كتب : جلال الغندور
السعادة هي الهدف الأسمى للحياة، البعض منا يقضي عمره في البحث عنها، والآخر يحاول أن يرضى بنصفها، والقليلون فقط هم من نجحوا في العثور على معناها الحقيقي، والسؤال أين أستطيع أن أجد السعادة، وهل يجب أن أعتمد على الآخرين في جلب سعادتي، أم أنني أستطيع تحقيقها وحدى بعيدا عن الآخرين؟
فى البداية يقول د. مصطفى حسين، استشاري الطب النفسي: هناك عدد من النصائح والأنشطة البسيطة كافية لجلب الإحساس بالسعادة، منها ممارسة الرياضة والحفاظ على بذل مجهود بدني، بالإضافة لوضع أهداف شخصية بسيطة وتحقيقها والشعور بعدها بالإنجاز، ويؤكد أن قضاء الوقت مع الأصدقاء، والحرص على النزهات، بالإضافة لما يسمى بالنشاط الضاحك، مثل مشاهدة الأفلام والمسرحيات الكوميدية من أسباب الشعور بالسعادة، يضاف عليها ما يمكن أن يطلق عليه العلاج بالعطور، لأن التعرض للعطور الجميلة يحفز الحواس ويزيد من هرمون الأندروفين.
ويتابع: التعرض للشمس أيضا من المحفزات المهمة جدا لتحفيز هرمونات السعادة داخل الجسم، بالإضافة إلى أن البعد عن القلق وممارسة تمارين التأمل والاسترخاء كافيين جدا لجلب السعادة الذاتية، كما يؤكد على ضرورة الحفاظ على عادات الأكل الصحية والمتوازنة من أجل الإحساس بالسعادة.
هرمونات السعادة
يؤكد د. محمد مراد أخصائي الطب النفسي، على أن السعادة تعتبر شعورا نابعا من الشخص نفسه، وذلك نتيجة لإفراز بعض الهرمونات والنقل العصبية داخل مخ الإنسان، ومن أهمها: السيروتونين، والإندروفين والدوبامين والأوكسيتوسين.
ويشرح أخصائي الطب النفسي تلك الهرمونات قائلا: يعد السيروتونين (Serotonin) الهرمون الأكثر شهرة من هرمونات السعادة، ويرتبط بالشعور بالثقة بالنفس والانتماء، وتؤكد الدراسات العلمية أن الدوبامين (Dopamine) يرتبط بنوع الشخصية، لأن الأشخاص ذوي الشخصية المنفتحة والمقبلة على الحياة تفرز عقولهم كميات أكبر من الدوبامين، بالمقارنة مع الأشخاص أصحاب الشخصيات الانطوائية والأكثر ميلا للكآبة، كما يرتبط الدوبامين بالتحفيز والنجاح لأنه هو المسئول عن الشعور بالحماس، بينما يعرف الإندروفين (Endorphins) بأنه هرمون تفرزه الغدة النخامية، يستخدم بالأساس كمضاد للألم، ويكثر إفرازه مع ممارسة الأنشطة البدنية، وفى النهاية يأتي هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin)، أو ما يسمى بهرمون الحب، لأن المشاعر الدافئة مع من حولنا كالأسرة والأصدقاء كافية لزيادة معدلات إفرازه.
أطعمة السعادة
يقول فخري درويش، خبير التغذية الرياضية: هناك تصور لدى الكثيرين أن السعادة حالة نفسية إلا أن الدراسات الحديثة ترى أن الحالة النفسية ترتبط في أحيان كثيرة بالطعام، فليكون الشخص سعيدا بمفرده لابد من ضبط أنواع الأطعمة فمنها ما يطرد الاكتئاب والطاقة السلبية ويجلب السعادة، وتشير دراسات عدة أن تقلب المزاج لا يلزم أن يرتبط بسلوك معين من الأشخاص المحيطين لك فمن الممكن أن يكون بسبب فقدان الجسم مجموعة من الفيتامينات والمعادن والتي بدورها تعمل على تحسين الحالة المزاجية وتحقق الشعور بالراحة والاسترخاء.
ويعدد خبير التغذية تلك الأطعمة والمشروبات والتي من بينها الأسماك والمأكولات البحرية الغنية بالأوميجا 3 السمسم واللب الأبيض والفيشار وحبة البركة والحليب والقهوة الغنية بالكافيين والخس والسبانخ والبقدونس.
ساحة النقاش