بقلم : د. أحمد صبرى
يعد الشاي الأخضر أحد المشروبات التي تتمتع بشعبية وشهرة كبيرة نظرًا لما يتميز به من فوائد متعددة، وهناك تشابه كبير بين تركيبتهوالأوراق الطازجة منه باستثناء بعض التغيرات التي تطرأ عليه بعد القطف وأثناء التجفيف، ومن الملفت للنظر أنه من بين ما يقدر بـ 2.5 مليون طن من الشاي المجفف يتم تصنيع حوالي 20% فقط من هذا الشاي من مجمل الإنتاج.
ومن الجدير بالذكر أن الشاي الأخضر يحتوي على نسبة من الكافيين، ولكن كم تساوي نسبة الكافيين في الشاي الأخضر؟ وهل تمثل خطورة معينة؟ وهل يتم تناوله وفقًا لضوابط معينة بسبب احتوائه على الكافيين؟
قبل الحديث عن مادة الكافيين ونسبة وجودها في الشاي الأخضر وفائدة هذه المادة للجسم يجدر بنا الحديث عن فوائد الشاي الأخضر عمومًا للجسم ومن أهمها ما يلي:
- فاعليته في إنقاص الوزن: فمعظم الوصفات الطبيعية أو حتى الأنظمة العلاجية التي يوصى بها أصحاب الوزن الزائد تحتوي على الشاي الأخضر كعنصر رئيسي ما يعني أنه يساعد علي إنقاص الوزن وذلك من خلال زيادة سرعة الحرق مع خفض الشعور بالرغبة في الطعام.
- يعالج بعض مشاكل البشرة والشعر:أثبتت التجارب التي أجريت على مجموعة من الفئران للتعرف على تأثير المركبات متعددة الفينولات والتي توجد في الشاي الأخضر، أنها تعمل على إصلاح الخلايا وحماية الجسم من سرطان الجلد، ويتصور أن تكون لها نفس الفائدة بالنسبة للإنسان.
- يساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.
- يساعد في الحفاظ على سلامة القلب.
- يحسن النشاط العقلي وأداء الذاكرة.
محاذير عند تناول الشاي الأخضر
مثله مثل أي مشروب أو أي مكون طبيعي يحقق تناوله باعتدال مزايا جيدة للصحة على عدة مستويات، بينما يتسبب في بعض الأضرار في حال ما إذا تم تناوله بصورة فيها إسراف أو مبالغة، كذلك بعض الحالات التي تعاني مشكلات معينة قد يتسبب الشاي الأخضر في تفاقم تلك المشكلات، ومن الحالات التي يجب أن تتناول الشاي الأخضر بحذر أصحاب الضغط المرتفع، والذين يعانون ضعف العظام وأعراض متلازمة القولون العصبي أو الإسهال، والمصابين بالنزيف واضطرابات القلق.
الكافيين وتأثيره على الجسم
يعرف الكافيين بأنه مادة كيميائية طبيعية لها تأثير منبه للجهاز العصبي المركزي، يتم تعاطيه في كافة أنحاء العالم بغرض تحفيز الجهاز العصبي وتنشيطه وتعزيز الشعور باليقظة مع تقليل الشعور بالتعب أو الإرهاق، من خلال منع الناقل العصبي المعروف بالأدينوزين، والذي عادة ما يتم تراكمه طول اليوم مما يتسبب في الشعور بالإرهاق والتعب، ويوجد الكافيين كمكون من مكونات حبوب وثمار وأوراق ما يزيد عن 60 نباتا مختلفا ومنهم الشاي والقهوة.
فوائده للجسم
يساعد الكافيين على تحسين الحالة المزاجية للإنسان والوظائف العقلية والمعرفية، والشعور بالتركيز والانتباه، كما يعد منشطًا عامًا مسموحًا به للرياضيين، حيث يحسن عملية الأيض والأداء الرياضي.
ويمكن القول بوجه عام أن نسبة الكافيين في ما يقدر بـ 230 مل من الشاي الأخضر تصل إلى 35 ملليجرام، كما أن تلك النسبة متغيرة وليست ثابتة لأن الكافيين يوجد في الشاي الأخضر بصورة طبيعية، فإن نسبته تتغير مع تغير عدة عوامل منها نوع الشاي الأخضر، ودرجة تجفيفه، وطريقة معالجته وتجهيزه، فعلى سبيل المثال نسبة الكافيين في الشاي القديم أقل من نسبته في أوراق الشاي الأحدث، وأوراق الشاي المطحون لدرجة أكبر تزيد عن الشاي الخشن، حيث إن نعومة الشاي تعني استخلاص المزيد من الكافيين، كذلك فإن طريقة إعداد الشاي تجعل نسبة الكافيين المستخلصة تختلف من طريقة لأخرى، وعمومًا فإنه كلما زادت درجة غليان الماء ومدة نقع الشاي كلما زادت كمية الكافيين في كوب من الشاي، كما أن هناك أنواع من الشاي الأخضر تحتوي على كميات أكبر من الكافيين من أنواع أخرى مثل شاي الماتشا.
لكن هل نسبة الكافيين في الشاي الأخضر تدعو للقلق؟الإجابة لا. ما دام يتم تناوله في حدود المقدار الموصى به، حيث إن الحد الأقصى المسموح بتناوله للبالغين في اليوم يجب أن لا يزيد عن 400 ملليجرام، والذي يوجد في 8 أكواب من الشاي الأخضر، وهذا في الحالة العادية، أما في بعض الحالات فيجب أن تكون كمية الكافيين أقل من ذلك بكثير وقد أشرنا إلى تلك الحالات في فقرة سابقة.
ساحة النقاش