بقلم : سمر الدسوقى
خلال شهر رمضان المبارك ينهال علينا السيل المعتاد من الحملات الإعلانية والدعائية التى تدعو للتبرع هنا وهناك، بهدف استغلال نفحات هذا الشهر الكريم فى مساعدة مريض أو دعم محتاج أو فى أى من سبل الخير المتعددة، وكالعادة يطرح السؤال المعتاد نفسه كل عام، لمن أتوجه بتبرعاتي؟ وما هى الجهة التى يمكننى اختيارها بحيث أحقق من خلالها الهدف المرجو دينيا وكذلك اجتماعيا؟
حيرة بالغة نتعرض لها جميعا مع هذا السيل الجارف من هذه الحملات، وإن كانت الإجابة بسيطة، ففى ظل الظروف التى يعيشها وطننا الحبيب من حيث استهدافه بالمؤامرات الداخلية والخارجية من آن لآخر كلما سار إلى الأمام وحقق العديد من الإنجازات، هذا بجانب استمرار وجود فيروس كورونا.
فى ظل هذا علينا وأن نحدد وجهتنا بناء على المعرفة الدقيقة أولا لمن يساهم فعليا فى بناء ودعم هذا الوطن، فالأمر يحتاج منا الهدوء والتريث بل والسؤال وبدقة، فلا يجوز بأى حال من الأحوال ونحن نضع أيدينا مع يد قيادتنا السياسية منذ عدة أعوام لمواجهة ما قد يستهدفنا والعمل على المشاركة فى دعم وبناء الوطن ثم مواجهة هذه الازمة الراهنة المتعلقة بهذا الفيروس، لا يجوز هنالا أن أتوجه بتبرعاتى لجهة غير معلومة الهدف أو التاريخ لمجرد أنها تستهدفنى بحملة إعلانية أو تستغل نفحات هذا الشهر الكريم ورغبتى فى المشاركة فى دعم الكثيرين خلاله، فعلى ألا أنخدع فالأمر فى رأيى يحتاج إلى أن أتحرى الدقة والبحث عن تاريخ الأنشطة التى تمارسها هذه الجهة أيا كانت، وأن أتوجه بتبرعاتى لمن يساهم فعليا فى بناء مصر ودعمها ومواجهة فيروس كورونا في نفس الوقت، من أصبح يملك تاريخا على مدى السنوات القلائل الأخيرة فى دعم الوطن والمشاركة فى بنائه من خلال العديد من المشروعات الوطنية العملاقة، سواء كانت تطوير للمناطق الأكثر احتياجا أو توفير فرص عمل للشباب أو مشروعات تمكين للمرأة المعيلة، أو مشروعات صحية قومية، أو أخرى لدعم المجتمعات الصغيرة وتطويرها أيا كانت، على أن أختار الجهة التى تخضع لإشراف ومراقبة مباشرة من الجهات الرسمية للدولة، ولدينا فى هذا الإطار أسماء كثيرة ومعروفة بل وذات تاريخ مشرف فى العديد من المجالات الداعمة لنا ولبلدنا.
فبهذا أكون قد استطعت أن أبتعد تماما عن أن يتم توظيف تبرعاتى أو زكاتى فى أى من السبل التى تهدم وتهدد ما نعمل عليه ألا وهو الحفاظ على أمن وأمان هذا البلد ومستقبل أبنائنا.
ساحة النقاش