حوار: شيماء أبو النصر
قصة نجاح جديدة تسطرها بحروف من نور النائبة د. حنان سليمان فى سجل الوطن الشاهد على تفوق المرأة المصرية فى جميع المجالات وهى التى جمعت بين النبوغ العلمى والأكاديمى حيث كانت أول عميدة لكلية العلوم على مستوى جامعات الصعيد حتى عام 2020 ثم فوزها بمقعد عضوية مجلس الشيوخ، لتواصل رحلتها فى دعم البحث العلمى تحت قبة البرلمان.
"حواء" التقت د. حنان فى حوار العلم والسياسة، وعودة إلى الجذور والذكريات والبيت ولمة العيلة فى رمضان.
فى سطور نود التعرف على مسيرة د. حنان العلمية والعملية؟
د. حنان سليمان نائبة بمجلس الشيوخ، وكنت أول عميدة لكلية العلوم بجامعة بنى سويف، أعتز وأفتخر بجذورى الريفية حيث أنتمى لمركز سمسطا بمحافظة بنى سويف، كبرت وحب بلدتى وارتباطى بها وبناسها الطيبين يكبر بداخلى على مر السنوات، نشأت فى عائلة مترابطة فنحن 3 بنات وولد نشأنا جميعا على حب بلدنا والانتماء إليه بكل جوارحنا، كما أنى خريجة مدارس راهبات والتى تعلمت فيها مبادئ الوحدة الوطنية والأخلاق الحميدة، واحترام كل الناس والمحافظة على الصلاة، ومن الذكريات الجميلة التى أحتفظ بها دائما الرحلات التى كانت تنظمها المدرسة لزيارة فرنسا والتى تعلمنا فيها كيفية تحمل المسئولية وساعدتنا على بناء شخصيتنا مع اكتساب الثقة بالنفس، مما كان له عظيم الأثر فى حياتى، ومازالت تربطنى صداقات قوية بزميلاتى من أيام الدراسة الجميلة.
وما أهم المحطات فى حياتك العملية؟
بعد انتهاء المرحلة الثانوية التحقت بكلية العلوم وكان لدى هدف واحد وهو النجاح بتفوق لمدة عامين للالتحاق بكلية الطب وكان النظام الجامعى يسمح بذلك فى هذا الوقت، وبالفعل نجحت فى الفرقة الأولى ثم الثانية بتقدير امتياز وقمت بسحب أوراقى من كلية العلوم للالتحاق بكلية الطب، ولكن حدثت مفاجأة غيرت مجرى حياتى، ففى أحد الأيام فوجئت بقدوم أستاذى الدكتور محمد يوسف إلى منزلنا بحى مصر الجديدة طالبا مقابلة والدى، والسبب رغبته الشديدة فى إقناعى وإقناع والدى بإعادة أوراقى إلى كلية العلوم واستكمال مسيرتى العلمية بها وكان رأيه الذى أقنع به والدى أننى سأواصل التفوق العلمى والأكاديمى فى كلية العلوم وأن مستقبلى العلمى سيكون واعدا فى هذا المجال، ولحبى الشديد لوالدى واحتراما لرغبته فى استكمالى الدراسة فى كلية العلوم قمت بإعادة أوراقى لكلية العلوم، وبالفعل نجحت فى السنوات الثلاث التالية بتقدير امتياز وتم تعيينى معيدة بكلية العلوم جامعة القاهرة، ثم عملت بعلوم جامعة بنى سويف وأنهيت الماجستير والدكتوراه بتفوق، وفى هذه الأثناء سافرت لمدة عام لإنجلترا وكانت هذه الفترة من أهم الفترات فى حياتى حيث أنجزت خلالها الكثير من الأبحاث العلمية، كما زادت لدى القدرة على تحمل المسئولية وتعلمت خلالها كيف أكون سفيرة لبلادى بأخلاقى وعلمى، ومن المحطات المهمة أيضا فى حياتى تعيينى رئيسا لقسم الكيمياء، ثم اختيارى وتعيينى عميدة لكلية العلوم بجامعة بنى سويف كأول عميدة على مستوى جامعات الصعيد حتى عام 2020.
وماذا عن التحديات التى واجهتك؟
تعيينى عميدة لكلية العلوم كأول امرأة على مستوى جامعات الصعيد لم يجد قبولا عند البعض ومنهم أستاذ جامعى فوجئت به يبكى فى مكتبى فى آخر يوم لى فى عمادة الكلية معتذرا عن انطباعه الأول الرافض لوجود امرأة فى منصب العميد خاصة بعد أن وجد الجميع منى المساندة والدعم والتقدير لأبحاثهم وعملهم الأكاديمى.
