كتبت : هدى إسماعيل

منذ أن تطأ قدماك المكان لن تتوقع أنه صالون خاص للكلاب، جلسات مساج وقص الشعر والأظافر لجميع أنواع الكلاب، فصاحبته ضحى رزق فتاة جامعية من أسرة متوسطة الحال كانت تهوى اقتناء الكلاب منذ طفولتها، ولديها الشغف لمعرفة كل ما يتعلق بحياة الكلاب، حتى قررت أن تفتح لها صالون حلاقة يهتم بها دون غيرها، ولكي نتعرف أكثر على التجربة أجرت مجلة "حواء" هذا اللقاء.

لماذا اخترت هذه المهنة التي تعد غريبة بعض الشيء على المجتمع؟

"grooming" هو المصطلح الصحيح لمجال عملي..  في البداية التحقت ببعض الأعمال الأخرى ولكني لم أجد نفسي بها كان الأمر مجرد وظيفة فقط وكان حلمي الشخصي يلاحقني منذ أن كنت مجرد فتاة في المرحلة الإعدادية، دائما كنت أحلم بشيء مختلف حلم خاص بي، ولكني لم أكن أعرف أين الطريق وكيف البداية.

 

متى بدأ حبك للحيوانات وعلاقتك المختلفة بها؟

منذ الصغر كنت أجد في الحيوانات الإنسانية التي لم تعد موجودة في أغلب البشر وكنت أسعى لاقتناء أي نوع من الحيوانات لكن كانت والدتي ترفض اقتنائي للحيوانات داخل المنزل فهي تخاف منهم بشدة، لكن كانت المفأجاة فقد حصلت على كلب صغير على سبيل الهدية وكان الأمر مفاجأة في المنزل وأصبح أمرا واقعيا ولا مجال لرفض الهدية، ومنذ هذه اللحظة حصل التغيير الكلي في حياتي، فقد وجدت الطريق الذي كنت أبحث عنه وأصبح شغفي بالحيوانات وبكل تفاصيلها صغيرة أو كبيرة أمر يسعدني.

 

كيف تعاملت مع الأمر؟

بدأت أقرأ كثيرا عن الكلاب وأنواعها وعلاقتها بالبشر واهتماماتها حتى يتسنى لي أن أعاملها كما يجب حتى صادفت صالون الحلاقة، وبالفعل بدأت أبحث عن الأمر أكثر وفوائده وعن أماكن في مصر تتعامل مع الأمر فلم أجد حتى المسمى نفسه لم يكن مفهوما، إلى أن وجدت أن ببعض الدول الأوروبية لديهم اهتمام بالغ بالكلاب حتى أنهم خصصوا لها صالونات الحلاقة، ومن هنا كانت الفكرة، وبالفعل سافرت للخارج وتعلمت كيف أقوم بقص شعر الكلاب بقصات مبهرة وفي نفس الوقت اكتشفت أن قص شعر الكلاب يحميها من الأمراض ومفيد لها، وعندما رجعت وانتهيت من دراستى قمت بإنشاء صالون حلاقة للكلاب.

 

كيف تعامل من حولك مع الأمر ومع عملك؟

في البداية تعرضت للاستهزاء على الرغم من أن المهنة لا تقل أهمية عن عمل الطبيب لأنها الجزء المكمل للحفاظ على صحة الكلب والأسرة ويتم تدريسها بالفعل في مناهج الطب البيطري لكنها مجهولة.

 

كيف كانت استجابة الناس لعملك؟

التقليل من المهنة كلمة دى مجرد "حلاقة"، ولكن بعد أن يتعاملوا مع الأمر يكتشفون الفرق بأنفسهم، فمعظم الناس كانت ترى الأمر على أنه خدمة ترفيهية أو جمالية وليست وقائية وطبية في الأساس، لذا كانت استجابة الناس ضعيفة جدا وبدأ الأمر ينتشر خاصة مع الأشخاص الذين كانت إقامتهم خارج مصر فقد كانت لديهم خلفية عن طبيعة عملي لأنهم بالفعل لديهم الكثير من الأماكن الشبية في الخارج، ثم بدأت في تنظيم حملات توعية وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لتوضيح الأمر أكثر للناس.

 

هل هناك أماكن أخرى شبية بالخدمة التي تقدمينها؟

بعد أن انتشرت الفكرة وعندما أصبح لها جمهور بدأت بعض الأشخاص يقلدونني.

 

هل يمكن أن يؤثر عملك وشغفك ورسالتك على حياتك الشخصية؟

بالتأكيد يؤثر ولكن في حالة واحدة إذا كان الشخص الذي سأرتبط به طلب مني ترك عملي وحبي من أجله فهو أمر مرفوض لكن في العموم لدي القدرة على تقسيم وقتي بدقة.

 

من وجهة نظرك هل كان رفض الناس للأمر في البداية بسبب الفكرة أم لأنك فتاة؟

لا أظن فالاعتراض سيكون واحدا سواء امرأة أو رجل فالجملة التي لا أنساها "عشنا وشفنا هنودي الكلب الكوافير".

 

هل هناك لغة خاصة بينك وبين أي حيوان؟

اللغة بيني وبين أى حيوان متواجدة وهو الأمر الذي جعلني أمتهن المهنة فأنا أملك القدرة على تهدئة أي حيوان حتى لو شرس دون بنج أو مهدئات فالحيوان يشعر بالحب والاهتمام وبالقلب الذي يتعامل معه، حتى أصدقائي كانوا يلجأون لي حتى أتعامل مع حيواناتهم الأليف وأشرح لهم ماذا بهم.

 

ما أحلامك الخاصة بالمهنة؟

أتمنى أن تكون المهنة لها ترخيص قانوني ومسمى قانوني ونقابة تختار مين يلتحق بالمهنة ومن لا يملك الموهبة، فالمعاملة مع الحيوان الذي لا يستطيع الكلام ولا التعبير عما يدور بداخله أو ما يشعر به أمر لا يستطيع كل الناس تقديمه، فالحيوان ليس فأر تجارب نتعلم فيه فهو مخلوق مثلنا له قلب ومشاعر يفرح ويبكي لذا يجب أن يكون الاهتمام بهم أكثر من ذلك.

المصدر: كتبت : هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1064 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,826,766

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز