بقلم : سمر الدسوقى
كان الحظ قد أسعدني بلقاء السيدة الفاضلة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل أنور السادات قبل رحيلها لأكثر من مرة، وفي كل مرة بجانب إداركي الكامل للدور الملموس الذي كانت تلعبه في تاريخ الوطن، كنت أدرك أني أمام إنسانة من طابع خاص وفريد يجعلك لابد وأن تعشقها إنسانيا، بل وتتساءل كثيرا ماذا يمكن أن أكتسب وأتعلم من هذه الشخصية الجميلة بجانب معرفة تفاصيل مرحلة فاصلة في التاريخ المصري بكواليسها وأحداثها وحياة المشاركين في صنعها، لأكتشف أن نبع الحنان والعطاء الإنساني لديها لا ينضب، سواء كزوجة وفية أو أم وجدة، وكذلك كسيدة مصرية أصيلة تعشق هذا الوطن بكل جوارحها ولا تتوانى عن دعمه ومساندته في كل ظرف.
كان لقائي الأول معها في منزلها الأنيق بالجيزة والذي قدتتعجب حين تعرف أن أثاثه الجميل والأنيق في نفس الوقت كانت قد قامت بشرائه بثمن زهيد من منطقة العطارين بالإسكندرية منذ أكثر من أربعين عاما، حيث كانت تقتني القطع التي تلفت نظرها أول بأول من الأثاث القديم الذي تعشقه، بل وتضيف إليها بلمساتها الخاصة من آن لآخر كل ما هو جميل من سواء من مفارش أو قطع الأثاث حيث كانت ،» الابيسون « شغل هذه هي هواياتها في فترة من فترات حياتها، ورغم عشقها لفن الرسم وإجادتها له إلا أنها لا تقتني داخل هذا المنزل أي من لوحاتها بل وترى أن مشاعرها تجاه الرئيس الراحل أنور السادات لا يمكن اختزالها في لوحة فنية واحدة، وهذا جانب آخر أعشقه في هذه السيدة الجميلة التي جمعني بها أكثر من لقاء كنت أجد فيهم نفسي عاشقة لقصة الحب التي جمعتها بالرئيس الراحل أنور السادات بل ولمشاعر الفخر والتقدير التي تلمسها في كل لحظة تتحدث فيها عن ذكريات حبها ورحلتها معه، فقد كانت تراه فارسا من فرسان الروايات الجميلة، بل وتصف قصة حبها وكفاحها معه في ظل ظروف صعبة كان يمر بها الوطن آنذاك بل وظروف اقتصادية أشد صعوبة مرت بها هي نفسها معه، بقصة أسطورية تعكس حب خالص لبطل بل وتؤكد على حبها لهذا الوطن حيث كان ارتباطها بهذا البطل المصري تأكيدا ووفقا لقولها على أن جذورها البريطانية والتي تحملها من الأم لم تؤثر على مصريتها ووطنيتها بل وعشقها لتراب هذا الوطن، فقصة حب وعشق هذه السيدة الجميلة لهذا البطل المصري الأصيل تلمحها في كل نبضة ولمحة منها، حتى حينما تتساءل عن دورها في دعمه أو مشاركته في قرار العبور العظيم أثناء حرب أكتوبر المجيدة أو غيرها من القرارات المصيرية التي اتخذها، حيث تجدها ترجع كل الفضل إليه معلنه أن دورها طوال رحلة حياتهما معا كان في كل هذه المراحل الفاصلة في تاريخ الوطن يرتكز على دور الزوجة التي تدعم وتحب وتساند زوجها وتقف لجواره، ولم يتجاوز أبدا هذا الحد، بالرغم من مشاركتها لسنوات طويلة ومنذ فترات صباها الأولى وقبل زواجها في العمل العام، ولكنها كانت وما زالت تعرف ما هو الحب وما هو التقدير للرجل وكيف يتملك هذا الحب من كل جوارحك فيجعلك تكن المزيد من مشاعر التقدير والاحترام على مدى رحلة حياة طويلة، حرصت خلالها بجانب هذه المشاعر الجياشة التي ظلت بنفس القوة طوال هذه السنوات على الالتزام وأبناؤها بوصية الرئيس الراحل أنور السادات بالبعد عن العمل السياسي ولكنها وحينما استدعاها حب الوطن لم تتوان أو حتى تفكر، أذكر في هذا صورتها الجميلة التي نحملها جميعا في ذاكرتنا وهي تقف في شرفة منزلها بالجيزة حاملة العلم المصري دعما للثوار في ثورة يونيو المجيدة مؤكدة بهذا على رفضها كرفضنا جميعا للعدوان الإخواني - كما أطلق عليه - أو الحكم الإخواني الغاشم لمصر، ثم تحملها وبكل فخر لمسئولية التكليف من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يتعلق بالمشاركة في دعم وتنمية التبرعات فإعلانها وبقوة عن احترامها ،» تحيا مصر « لصالح صندوق وتقديرها لرئيسنا سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في كافة قرارته الوطنية وخطواته البناءة لتنمية مصر، رافضة في نفس الوقت لأى دعاوى للمصالحة أو حتى التفاوض مع الإخوان بعد أن تلوثت أيديهم بدماء المصريين، بل ومؤكدة على مدى الدعم والمساندة التي حصلت عليها المرأة المصرية بعد نهاية عهدهم الغاشم على يد سيادة الرئيس السيسي، خاصة لكونها إحدى الداعمات لحقوق المرأة بل وصاحبة دور لا يمكن أن يغفله التاريخ فيما يتعلق بصدور قانون للأحوال الشخصية ودعم تعليم المرأة وغيرها من حقوق المرأة المصرية التي دافعت عنها وبقوة خلال رحلتها الحياتية، وهو ما جعلها وفقا لإعلانها الدائم تصاب بصدمة حقيقية فيما يتعلق بمواقف الإخوان خلال فترة حكمهم تجاه المرأة على وجه الخصوص. هذه هي السيدة الفاضلة جيهان السادات الإنسانة كما عرفتها ولمست جوانب شخصيتها الجميلة كزوجة محبة وأم عطوفة وامرأة مصرية ووطنية خالصة، بل وكجدة كانت تعلن وبكل فخر أن سعادتها الحقيقية في يوم التجمع العائلي الأسبوعي مع أسرتها وأبنائها وأحفادها.
سيدتي وداعا لك ستظلى دائما فى قلب الوطن وشكرا لدعمك المستمر له.
ساحة النقاش