيع أن أتحدث عن الشخصية بشكل مفصل ولكن المسلسل سيكون مفاجأة للجمهور، أقوم فيه بشخصية جديدة لم أقدمها من قبل وهي مذيعة وأنا عن نفسي عملت في مجال الإذاعة من قبل ولذلك لدي معرفة بطبيعة الدور.
ما هي الإجراءات التي تتبعينها للحماية من فيروس كورونا؟
تعتبر حياتي هذه الفترة كلها إجراءات احترازية؛ حتى أصبح "الماسك" والكحول جزءا من حياتنا جمعيا إلا أمام الكاميرات، بالطبع ألتزم بالتباعد الاجتماعي والله هو الحارس، فظروف شغلنا كممثلين تضطرنا ألا نرتدي الماسك معظم الوقت فمهنة التمثيل من المهن التي لا يرتدي فيها العاملين الماسكات بشكل دائم!
قمت بالعديد من الأدوار المهمة، فما معاييرك لقبول الدور؟
بأسى يكسو ملامحها قالت: حاليا الأدوار التي تعرض قليلة ولكني في نفس الوقت أدعو الله أن ييسر أمري، وإذا جاء لي دور أحاول أن أقوم به وفقا للمعايير التي أضعها أمام عيني وتعلمتها، ولو كان العمل غير مناسب أضطر إلى الاعتذار عنه، ولكن للأسف الاختيار والمعايير كان تحقيقها أسهل كثيرا في السابق عن وقتنا الحالي.
من وجهة نظرك هل تعتبرين السباق الرمضاني فرصة لنجاح بعض المسلسلات؟
برفض شديد تقول: ذلك يرجع للمسلسل نفسه؛ فهناك أعمال هي من تفرض نفسها وهناك أعمال الجمهور لا يجد غضاضة أن يراها بعد شهر رمضان، ولكن أصبح هناك شيئا لطيفا هذه الأيام وهو المنصات الإلكترونية التي جعلت مشاهدة المسلسلات أسهل بكثير وساعدت على نجاحها، لأن المشاهد هنا هو من يحدد الوقت المناسب له للمشاهدة، خاصة وأننا جميعا في رمضان لدينا طقوسنا وعادات مثل العزومات وصلاة التراويح وقراءة القرآن، المنصات تقول لك شاهد في الوقت الذي يناسبك!
أول خطواتك الفنية كانت في فيلم "قشر البندق" مع والدك، احكي لنا شعور أول وقفة لك أمام الكاميرا، وما النصائح التي قدمها لكِ؟
تشرد في استعادة للذكريات: لا يمكنني أن أنسى هذا الإحساس أبدا، كنت شديدة التوتر ولم أستطع أن أنظر إلى عينيه مطلقا مهما حاولت وطلبت من المخرج خيري بشارة حينها أن يأخذ زاويتي في العمل بمفردي ووالدي بمفرده فتعجب مني حينها وقال لي لماذا ، قلت له إنني أرى في عينيه قلقا كابنته فارتبك حينها ولن أستطيع أن أقول حتى جملة واحدة أمامه!
عمرو محمود ياسين هو من قام بتأليف المسلسلات القصيرة، ما رأيك حول هذه النوعيات من المسلسلات وما أكثر الحكايات التي أعجبت؟
بشيء من الفخر عن نجاح شقيقها تقول: أرى أنه نجح في ذلك جدا، قام مثلا بعمل ثماني حكايات على ما أعتقد لم يكن بها شيء غير جيد كانت ناجحة كلها من وجهة نظري.
أنت وزوجك الفنان محمد رياض، هل هناك تنافس فني بينكما، عن الزوج أسأل؟
ضحكت ثم قالت: بيننا تنافس داخل المطبخ، فهو يقوم بإعداد الطعام وأنا أيضا ونرى من صنع الأفضل، لكن تنافس فني لا أعتقد ذلك فأنا عندما تزوجت محمد وأنجبت فضلت الجلوس في المنزل لتربية أولادي فلم أكن أستطيع أن أتركهم مع مربية مثلا، وقتها كان محمد أيضا في بداية مشواره الفني فكان يعلم أنني اخترت أن أكون بالمنزل من أجله والأولاد، أحيانا أشعر أنني ندمت على ذلك فلقد فاتني الكثير من الفرص المهمة والأعمال الرائعة التي كانت تعرض عليّ حينها والتي لو كنت عملت بها لكنت من أكبر النجمات، ولكن أقول الحمدلله وأنظر إلى أولادي في حب وأحمدالله عليهم وعلى تربيتهم الحسنة.
ساحة النقاش