إشراف:إيمان عبدالرحمن - سماح موسى - هايدى زكى - جلال الغندور - أماني ربيع
في أبريل 2020 أقامت زوجة شابة دعوى خلع ضد زوجها في محكمة الأسرة بأكتوبر بسبب منعه لها من استخدام فيسبوك، وفي مايو من نفس العام شهدت أروقة المحاكم دعوى طلاق بسبب إدمان الزوج لمواقع التواصل الاجتماعي، وبعدها بشهر واحد طلبت زوجة الخلع بسبب رسالة على فيسبوك، وفي عام 2021 أقيمت دعوى طلاق بسبب "لايك"، وقائع عديدة تجعل من تلك المواقع شريكا أساسيا وسببا رئيسيا فى تزايد معدلات الطلاق وهو ما نناقشه مع مجموعة من المختصين خلال هذه السطور..
يرىد.مصطفى حسين، استشاري الطب النفسي أن مواقع التواصل الاجتماعي من الممكن أن تؤدي للطلاق لعدة أسباب أولها فتح باب الشك بين الزوجين، فكم من خلافات زوجية بسبب "لايك أو كومنت" جعلت طرفا يشك في الآخر، كما أن حالات إدمان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي جعلت كلطرف في الأسرة يعيش في ما يشبه الجزيرة المنعزلة، وكانت سببا رئيسيا في خلق ما يعرف بالخرس الزوجي.
ويضيف:إن إدمان المواقع التواصل الاجتماعي كالمخدرات يؤثر على الصحة النفسية والمجتمعية والجسدية لمدمنه، فيصيب الشخص بالعزلة الاجتماعية ويقلل من الاندماج بين الزوجين، ويدفع كل منهم إلى الميل للوحدة، كما يؤثر على الصحة النفسية، فوفق إحصائية كندية فإن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من 3 ساعات يوميا يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالقلق وأعراض الاكتئاب بل والميل للعدوانية، ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك بالسلب على الحياة الأسرية.
ويستطرد:يؤثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المفرط على التركيز والمخ ما يجعل قرارت الإنسان غير صحيحة، فمعظم مستخدمي تلك المواقع يتصفحونها قبل النوم مباشرة، وعلميا تؤثر أضواء الهواتف الذكية على إفراز هرمون الميلاتونين المسئول عن النوم، وبالتالي يقل ساعات النوم ما ينعكس على تركيزنا وصحة قراراتنا ويجعلنا أكثر عصبية واندفاعية ويصيبنا بالاعتلال المزاجي.
رفع التوقعات
يري د.محمد طه،أخصائي الطب النفسي أن استخدام مواقع التواصل لمتابعة المشاهير وقصص الزواج يرفع من سقف التوقعات، ويقول: كأي أمر تزيد فيه التوقعات عن الحد المطلوب لا يمكن أبدا الاستمتاع به في الواقع ويتسبب في إصابتنا بالإحباط على أرض الواقع، كما أن تلك المواقع تجعل الشخص يضع نفسه أو شريكه في مقارنة خاطئة بأشخاص لا يظهرون حقيقة حياتهم، فكم من زوجات أعدنمشاركة منشورات مصحوبة بكلمات الحسرة عن مهر الفنان الفلاني لزوجته، أو سيارات الفنانة الأخرى التي تلقتها من زوجها، فتلك القصص التى يتشاركونها عبر مواقع التواصل الاجتماعى تنمي أيضا من الميول للمظاهر، كما تعمق النظرة المادية للعلاقة الزوجية القائمة في الأساس على المشاعر والأحاسيس والحب، وهو ما يفقد العلاقة قيمتها الحقيقية.
الحلول الخاطئة وتبسيط الخيانة
تقول د. رشا محمد،أستاذ علم الاجتماع: للأسف الشديد معظم مجموعات مواقع التواصل أصبحت لعرض المشكلات بين الزوجين وفضح الحياة الأسرية، والأدهى من ذلك أن الزوجينالذين يطرحان مشكلات على مثل تلك المجموعات يتلقيان حلولا خاطئة من الآخرين كافية لتدمير الأسرة لأنها تصدر من أشخاص إما بدون خبرة أو يعتمدون على خبراتهم الشخصية دون أي دارسة أو تخصص.
وأشارت د. رشا إلى جانب آخر وهو أن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت مفهوم الخيانة الزوجية، وفتحت بابا يجعل الزوج أو الزوجة يدخلان في علاقات مع أطراف أخرى دون تأنيب للضمير بحجة أنهم لا يلتقون مع هذا الطرف في الواقع وكل حديثهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن مثل تلك العلاقات تعد خيانة من نوع جديد تهدد الأسرة وعلاقة الزواج سواء بسبب الطرف الخائن أو حتى من الآخر وقت انكشاف تلك العلاقات.
ساحة النقاش