كتبت: إيمان العمري
استطاعت بطلات الرياضة المصريات أن ينقشن أسمائهن بحروف من ذهب في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020 وذلك بما حققن من إنجازات تؤكد أن المرأة المصرية قادرة على الوصول للقمة في كل المجالات، فمن بين 6 ميداليات حققتها مصر أحرزت البطلات ثلاث منها لكن الأهم أن الذهبية الوحيدة كانت من نصيب البطلة فريال أشرف.. فما هي قصتهن في طوكيو؟
البداية مع مسك الختام لاعبة الكاراتية فريال أشرف التي استطاعت -قبل يوم على ختام الأولمبياد- حصد الميدالية الذهبية وزن + 61 كوميتية، وتم عزف النشيد الوطني لحظة تتويجها بعد أن غاب عن الأولمبياد 17 سنة منذ ذهبية كرم جابر أثينا 2004.
وتعد فريال أول لاعبة مصرية تحصل على الميدالية الذهبية في الأولمبياد، وهي من مواليد 16 فبراير 1999 تبلغ من العمر 22 سنة، وبدأت اللعبة في الثامنة من عمرها واستطاعت أن تحفر اسمها بحروف من ذهب في عالم الكاراتيه بعد أن حصدت العديد من الجوائز في بطولات دولية وإقليمية، والتي بدأتها عام 2017 عندما فازت بالميدالية البرونزية للدوري العالمي للكاراتية، ثم توالت الميداليات والتي كان من أهمها ذهبية الدوري العالمي للكاراتيه بدبي عام 2019، وفي نفس العام حصلت أيضا على ذهبية بطولة العالم لناشئي الكاراتيه، وفي العام التالي فازت بذهبية البطولة الأفريقية.. كما فازت بالميدالية الفضية الدوري العالمي للكاراتيه مرتين.
حصلت فريال على المركز السادس في التصنيف العالمي الذي وضعه الاتحاد العالمي للكاراتيه، وعلقت على ما حققته في طوكيو مؤكدة على أنها تعبت كثيرا وكلل جهدها بالنجاح وأن الكاراتيه متميز في مصر خاصة بالنسبة للبنات اللائي استطعن وضع مصر وسط العظماء.
وقد هنأها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي معربا عن أنه إنجاز جديد يدعو للفخر ويؤكد على قدرة المصريين على صنع الإنجازات في جميع المجالات،
وبجانب تميزها الرياضي حققت أيضا التفوق في مجال الدراسة حيث تخرجت فى كلية الصيدلة.
أول مصرية عربية أفريقية
وقبل فريال بيوم واحد حققت زميلتها لاعبة الكاراتيه جيانا فاروق -27 سنة- إنجازا غير مسبوق فهي أول مصرية عربية أفريقية تحرز ميدالية أولمبية في لعبة الكاراتيه التي تستضيفها الأولمبياد للمرة الأولى والأخيرة، فقد فازت بالميدالية البرونزية وزن 61 كجم كوميتيه.. وهي التي حملت علم مصر عاليا في ختام دورة الألعاب الأولمبية تقديرا على ما حققته من إنجاز ضخم.
وكانت بدايتها مع اللعبة في السادسة من عمرها ومنذ ممارستها للعبة أظهرت تفوقها، وشاركت في العديد من البطولات المحلية.. أما المسابقات الدولية فبدايتها عام 2009 وحصلت خلال مشوارها على 26 ميدالية في بطولات عالمية وإقليمية.. أهمها بطولة العالم للكاراتيه فئة الشباب والناشئين 3 مرات الميدالية الذهبية، وبطولة العالم للكاراتيه 6 مرات، والدوري العالمي للكاراتيه 8 مرات، وبطولة البحر المتوسط مرتين، غير العديد من البطولات الأفريقية والعربية وأيضا حصلت على أول ميدالية أولمبية في الكاراتيه طوكيو 2020.
ولم يؤثر نجاحها الرياضي على حياتها العلمية فقد استطاعت أن تتفوق في دراستها وتتخرج في كلية الصيدلة جامعة القاهرة، أما بالنسبة لحياتها الشخصية فهي مخطوبة وتم تأجيل زواجها لما بعد الأولمبياد.
