كتبت : ابتسام أشرف

لديها حل لكل مشكلة، ولا تعرف للمستحيل طريقا، فقموسها يخلو منه خاصة إذا تعلق الأمر بالتدبير أو مهامها المنزلية ومسئولياتها تجاه أسرتها، إنها وزيرة مالية الأسرة ومديرها المالى التى تمكث فى منزلها تسير وتذلل كافة العقبات بمختلف أشكالها أمام أسرتها وشريك حياتها دون كلل أو ملل مؤمنة بأنها عمود الخيمة ومدبرة شئونها.

فى البداية تقول لوليا أحمد، ربة منزل: مشكلتنا كسيدات أن التسوق يسحرنا ويرفع من روحنا المعنوية، فكثير من الأوقات أكتشف أنني أشتري أشياء لا تلزمني هذا الشهر وكان ذلك في السابق إلى أن قررت حل هذه المشكلة من خلال كتابة قائمة تسوق أدون فيها احتياجاتى الشهرية وأضعها في مكان واضح أمامى طوال الوقت مثل باب الثلاجة، وأولًا بأول أضع علامة على الأشياء الموجودة لدي وأضيف للقائمة ما ينقصنى، وبهذه الطريقة لم أعد أشتري أكثر من احتياجاتى بل أوفر في الميزانية.

وتقول نهال سمير، ذات الأربعين عاما: ألغي بند الوجبات السريعة والجاهزة والنصف مطهية، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي سببتها أزمة كورونا داخل أسرتي، لذا قررت أن أمتنع تماما عن شراء الوجبات السريعة فإلى جانب أنها غير صحية فهى ترهق الميزانية، لذا أنصح كل ربة منزل بإعداد وجبات مطهية مسبقًا وتخزينها في الفريزر وتسخينها وقت الحاجة، وتعلم وصفات سريعة التحضير لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة لطهيها.

أما سوسن حامد، 33 سنة، فتنصح بوضع خطة شاملة وكاملة لمدة عام والالتزام بكافة بنودها، ووضع بند للطوارئ وآخر للأعياد والمناسبات الاجتماعية، وثالث لمصروفات المدارس والتعليم ويكون على رأس هرم الأولويات للخطة إمكانات الأسرة والإنفاق في حدود ما يدخل للأسرة من أموال شهريا حتى لا تلجأ العائلة للاقتراض وتتراكم عليها الديون، ووضع خطة بديلة في حين طرأ شيء على الميزانية الموضوعة، لأن التخطيط السليم سوف يجعل الأسرة تحقق أهدافها ويوفر الأريحية في الميزانية، ولا غنى عن الجمعيات فهي نوع من الادخار.

وتقول يوستينا حنا، 43 سنة: حضري وجبات متوازنة على مدار اليوم لزوجك وأبنائك في العمل والدراسة بدلًا من أن يشتروا طعامًا جاهزًا وغير مفيد في أوقاتهم خارج المنزل وهو بند يستقطع مبلغا كبيرا من الميزانية.

يواجهن الصعاب

تقول د. عزة فتحى، أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس: تحول الشعب المصرى إلى استهلاكى منذ سبعينيات القرن الماضى وظهرت ثقافة التفاخر، لكن مع حلول عهد الرئيس السيسي الذى راهن على وعى المرأة المصرية وقدرتها على فهم ضوابط الإصلاح الاقتصادى، قد بدأت ثقافة ترشيد الاستهلاك تؤتى ثمارها بسبب أن ربات البيوت أصبحن لديهن ميزانية تلتزم بها هي ومنزلها وظهر ذلك في ارتفاع نسبة النمو العام للدولة إلى 5.5 % حتى في ظل جائحة كورونا ظهرت قوة المرأة في عمل ميزانية جديدة حتى مع مواجهة بعض المصاعب الاقتصادية.

وأكدت أستاذ علم الاجتماع أن المرأة المصرية على مر العصور تتفرد باستعدادها لتقديم كل ما تملك من نقود أو مصوغات في سبيل عبور أى أزمة تمر بها أسرتها أو المشاركة في إسعاد أبنائها، مطالبة بضرورة استكمال مسيرة القوانين التي تعمل علي توفير الحماية الكاملة للمرأة فى مواجهة الحياة والظروف الاقتصادية والاجتماعية فالمرأة المصرية هي المجتمع تسانده وتقف في ظهر أسرتها.

بطبيعتها مدبرة

يرى د. صلاح فهمى، أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر أن المرأة المصرية   تستطيع أن تدبر سبل العيش لأسرتها في أصعب الظروف وتقليل الاستهلاك وتحجيم النفقات، ويقول: هناك محاولات جادة منها دائما إما عن طريق اتباع أنماط مختلفة لتقليل الاستهلاك أو تخفيض ميزانيتهم وإتاحة متطلباتهم بتكلفة مادية أقل.

ويقدم د. صلاح بعض النصائح التى تساعدها على القيام بدورها لتثبت دائما أنها على قدر المسئولية، منها تحويل الإضاءة الصفراء والنجف إلى الليد وفصل التكييفات وفى حال تشغيلها يكفى ضبطها وشراء سخانات الغاز بدلاً من نظيرتها التى تعمل بالكهرباء.

وتابع: أما عن شراء المنتجات الغذائية فأنصح بالشراء بنظام الجملة وتقسيمها بين جيران العمارة الواحدة، مع فرض العادات الادخارية على مختلف أفراد الأسرة باختلاف قيمة ما يدخره، فعلى الكبير ادخار على الأقل 10% من راتبه، وعلى الصغير ادخار النسبة نفسها من مصروفه اليومى، وعليها تعليم أبنائها قيمة الادخار.

وينهى أستاذ الاقتصاد حديثه قائلا: تلعب المرأة دور وزير المالية حيث توفر احتياطي المنزل من غذاء وسلع أساسية وتعمل على الموازنة بين الترفيه والأولويات ذات الأهمية مثل المأكل والملبس والتعليم والصحة.