بقلم : مروة لطفي
ها هو الشتاء يلملم برده، أمطاره، والكثير من لهفة حنينه وأشواقه.. هكذا.. هي حال المواسم دائمة التغيير والتبديل فلا مشاعر شتوية حلوة تبقى، ولا أحاسيس صيفية مملة تدوم.. كل شيء معرض للزوال عدا حالتنا العشقية المتداخلة على مدار العام، فلم تتأثر يوماً بصقيع العواطف، ولا غلبتها تقلبات الربيع وأتربة تطبيقات الدردشة الإلكترونية، ولا خضعت لاختناقات الوجدان الصيفية، ولا تساقطت أوجاعها بفعل أوراق الخريف المتغيرة.. ذلك أن كل فصول السنة أتحدت على تأسيس موسم واحد ثابت إلى أبد الآبدين اسمه "أنا أنت وأنت أنا".. ليكون دليلا إرشاديا لكل باحث وباحثة عن هذا الساحر المسمى "حب".. فلو أراد أحدهم اختبار مشاعره تجاه الآخر عليه أن يسأل نفسه إذا كان "هو هي وهي هو".. فلو وجدا في علاقتهما ما يمكن أن نطلق عليه وحدة الحب غير القابلة لأي طارئ غرامي يباغت مشاعرهما عنوة.. فقد حظيا بروعة العشق، أما لو حدث العكس.. فعفواً، أنتما واهمان بالأشواق وحكايتكما لم تصل بعد لأجمل مواسم الحب.
***
الليلة أحبك والمساء له رائحة الربيع أنت لي والأشياء لي .. جان بول سارتر
ساحة النقاش