كتبت : سكينة السادات

يا بنت بلدي حكيت لك الأسبوع الماضي طرفا من حكاية قارئتي السيدة إنعام (42 سنة) وهي جامعية وكانت موظفة في شركة كبيرة، وقالت السيدة إنعام بصراحة تامة: إنها ليست جميلة بل يصح أن يطلق عليها أنها مقبولة الشكل والقوام، وقالت إنها لم ترتبط بأي شاب حتى بعد أن تخرجت في الجامعة ومارست العمل، وحكت بصراحة أنه لم يتقدم لخطبتها سوى شاب من جيرانهم تم رفضه قبل أن يتقدم رسميا، وأن والديها كانا يخافان ألا تتزوج وتصبح عانسا حتى جاء عريس يكبرها بأربعة عشر عاماً أقرباء والدها جامعي خريج كلية التجارة ويملك سوبر ماركت وله تجربة زواج سابقة لم ينجب خلالها أطفالا، وبسؤاله أخرج عدة إقرارات من عدد من الأطباء أنه ليس لديه أي مانع من الإنجاب، ولما كان والداها يعتبرانه الفرصة الأخيرة، وكانت قد بلغت تسعة وعشرين عاماً فقد وافقت عليه، وكان الأمر سهلا ميسرا إذ أن شقة الزوجية جاهزة وقام هو فقط بتغيير غرفة النوم وتم الزواج، وبدأت أعاني من أول يوم في زوجها الذي استمر ١٢ عاما.

 

***********

 

واستطردت قارئتي إنعام.. في أول أيام زواجنا قال لي زوجي حسين ونحن في طريقنا لقضاء شهر العسل في شرم الشيخ تعرفي يا إنعام أنا اتجوزتك ليه؟ فقلت له ليه؟ قال لأنك تربيت في بيت عسكري حازم ولم ترتبطي بأي رجل قبلي، بينما أنا خطبت ثلاثة مرات وفشلت الخطوبات الثلاثة وتزوجت وفشل زواجي لأن من خطبة وكذلك زوجتي السابقة كن غبيات.

قلت له: غيبات إزاي يعني؟

قال أنا لا احب النقاش بالمرة وعندما أصدر أمرا فهو واجب النفاذ دون مناقشة؟

قلت له حتى ولو كان غلط؟ قال بسخرية أنا حر غلط صح أنا المسئول؟ قلت له صحيح أن أبي كان ضابط وبيتنا فيه ضبط وربط لكن الأمر لم يكن يصل إلى عدم النقاش، قال وقد بدأ يثور أهو أنا كده؟ وآثرت أن أسكت بعد أن رأيت وجهه ينقلب ويداه ترتعدان.

 

*********

 

 

واستطردت قارئتي إنعام وأقسم لك يا سيدتي أنني نفذت ما كان يقوله حرفياً لكن الحقيقة أنه يكره كل النساء لا يطيق عشرة أحد، فقد كانت الإهانات تنصب علي دائماً أبدا بقول مثلا هو إنتي "هبلة ولا حمارة" إزاي تتصرفي من غير إذني في أي حاجة؟ روحي يا شيخة من قدامي واحترمي نفسك، استمرت حياتنا إهانات وتجريح ولا شيء يعجبة ولا أستطيع أن أراجعه في أي شيء حتى عندما حملت في ابني الأول لم أشعر أنه سعيد بل قال لي أنا عوز دكتورة مش دكتور يشرف على الحمل وبعد الولادة لازم تاخدي إجازة بدون مرتب من الشغل ماقدرش أسيب ابني وبنتي مع الخدامين وحضرتك في الشركة، وبالطبع نفذت له كل ما يريده وياريته عجب! كان بيدخل في كل صغيرة وكبيرة وينتقد أي شيء أفعله، حتى الطعام كان يقول إنني مهملة ولا أبتكر وأنني ضعيفة شكلا وموضوعا في كل شيء، وإنه يستحق زوجة جميلة طاهية ماهرة وست بيت أحسن من كده، وكان هو الذي يشتري كل شئ للبيت ويرفض أن يعطيني أي مصروف لشراء لوازمي الشخصية، وبعد أن تركت عملي وكنت آخذ مصروفي الشخصي من أبي الذي كان يحارب بكل قوة حتى لا تفشل حياتي الزوجية وأطلب الطلاق خاصة بعد أن رزقني الله بالابن الثاني.

 

*************

 

 واستطردت قارئتي إنعام.. وظل الحال على ما هو عليه يا سيدتي أنني ١٢ عاما أعاني البخل وطول اللسان والتريقة علي والعصبية الشديدة حتي رن جرس باب شقتنا وجاءوا به محمولا على الأكتاف من السوبر ماركت بعد أن وقع على الأرض بعد مشادة مع أحد العمال، وطلبت عربة الإسعاف وحملوه إلى المستشفى القريب منا، وكانت الحالة أنه من فرط عصبيتة أصيب بجلطة سببت له شللا جرئيا في يده ورجله، وكنت إلي جانبه في المستشفي عدة أيام وأمر الطبيب بخروجه على ىن يواظب علي الدواء المكتوب له، وعدنا إلى البيت وبدأت أولي نظافته وطعامه وشرابه ودواءه فلم يتخلص عن طبعه أبداً ما زال يشخط وينطر وهو عاجز عن أن يسقي نفسه كوب ماء أو يذهب إلى دورة المياة، أنت يابني آدمة روحتي في أي داهية، تعالي حالا عاوزك قوام؟ ماذا أفعل يا سيدتي؟ لقد تحملت ١٢ سنة وهو حتى وهو مريض وضعيف ما زال يستعبدني ويهينني بكلامه فهل أتركه وأذهب لحالي سبيلي لأنه لا يستحق العطف ولا الشفقة؟ وماذا عن أطفالي اللذين يحباني ويتعلقان به حتى وهو نائم في فراشه؟

 

***********

 

 بنت أصول وتعرفين الواجب والضرب في الميت حرام، وهو والد ولديك وهذا هو طبعة من أول يوم تزوجته فلا تركيه أو تهمليه واجعلي تعبك ومجهودك زكاة عنك في ميزان حسناتك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 230 مشاهدة
نشرت فى 25 مارس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,752,152

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز