بقلم: د.عبير عصام
دفعنى تزايد وتيرة العنف الأسرى خاصة فى مجتمعنا المصرى إلى البحث عن الأسباب والحجج التى يستند إليها مرتكبو تلك الأفعال، ورغم تعدد أشكال العنف بين الآباء والأبناء والزوج وزوجته لكن دعونى أتوقف مع الأخير والذى وجدت له أسانيد شرعيةيبرر من خلالها الرجالضربهم لزوجاتهم بغية التأديب، وتساءلت هل تقتصر تلك التعديات على مجتمعنا المصرى أو العربى فحسب أن تتعدى لمجتمعات طالما رفعت شعار الحرية والمساوة؟
وجدت ضالتى فى الممثل الأسكتلندى شون كونري الذي اشتُهر بتجسيد شخصية العميل السري جيمس بوند في السينما العالمية وتمتع بشعبية جارفة على مدار الأعوام، والذى كان شخصية مثيرة للجدل بسبب حياته الشخصية وتصريحاته بشأن ضرب النساء، فقد صرّح لإحدى المجلات بأنّه لا ضرر من ضرب النساء شريطة ألا يكون الضرب مبرحا، إنما مجرد صفعة كلما استدعى الأمر تأديبهن فقال: إنّه لا يفضّل تسديد لكمة للمرأة؛ بل يفضّل "صفعها بكفّ مفتوح"، ثم أشعل الجدل من جديدعام 1987، حين استضافته الإعلامية الأمريكية باربرا والترز، لتواجهه ببعض تصريحاته القديمة، فأصرّ على أنّ ضرب النساء يتعلق بالظروف المحيطة إن أسأن التصرف.
تصريحات "جيمس بوند"جعلتنى أوقن أن التجاوز بضرب النساء وصياغة فلسفة الضرب الرحيم ليسا حكراً على ثقافة بعينها، فهناك مجتمعات تتصالح معها وأخرى تلفظها، ورغم تجريم العنف المنزلي إلا أن القوانين لم تقض عليه نتيجة للعديد من العادات والتقاليد المتوارثة ذات الطابع السلبى.
ورغم أننى لست متخصصة فى الشريعة الإسلامية أو تفسير القرآن الكريم إلا أننى أجدنى أمام نصوص صريحة تقضى بحسن المعاملة بين الزوجين، ومنها على سبيل المثل » وعاشروهن بالمعروف « هذا بجانب ما ورد إلينا عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من حسن معاملته مع زوجاته وإكرامه للمرأة على كافة المحافل، فهل نقتدى برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فى هذا الإطار؟
ساحة النقاش