كيف اتخذت قرار ترشحك لمجلس الشيوخ؟
نشأت فى أسرة تعتز وتفخر بجذورها الريفية والصعيدية، ولم تشغلنى مسيرتى العلمية عن التواصل الدائم بأهل بلدتى، وحرصى على ذلك نابع من والدى الذى غرس بداخلنا كأبنائه حب البلد والسفر لها دائما فى كل المناسبات والإجازات، والتواصل الدائم مع أهالينا، كما أننى نشأت فى ظل عائلة سياسية فقد كان جدودى أحدهما نائبا فى مجلس النواب، والآخر نائبا فى مجلس الشيوخ، ووالدى كان يشغل منصب رئيس مدينة "الواسطى" وتوفى على مكتبه فى أثناء تأدية مهام عمله، وكان عمى د.أحمد عبد الحفيظ نائبا فى مجلس الشورى لمدة 18 عام، وعمى د. عبد المجيد عبد الحفيظ نائبا فى مجلس الشورى لمدة 12 عام، ولذلك فالعمل العام ومعرفة مشكلات الناس والسعى الدائم لحلها وتلبية مطالبهم فى حياة أفضل من مبادئ عائلتنا على امتدادها، وبالتالى شاركت فى انتخابات مجلس الشيوخ على القائمة الوطنية بعد أن وجدت لدى رغبة قوية فى مساعدة أهالينا فى الصعيد وحل مشكلاتهم خاصة وأنى طوال الوقت على تواصل دائم معهم.
وما رأيك فى الدعم الذى يقدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى للمرأة المصرية فى كل المجالات؟
الرئيس عبدالفتاح السيسى يقدم كل الدعم للمرأة المصرية والتى تلاقى كل المساندة إيمانا من سيادته بالدور المهم الذى تقوم به المرأة فى المجتمع، وهو دعم غير مسبوق لهذا أقدم كل الشكر لفخامة الرئيس الذى تعيش المرأة فى عهده أزهى عصورها خاصة مع تمكينها فى الحياة السياسية وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا أيضا.
وما أهم الملفات على أجندتك التشريعية؟
أهتم بشدة بملفات التعليم والبحث العلمى من خلال لجنة التعليم والبحث العلمى حيث تخصصى الأكاديمي الذى يجعلنى على صلة وثيقة بهذا الملف لدعم أبنائنا طلاب الدراسات العليا وجهود البحث العلمى فى مصر.
وماذا عن شهر رمضان .. وأهم ذكرياتك فى الشهر الفضيل؟
أتذكر أحلى الأيام والتى كنا نحرص منذ طفولتنا على قضائها فى بيتنا فى مركز "سمسطا" وزيارات الأهل والأقارب وتجهيز الموائد العامرة ليس فقط بأطيب الطعام ولكن بالحب والفرحة لكل أهالينا وناسنا الطيبين.
من ضيوف مائدتك فى أول يوم رمضان؟
أول عزومة من نصيب أخواتى وأخوات زوجى فى أول يوم رمضان فنحن أبناء عم وبحضور حماتى التى تساندنى دائما ولها دور كبير فى حياتى، كما أحرص على دعوة عمى د. عبد المجيد عبد الحفيظ فهو لنا جميعا بمثابة الأب بما تحمله الكلمة.
ما أهم ما يميز سفرة د. حنان سليمان فى رمضان؟
ضاحكة.. سفرة شرقية أصيلة عامرة بالبط والحمام وأنواع المحشى المختلفة والجلاش وطبق الشوربة من أساسيات السفرة على الإفطار.
كيف تقومين بالتوفيق بين كونك نائبة فى مجلس الشيوخ وأستاذة جامعية ومهامك فى المنزل؟
البيت فى حياة كل سيدة له منزلة خاصة، وتنظيم الوقت هو كلمة السر للتوفيق بين كل المهام المطلوب إنجازها، ومراعاة البيت وأفراد الأسرة وأيضا اهتمامها بنفسها، فدور المرأة مهم جدا فى حياة زوجها وأولادها، كما أن دعم الزوج لزوجته يساعدها على النجاح، والحمد لله زوجى المستشار محمد حافظ يقف بجوارى ويساندنى ويشجعنى دائما ويفرح دائما مع كل خطوة نجاح فى حياتى فهو نعم الزوج والصديق، كما يساندنى ابنى "مازن" الذى يسعدنى دائما بتفوقه ونجاحه.
كيف نحتفى بأجواء رمضان فى ظل المخاوف من "الكورونا"؟
الحرص على اتباع وتطبيق الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة حتى فى اللقاءات الأسرية وتحقيق التباعد المكانى حتى نتجاوز هذه الأزمة العالمية بأمان وصحة وعافية.
ساحة النقاش