بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا ريم كانت تجلس بجوار جدها وهو يطالع كتابا باهتمام بالغ، وعندما سألته عما يقرأ فوجئت بأنه رواية رومانسية..
تعجبت من اهتمام جدها بهذا اللون من الأدب وهو الكاتب السياسي الكبير المشهود له بمواقفه الوطنية..
رد عليها مبتسما وهو يقول لها :" الوطنية هي قمة الرومانسية"..
ازدادت دهشة ريم، فاستطرد الجد يشرح لها معنى ما قاله وذكر أن كل الكتابات التي تتناول قضايا الحب والعواطف السامية والتي يطلق عليها كتابات رومانسية تتحدث عن معاناة المحبين وتضحياتهم وكم يصيبهم من آلام عندما تفرق الأقدار بين العاشق ومن يهواها..
ولعل أكثر الأعمال التي كان لها تأثير خطير هي "آلام فرتر" لجوته الكاتب الألماني الشهير، والتي فيها ينهي الحبيب حياته عندما تنتهي قصة حبه بالفشل، وقد أدى هذا العمل لعدد كبير من حالات الانتحار بين الشباب الذين تعرضوا لأزمات عاطفية في دلالة واضحة على أن العاشق تهون عليه حياته من أجل من يحبها..
وببساطة لو طبقنا ذلك على الوطن سنجد أن أي شخص يحب بلاده على استعداد تام للموت من أجلها يقدم روحه فداء لحبيبته الأولى والعظيمة دون أي تردد بل يكون في قمة سعادته وهو يضحي من أجل بلده..
إن الحب يبدأ من عشق تراب البلاد وبعده نحب كل شيء فيه.. كل المشاعر الطيبة والرقيقة ما هي إلا نبات ذو أزهار رائعة الجمال لا ينبت إلا على أرض الوطن ولا يسقى إلا بدماء أبنائه..
فالتضحية بالعمر هي أقل ما يقدمه المحبوب لبلده وما بالك لو هذا الوطن هو مصرنا الحبيبة.. ألا تستحق كل تضحيات العشاق؟
ساحة النقاش