إشراف:إيمان عبدالرحمن - سماح موسى - هايدى زكى - جلال الغندور - أماني ربيع
هل يوجد علاقة بين فصول السنة والطلاق؟ وهل تتسبب درجات الحرارة المرتفعة فى تزايد معدلات الخلافات الزوجية؟ بالفعل فقد أثبتت الدراسات العلمية وجود علاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وتأجج الخلافات الزوجية التي قد تصل إلى الطلاق، وفي هذا التحقيق نناقش كيفية حدوث ذلك وطرقتجنب المشاحنات والمشكلات لتقليل نسب الطلاق خاصة مع موجات الحر التي نشهدها..
فى البداية تقول سميحة حسين، ربة منزل: بعد زواج لأكثر من خمسة عشر عاما وكثير من المشاحنات والخلافات، تعلمت مفتاح تجنب المشكلات الزوجية، وهو اختيار الوقت المناسب للحديث والشكوى، في بداية زواجي كنت غير صبورة أشكو لزوجي وأعيد الشكوىأكثر من مرة عندما يأتي من العمل ولا أسمع له، فتكثر المشاحنات حتىأوشكنا على الانفصال من كثرة الخلافات لكن بعد تفكير عرفت خطئي، وبالعشرة علمت مفاتيح زوجي وكيف اختار الوقت المناسب للحديث خاصة أثناء الصيف.
وتقول داليا عاطف: المشكلة أننا في الحر حرفيا لا نتحمل أنفسنا خاصة المرأة العاملة لما تعانيه أثناء المواصلات فضلا عن مسئولياتها الأسرية، فكيف لا نتشاحن ونختلف؟أعتقد أن الخلافات سمة هذا العصر خاصة أن موجات الحر تطول.
ويرى أمجد حنفي، محاسب أن المشكلات تكثر صيفا وشتاءلكن ما يؤججها حالة الملل التي نعاني منها خاصة من لا يحب فصل الصيف ويقول: المشكلة ليست في فصل من فصول السنة، لكنهافينا نحن،لذا يجب علينا أن نستوعب بعضنا البعضحتى تقل الخلافات.
ضغوط العمل والمواصلات
ترى د.نادية جمال الدين، استشاري العلاقات الأسرية والتنمية الذاتية أن الحالة النفسية أثناء الحر تشعر الزوجين بالضغط والضيق والمبالغة في ردود الأفعال،بالإضافةإلىضغوط العمل أو المسئوليات المادية والخلافات الأسريةوالتى تشكل ضغطا كبيرا على الشخص، وتقول: أكثر المشكلات تحدث بعد رجوع الزوج من العمل، فمع معاناة المواصلات في الحر وضغوط قد لا يتحمل الشخص أي موقف عادي مثل مشكلة مع الأولادأوأمور بسيطةخاصة إذا تحدثت الزوجة في المشكلات عقب رجوعه من العمل مباشرة، ولتفادي ذلك أنصح بعدم ضغط الزوجة بالمشكلاتعلى الزوج واختيار الوقت المناسب للحديث، وحسن تقدير مجهود الزوج في العمل وعدم تأجيج المشكلات وانتظار وقت هادئ للمناقشة والحوار، وتوفير جو ملائم لراحة الزوج بعد العمل والصبر والذكاء في التعامل لحل المشكلات البسيطة.
وتتفق معها د. ريهام عبد الرحمن، الاستشاري الأسري وخبير التنمية الذاتية وتقول: ترجع دراسات عديدة ارتفاع نسبة الطلاق إلى درجات الحرارة والتى تصيب الإنسان باضطرابات مزاجية وتؤثر على سلوكه وتصرفاته تجاه الآخرين، ويوجد بحث يؤكد العلاقة بين تأثيرارتفاع درجات الحرارة وعدم قدرة الإنسان على الاتزان وضبط سلوكه وفقدانه للصبر، فكثير ما نربط بين الانفصال وعوامل أخرى مثل سوء المعاملةوالضغوط النفسية والماديات والخلافات،فارتفاعدرجات الحرارة هو مؤشر يؤدي إلى كل هذه العوامل التي تتسبب فى الطلاق،وبالنسبة للزوجة فمع تزايد حرارة الجو في المطبخأثناءإعداد الطعام تصاب بالضغط العصبي والضيق وتفقد أعصابها لاتفه الأسبابخاصة في وجود أولاد ومشاحنات بينهم.
وتنصح د. بالراحة أثناء الصيف خاصة وقت الظهيرة مع محاولة فهم طبيعة وشخصية الزوجة لزوجها والعكس، وخلق حوار بناء إيجابيواختيار وقت مناسب للحديث، وعلى كلمن الزوجين معرفة كيفية التعامل ومساندة الآخر في هذه الفترة، لافتة إلى أن الوضوءيخفف من الغضب والإجهاد والحرارة بجانب شرب الماء، مع الحكمة في إدارة المشكلات، مؤكدة أن الزوج إذا ساعد زوجته في بعض الأعمال المنزلية فسيخفف العبء عنها وتقل المشاكل.
الحر ليس المتهم الوحيد
تقول د.إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية:ينتج السلوك العدواني عن ارتفاع درجات الحرارةحيث تؤكد الدراسات العلمية أن نسب الطلاقترتفعفي الصيف لأن نتيجة الحرارة يزيد العنف اللفظي والبدني، كما أثبتت الدراسات تأثير الحر على السلوك الذي قد يؤدي إلى زيادة المشكلات الزوجية لكن ليس الحر وحده يؤدي إلى الطلاق، فلابد أنتكون ضغوط حياتية ونفسية أو مادية، بالإضافةإلىالاستفزاز وعدم الراحة والاستقرار في حياة الشخص والخوف من المستقبل والإحساس بعدم الاستقرار والمسئولية والعبء الزائدين.
وتنصح د. إيمان بالاستثمار الجيد للعطلة الزوجية والتخطيط المسبق لها بحيث تناسب الخطط كل أفراد الأسرة، فعندما تكون عطلة طويلة بدون تخطيط تكثر المشكلات.
ساحة النقاش