بقلم : نجلاء أبو زيد
مؤخرا قرأت بوست يتكرر فى جروبات الواتس والفيس يدعو كل سيدة متزوجة لعدم إضاعة صحتها فى الطهى أو التنظيف أو البحث عن الأماكن التى تبيع بأسعار أرخص وعليها التعلم مما حدث للأمهات الكبيرات فى السن من إضاعة لعمرهن ومهاجمة الأمراض لهن بسبب تضحيتهن بأنفسهن فى الاعتناء بكل بتفاصيل حياتهن الأسرية، ومن جروب لآخر ينتهى البوست بعبارة منقولة وأعجبتنى وتبدأ بعدها السيدات فى البكاء على ما أضعنه من صحة فى خدمة الأولاد والزوج والبيت وأن لا أحد يقدر، وأنه على المقبلات على الزواج تعلم الدرس مبكرا، والبعض يسخر ويضحك دون الانتباه لأمر فى غاية الأهمية وهو أن الحياة الزوجية مشاركة وأن مثل هذه الدعوات بتكرارها تخرب البيوت الجديدة التى تريد فيها الزوجة أن تجلس وتلبى طلباتها حتى لا تضيع صحتها فى خدمة الأسرة كما حدث مع أمها وغيرها ممن يكبرنها سنا، والأمر لا يجب تداوله بهذا الشكل فأولا الاعتناء بالأسرة والأبناء ليس إضاعة للصحة والعمر لكنه بناء للأسرة وتعاون مع الزوج، ثانيا الحياة الزوجية ليست رحلة ترفيهية لكنها حياة تمتزج فيها لحظات السعادة مع الألم والتعب مع التقدير وهذا لا يعنى أننى أدعو السيدات للتخلى عن أحلامهن أو أن يتحملن فوق طاقتهن من أجل إرضاء الزوج بل أدعو أن لا ننشر هذه الدعوات ولا نتعامل معها وكأنها حقيقة بل ننتبه لها جيدا، وكل سيدة هى الأكثر تقديرا لظروف بيتها وطبيعة زوجها، فالحياة الزوجية ليست مجالا للعراك أو سيطرة لكنها حياة يجب أن تقوم على المودة والرحمة، فانتبهى أيتها الشابة المقدمة على الزواج أن التعاون والمشاركة والتحمل المشترك لصعوبات الحياة هو طريقك لقلب زوجك، وإذا كانت قدرته المالية تتيح الاستعانة بمن بإمكانها مساعدتك بالبيت فلا توجد مشكلة لكن افتعالك الأزمات ليوفر لك حياة بلا مجهود ربما يحافظ على صحتك وطاقتك الجسدية لكن لن يحقق لك السعادة الزوجية أو النفسية التى هى أساس أى أسرة ناجحة مستقرة.
ساحة النقاش