كتبت : سكينة السادات
حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية الابن ياسر وهو ضابط شرطة (32 سنة) وابن لصديقة عزيزة من نفس مهنتى كانت وما زالت والتى كانت قريبة من قلبى ووجدانى لكلماتها الحانية التى أحيانا تكون بلسما شافيا يهون على الإنسان مصاعب الحياة هكذا نشعر فى مرحلة متقدمة من العمر! كلمة واحدة ممكن أن يكون لها فعل السحر فتهدئ الخاطر وتزيل عن القلب بعض أوجاعه! قالت زميلتى لابنها ياسر (32 سنة): اذهب إلى طانت فلانة (أنا) واحكى لها كل شيء بصراحة تامة ولن أحكى أنا لها حتى لا تشك لحظة أننى أتدخل فى حياتك الشخصية، قل لها ما فى قلبك بصراحة ثم تروى وافعل ما يملي عليك ضميرك، وجاء ياسر وقال إنه كان يرفض الزواج تماما حتى غضبت والدته ووالده وانذراه بالقطيعة الكاملة بينهما وبينه إذا لم يتزوج، وفعلا اختارا له فتاة جميلة جامعية من أسرة ثرية ومحترمة جدا يعرفونها منذ سنوات طويلة، واختار العريس والعروس شقة فى منطقة التجمع الخامس وأثثها والد العروس بأجمل الأثاث وانتظرا حتى أتمت العروس السنة الدراسية الأخيرة بالجامعة وتزوجا، وقال ياسر إنهما قضيا سويا أجمل شهر عسل وكان عشرة أيام جميلة فى أجمل فنادق شرم الشيخ، ثم عادا إلى بيتهما بالقاهرة وبدأت المشاكل بعد انتهاء تلقى التهانى بالزواج وبداية حياتهما العادية اليومية!
واستطرد الابن ياسر قائلاً تعرفين يا سيدتى الكثير من الأمور عن حياتنا وكيف كانت أمى ترعى أبى وإخوتي وكيف كانت تعرف شئون بيتها، وكنت أستمع إلى أحاديثها التليفونية معك أحيانا فأسمعها تقول أستأذن منك لأن الأكل على النار وأخاف أن يحترق وسوف نستأنف الكلام بعد صلاة العصر بإذن الله مثلا.
قلت له: والدتك تعتبر مثلا يحتذى به فى رعاية الأبناء والأسرة وهذا معلوم لكل من يعرفها؟
قال: عظيم جدا، من هنا أبدأ كلامى عن زوجتى التى لم أر ما يعيبها خلال فترة خطبتنا لذلك أنصح كل شاب مقدم على الزواج ألا ينخدع بما يراه وخلال فترة الخطبة لأننى مثلا لم أكن أعرف أن زوجتى لم تدخل المطبخ مرة واحدة فى حياتها.
ولم تتعلم الطهى ولا تعرف كما يقول المثل أن تقلى بيضة، وربما لم تعودها أسرتها على ذلك لأن لديهم الخادمة والطباخة والجناينى والسائق (واللوانجية) وهى المسئولة عن النظافة، فضلا عن وجود إحدى قريباتهم تشرف على كل هؤلاء وتختص بالإدارة العامة للبيت والإشراف على كل صغيرة وكبيرة فيه!
بصراحة يا سيدتى أنا لم أسأل عن هذه الأمور وكنت أرى كل هؤلاء فى خدمة والديها وأعتبر أن البيت كبير والمسئوليات كبيرة وهم أحرار فى حياتهم لكن بعد زواجى وأنا وهى فقط فى البيت بدأت أشعر بأننى أعيش حياة غريبة، فهى سيدة محترمة وجميلة لكنها تستيقظ بعد الظهر كل يوم وإنها تحب أن تسهر مع صديقاتها إما فى البيت أو فى النادى ولا تنام قبل الفجر وأسألها فتقول لى: فيه حاجة ناقصاك! كل شىء موجود وأبى يرسل لى الطباخة والشغالة والبيت مثل الفل وأنت سهران فى القسم كل ليلة وكل يوم حتى بعد منتصف الليل فماذا أفعل لك أكثر من ذلك! أقول لها أريد أن أشعر بوجود زوجة تهتم بى وبشئونى! أريد أن أراك فى الصباح وأفطر معك؟ أريد أن أشعر أننى متزوج ولى زوجة تعرف عنى كل شىء؟ فهل أنا متزوج من الطباخة والشغالة؟ هل أفطرت معك مرة؟ هل اخترت لى مرة ملابسى أو البيجامة التى أنام بها؟
•
واستطرد الابن ياسر قلت لها هذا الكلام ألف مرة وأنا الآن أشعر أننى تورطت فى هذه الزيجة!
زوجتى لا تعرف عنى شيئاً ولم أرها فى المطبخ مرة واحدة، فعلت......................................... لى كثيرا وقالت هكذا أنا! لا أعرف حقيقة كيف أقلى بيضة كما تقول وأنا لست خادمة وكل شىء ميسر وموجود فلماذا تشكو؟ وهل تريدنى أن أضع يدى على خدى وانتظرك حتى تعود من العمل الذى لا ينتهى فأخلع لك حذاءك وملابسك؟ بصراحة لا أعرف كيف أفعل ذلك ولا ينقصك شىء!
ماذا تريد أكثر من ذلك؟
ويقول ياسر أريد زوجة، قالت: هكذا أنا لن أتغير وأنت حر أنا موافقة على ما تراه! لم يمر يا سيدتى على زواجنا إلا ثلاثة أشهر فقط وفعلا كل شىء موجود ولكن بدون زوجة ولا ربة بيت ولا أى شىء وأنا لا أكره زوجتى بل هى مؤدبة ومحترمة ولكننى غير مرتاح ومبسوط وأعتقد أن الطلاق هو الحل الوحيد!
•
أيها الابن ياسر.. كيف يا ولدى لم تلاحظ كل هذه الأمور أيام الخطبة؟ هل بهرك الخدم والحشم والحياة الناعمة حتى نسيت أن تسأل عروسك عن ميراثها بالمهام الزوجية؟ وهل تريد زوجة مثل والدتك مثلا؟ طبعا لن تجد مثلها فى التفانى والإخلاص أود لو تجلس معها وتحدثها برفق عن اهتماماتك المعنوية وكيف أنها سوف تكون زوجة مثالية إذا اهتمت بك أكثر من ذلك ودع والدتك التى تحبها والتى تستنكر فكرة الطلاق من أساسها، دعها تتحدث معها هى وأمها وتحثانها على تعلم فنون المطبخ والبيت ثم أعطيها الوقت الكافى ثم تذكرها مرة أخرى فى فقدان مثل هذه الزوجة الجميلة المحترمة التى أرجو أن تحبها وأن تعودها على طباعك ورغباتك بالمعروف!
ساحة النقاش