وفي تصريح خاص لحواء قالت جيانا: الأولمبياد تمثل فرصة ذهبية لي فلأول مرة يشارك الكاراتيه فيها، فحصول أي لاعب على ميدالية سيجعل اسمه منقوشا بحروف من ذهب في تاريخ اللعبة لذلك حرصت على أن أبذل قصارى جهدي للاستعداد لطوكيو وظللت في معسكرات لمدة عام ونصف وأمامي هدف واحد هو تحقيق ميدالية أولمبية وهو ما حدث بالفعل.
ويعلق على إنجازات فريال وجيانا في الأولمبياد كابتن حسام عجور، نائب رئيس اتحاد الكاراتيه قائلا: بالنسبة لفريال فهي بنت أحد مراكز الشباب اكتشفها المدربين هناك وقاموا بتدريبها حتى التحقت بالمنتخب، وهي مقاتلة من الدرجة الأولى ولاعبة موهوبة، وكافحت كثيرا في رحلتها لتحصد الذهب، أما بالنسبة لجيانا فقد حصلت على الميدالية البرونزية ولكن بطعم الذهب، حيث تعرضت للظلم وهي لاعبة متميزة بنت النادي الأهلي ومصنفة رقم 2 على مستوى العالم، وحصلت على إعداد مدروس قبل الأولمبياد من خلال مشاركتها في العديد من المعسكرات الداخلية بجانب السفر للخارج، وقد تم تأهليها رياضيا ونفسيا على أعلى مستوى بجانب ما قدمته أسرتها من دعم لها.
ويضيف أنه بجانب هذا فقد بذل الاتحاد قصارى جهده لتوفير كل ما يحتاجه اللاعبون، وأيضا لا يمكن أن ننسى ما قدمته اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة، فقد كان لدينا هدف محدد هو الحصول على ميداليات أولمبية وأثبتت بنات مصر أنهن على مستوى المسئولية وقادرات على رفع علم مصر في كل المحافل.
أول القصيدة
بجانب الكاراتيه فقد كانت بداية نجاحات البعثة المصرية في طوكيو مع التايكندو واللاعبة هداية ملاك -28 سنة- والتي استطاعت أن تحرز ميدالية أولمبية للمرة الثانية على التوالي، فقد فازت ببرونزية في دورة ريو دي جينيرو السابقة، وفي طوكيو حققت أيضا برونزية وزن 67 كجم.. وهذا ليس غريبا عليها فطوال رحلتها الرياضية الممتدة عبر 18 عاما وحققت في مشوارها 26 ميدالية في بطولات عالمية وإقليمية.
إصرار وعزيمة
يعلق على أداء بطلات مصر في دورة الألعاب الأولمبية الناقد الرياضي إبراهيم المنيسي، قائلا: لقد أثبتت البطلات في طوكيو أن البنت مش زي الولد بل أحسن منه، ويضيف أنه لابد من الاستفادة مما حدث لزيادة الاهتمام بالبنات في الرياضة وتوسيع قاعدة المشاركة خاصة بالنسبة للألعاب الواعدة التي يمكن أن تحقق لنا ميداليات أولمبية.
أما حسن خلف الله، رئيس رابطة النقاد الرياضيين فيرى أن ما حققته البطلات كان متوقعا إلى حد كبير خاصة بالنسبة لهداية ملاك أما فريال أشرف فقد كانت مفاجأة الأولمبياد، وأضاف أن السمة المميزة للبطلات أنهن تمتعن بإصرار وعزيمة مكنتهن من تحقيق إنجاز كبير يحسب لهن وهو ما يتفق مع اهتمام الدولة بالمرأة في كل المجالات، فظهرت البطلات بشكل مشرف واستطعن رفع علم البلاد خفاقا عاليا في سماء الأولمبياد.
***
ميداليات ومراكز
أحرز أبطال مصر الرياضيين 3 ميداليات في دورة طوكيو وهم:
- سيف عيسى في التايكوندو الميدالية البرونزية.
- محمد إبراهيم "كيشو" الميدالية البرونزية في المصارعة.
- أحمد الجندي الميدالية الفضية في الخماسي الحديث كأول أفريقي يفوز في هذه اللعبة.
- عمر عصر أول لاعب مصري يصل لدور الربع النهائي في تنس الطاولة.
- فريق كرة اليد رجال يحتل المركز الرابع كأول فريق عربي أفريقي غير أوروبي يصل إلى هذا المركز.
ساحة النقاش