إشراف : منار السيد - أميرة إسماعيل - سماح موسى - هايدى زكى-  أمانى ربيع

من التطبيقات الكثيرة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى وشبكة الإنترنت تحظى التجارية منها باهتمام الشباب حيث يجدون فيها فرصة عمل جيدة توفر دخلا أفضل من الفرص المتاحة فى سوق العمل الواقعى، لكن ما هو الوجه الحقيقى لتلك التطبيقات؟ وما الفرق بينها وسيئة السمعة التى أحدثت ضجة إعلامية خلال الفترة الأخيرة؟ وكيف يمكن محاربتها وحماية أبنائنا من مخاطرها؟

في البداية تقول د. ماريان عازر، عضو مجلس النواب السابقوأستاذ مساعد ومدير مركز المعلومات بالمعهد القومي للاتصالات: عدم إدراك الأطفال والشباب لمخاطر تلك التطبيقات وترك الأهالي أبنائهم أمامهالساعات طويلة دون ضابط أو رابط يعرضهم لارتكاب الجرائم المخلة للآداب دون قصد، فالشباب ضحايا الجهل التكنولوجي الأسري والمجتمعيوإن كنت أرىأن تلك التطبيقات سلاح ذو حدين لها منافع كثيرة ومخاطر أيضا بمعنى الاستفادة التجارية منها في التسويق للمنتجات والوصول إلى عدد كبير من العملاء، لكن على الصعيد الآخر يستخدمها البعض لإشاعة الفساد والانحلال الأخلاقي.

وتضيف: كل التطبيقات التجارية ماهي إلاوسيلة للتواصل بين الأشخاص "بين المجرم والضحية" وقد ينجذب الطفل بلاوعي إلىإعلانات معينة أو ألعاب قد تدفعه إلى الانتحار مثل لعبة الحوت الأزرق وغيرها من الألعاب، بالإضافة إلىأن تلك التطبيقات تخلق منافسة غير شريفة بين مستخدميها لتحقيق نسبة مشاهدة أعلى بغرض الحصول على مقابل مادي أكبر, فمنهم من ينشأ وكالة تبدأ في إطار مشروعبالتدريج يتحول مسارها في أعمال منافية للآداب والأخلاق ما يؤدي إلىإهدار القيم المجتمعية وتوقع مستخدميها في العديد من الجرائم، وللأسف الشديد تمنح بعض الأسر الأجهزة المحمولة المتصلة بالإنترنت لأطفالهم من عمر العشر سنوات وتسمح لهم بالبحث في مواقع وألعاب عنيفة أكبرمن عمرهم قد تودي بحياتهم, فقد سمعنا مؤخراعن حالات الانتحار بسبب بعض الألعاب العنيفة، وأنصح الشاب إذا تعرض لأي ابتزاز أو طلب معين على تلك التطبيقات عليه اللجوء إلى أسرته لمساندته وعدم الخوف من التهديدات، مع تنبيه أولياء الأمور عند شراء الهواتف المحمولة لأبنائهم من خلال شركات الاتصالات التي تقدم خدمة الإنترنت بعمل إجراءات حماية ومراقبة الأبناء ومنعهم الدخول على المواقع الإباحية الجذابة.

تطبيقات خبيثة

تتفق د. غادة محمد عامر، وكيل كلية الهندسة للدراسات العليا جامعة بنهاوالمحاضر بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا مع الرأي السابقوتقول: أصبحت التكنولوجيا جزءا لايتجزأ من حياتنا فنادرا مانجد طفلا أو سيدة أو شابا دون جهاز إلكتروني رقمي لكن دعينى أؤكد أن مقابل مخاطر التكنولوجيا إلا أن لها إيجابيات كثيرةأهمها تعزز التعليم والابتكار وتنمي قدرات الطفل وتوسعمداركه خاصة بعد دمجها في الفصول الدراسية المختلفة اللوحة الذكية واستخدام الإنترنت في الدخول على بنك المعرفة, إذا استخدمه الطفل بشكل إيجابي منذ الصغر سيصبح مستعدا للقفزة والتطور التكنولوجي التقني الذي يحدث حوله ويكون لديه قدرة للحصول على الوظائف التقنية المتاحة عالية الأجر ومستواها المعيشي مرتفع,حكوماتنا العربية لديها مئات الوظائف الجديدة المعتمدة على التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة,يصبح طفل اليومقائد الغد,أما عن سلبياتها فهي تقلل العلاقات والمهارات الاجتماعية ويفقد الطفل الاتصال الجسدي مع أسرته,تقلل أسلوب المحادثة مع الآخرين,علاوة على المشاكل الصحية (قد يصل الأمر لفقد البصر والتعرض للبدانة وقلق النوم..)والنفسية.

