كتبت : أميرة إسماعيل
يشهد ماراثون الدراما الرمضانية هذا العام عددا كبيرا من المسلسلات التى يسعى صانعوها لجذب المشاهد وتحقيق نسب مشاهدة عالية، وقد ظهر هذا العام ورمضان الماضى توجها جديدا لصناع الدراما فى مصر وهو عودة مسلسلات الدراما الوطنية والتى نجحت إلى حد كبير فى إعادة لمة العيلة إكمالا لمسيرة الدراما الاجتماعية الطويلة والتى اعتدنا عليها خلال السنوات الماضية، فإلى أى درجة نجحت فى تحقيق هذا وماذا عن الأثر الوطنى الذى تركته تلك الأعمال فى نفوس المشاهدين وبخاصة بالنسبة لأبنائنا؟
فى البداية تقول د. ماجى الحلوانى، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة: الأسرة المصرية بحاجة للأعمال الدرامية الهادفة التى تتحدث عن البطولات والأعمال الوطنية وذلك حتى يتعرف الشباب تحديدا على الدور الصعب الذى يقوم به رجال الشرطة والقوات المسلحة وما يبذلونه من جهد لحماية هذا الوطن، ويعد شهر رمضان فرصة ذهبية لعرض هذا المحتوى والأهم أن يتم ذلك فى قالب درامى محترم، وأن تستعيد الدراما الوطنية مكانتها من جديد كما حدث فى مسلسل كلبش بجزأيه وكذلك مسلسل الاختيار والزئبق اللذين نجحا نجاحا باهرا وتفاعل معهما الجمهور ولم يمرا على المشاهدين مرور الكرام بل أثر فى نفوسهم وتفاعلوا معهما.
وتتابع: يجب أن نحيي شركات الإنتاج لإقبالها على هذه الأعمال الدرامية التى تهم العائلة وتخاطب وجدان وعقل المشاهد دون إسفاف أو ابتذال وأتمنى أن تكون هناك أعمال أكثر للأسرة والعائلة بمفهومها الراقى التى تعلم القيم والمبادئ والاحترام وأن نستغل شهر رمضان لعرض هذا المحتوى الجيد، وفى رأيى أن مثل هذه الأعمال تعيد مجد المسلسلات الاجتماعية الطويلة والتى عرفناها خلال شهر رمضان كـ » الشهد والدموع « و .» ليالي الحلمية «
الأعمال الوطنية
إذا تابعنا كافة استطلاعات الرأى سنجد أنها تشير إلى أن الدراما أكثر مادة يقبل عليها هذا ما أشار المشاهدون إليه د. حسن مكاوى، أستاذ الإذاعة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ويقول: نحن بحاجة إلى الدراما التى تخدم المجتمع وأهداف التنمية كما كان يحدث فى فترة الستينيات والسبعينيات فى الأعمال التى قدمها المخرج محمد فاضل على سبيل المثال والتى كانت تتناول الكثير من الأحداث الاجتماعية التى تمر بها الأسر المصرية وتغرس لدى المشاهد القيم والآداب التى تدعوا إلى تماسك الأسرة وتعزيز قيم العمل والاجتهاد وتقدم كل هذا بصورة غير مباشرة بحيث إنها توقظ الوعى لدى الجماهير وللأسف افتقدنا هذا النوع من الدراما وأتمنى أن تعود الدراما الطويلة التى تلتف حولها العائلة، وأعتقد أن هذا الدور تقوم به حاليا الدراما الوطنية لذا أتمنى من جهات الإنتاج وكافة المبدعين أن يسعوا لتقديم هذه النوعية من الدراما من خلال الاستعانة بكبار الكتاب لتقديمها حيث أنها تحظى باهتمام المشاهد وتعيش فى ذاكرته مثلما كان يحدث فى الماضى، ويعد شهر رمضان فرصة لتقديم عشرات الأعمال من هذه النوعية وليس عملا واحدا.
دراما متنوعة
يقول محمد شوقى، ناقد فنى: إننا في حاجة لجميع أنواع المسلسلات الجيدة عائلي ووطني، لأن دور الفن الرئيسي ليس في القيام المباشر بغرس قيم اجتماعية، وإنما جعل المشاهدين أكثر تفاعلا عبر إدخالهم في تجارب درامية مختلفة يندمجوا فيها مع الأبطال فتحرك مشاعرهم وتدفعهم للتفكير في العالم المحيط بهم والقيم التي تحكمه، وبالتالي قد يكون المسلسل الاجتماعى والوطنى أقدر على تحقيق أثر حقيقي فى المشاهد أكثر من غيره من المسلسلات.
ويضيف: نستطيع القول إن الفن مساحة للخيال والإبداع اللذين يمكنهما التأثير في المشاهدين، فمسلسل الاختيار على سبيل المثال ترك أثرا إيجابيا مع المشاهدين فى العام الماضي وذلك ليس لأنه ألقى عليهم محاضرات مباشرة، لكن لأنه أدخلهم في تجربة شعورية تعايشوا خلالها مع أبطال الوطن وأحسوا بمشاعر الحب والفخر والقلق والحزن، والنتيجة كانت وقوف الشباب بالطوابير لمشاهدة الحلقات وبكاء الملايين مع استشهاد الأبطال وهذا هو المطلوب بالضبط أعمال تحرك المشاعر وتدفع للتعاطف والتفكير، وهو نفس الدور الذى يقوم به هجمة مرتدة .
ساحة النقاش