وتوصي د. غادة الآباء بتشجيع الطفل على كيفية استخدام الإنترنت في التعليم أولا والدخول على مواقع تعليمية ترفيهية تناسب عمره وتعرض له نماذج صالحة يقتدي بها وقبل ذلك توعية الآباء أنفسهم بطريقة الاستخدام, جهل الآباء التكنولوجي يعرض الابن للوقوعفريسة لبعض المواقع والتطبيقات السيئة ويصبح متميزا في الشر,لابد من التحكم في أوقات استخدامه للأجهزة التكنولوجية وأماكن التواصل بشبكات الإنترنت داخل البيت.

وتؤكد عامر علي أن التطبيقات التجاريةعالم بلاقيودمثل "التيك توك" وماشابه, فهو صنع قناعا لنفسه باعتباره شبكة اجتماعية اعتيادية لكن ماتم من خلاله لايدل على ذلك فهو تطبيق خبيث خطيرسمى نفسه في البداية الملهم القوي ليستدرج الشباب من خلال منحهم لقب صاحبالتاج الذهبي إذا كان لديهم أكبر قاعدة معجبين لإعطاء المستخدم انطباع بالتميز, للأسف الكثير من أبنائنا يسعونإلى هذا المسمى  بصرف النظرعن سمعته الاجتماعية وحياته، وأرىأن مثل هذه التطبيقات منصة ابتزازتبعد الشباب عن قيمه وأخلاقياته سعيا وراء الشهرة والمال,فبهانجد تحرشا للأطفال وتنمرا عليهم، كما أنها قدتكون سببا فى إحباطهم إذا لم يحصولوا على نسب مشاهدة، لذا أرى أن الحل فى زيادة الوعي والحزم من جانب الأسرة وتشديد العقوبات.

الاحتراف التكنولوجي

أما م. روماني رزق الله، خبير التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والحوكمة فيقول:رغم أننا لانملك صلاحية غلق التطبيقات أو منعها بشكل كامل حيث يبث معظمها من خارج البلادلكنيمكننا حجبها عن طريق شركات استثمارية تقدم خدمة الإنترنت، إلا أن المشكلة أن إدارة التطبيق بعد حجبه يمكنها استبدال اسم "اللوكيشن"بآخر جديد خاصة أن له موقع رقمي, فالحجب ليس وسيلةلذا أرى أن الحل إيجاد بدائل تكنولوجية هادفة وجذابة ومربحةوذلك بدعوة شركات الميديا بعمل جروبات من خلال التطبيقات التجارية لاختبار المواهب"تمثيل وغناء و..." ومساعدة الشباب علىإيجاد فرص عمل شريفة  أيضا.

وتجدر الإشارة إلى مبادرة وزارة الاتصالات "مستقبلنا رقمي" التى استهدفت تدريب 100 ألف شابا وفتاة، حيث تم تخريج 40 ألف متدرب.

ويضيف: بعد صدور بعض الأحكام القضائية ووجود قانون يجرم الاستخدام السيئ للإنترنتفلابد من نصح الأبناء بخطورة الأمر وأن الانسياق وراء الاستخدامات السيئة المخلة يضعهم تحت طائلة القانون.

 

التنشئة الاجتماعية

 

أما د. خالد الشريف، مستشار وزير السياحة والآثار للتحول الرقمي فيقول:إن الفيصل في طريقة  استخدام التطبيقات التجارية هي التربيةفإذا كان هناك حماية أسرية مئة بالمائة مع وجود رقابة مجتمعية تبادلية فلاخوف على الأبناء من أية تطبيقات, بجانب دور المساجد والكنائسوالدراما فدورها أساسي في التربية بجانب التركيز على ذكر وتكرار الحديث عن النماذج المحترمة المشرفة ليحتذي بها الطفل  منذ الصغرويسعى للوصول إلى ماوصلت إليه من نجاحات.

وينصح الشريف الأهالي بصداقة  أبنائهم وخلق الحوار المثمر والنقاش المستمر المتبادل معهم في كافة  نواحي الحياةواحترام خصوصياتهموعدم الاستهتار بعقل الطفل وطريقة استخدامه للإنترنت لحمايته من الاستخدام السيئ له خاصة أن الطفل يكون لديه فضول بمعرفة الأشياء المستحدثة فيقف في وجه هذا الفضول التربية الصحيحة.

*************

احمي أبناءك من التطبيقات المجهولة

تجنب استخدام أي تطبيق جديد لا تعرفه، ويجب أولا أن تعرف خواصه وتطلع على آراء المستخدمين الآخرين عنه، كما يجب تحديث البرامج التي تستخدمها على جهازك بانتظام لأن التحديثات تعالج أي ثغرات أو نقاط ضعف ما يقلل احتمال تعرض جهازك للجرائم الخبيثة، كما يجب أن تشارك أولادك في الألعاب التي يمارسونها على أجهزتهم، وكن قريبا منهم في عالمهم الافتراضي حتى يمكنك التدخل عند الضرورة لأن هناك ألعابا ضارة جدا.

المصدر: إشراف : منار السيد - أميرة إسماعيل - سماح موسى - هايدى زكى- أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 902 مشاهدة
نشرت فى 15 يوليو 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,801,538

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز