بقلم : إقبال بركة
أبغض الحلال إلى الله هو الطلاق ولكنه فى بعض الأحيان يكون الحل الوحيد أمام زوج أو زوجة استحالت العشرة بينهما، وقد يسرت الشريعة الإسلامية الانفصال فلم ترغم الزوجة على إبداء أسباب رغبتها فى الطلاق، يكفى أن تقول للقاضى كما قالت زوجة ثابت بن قيس لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنى لا أطيقه بغضا
منذ أربعة عشر قرن هجرى احترم الرسول الكريم رغبة امرأة بدوية وحكم بتطليقها فورا من زوجها على أن ترد له المهر الذى أهداه لها، ولم يكن ذلك المهر غرفة نوم أو صالون ولا مبلغ ضئيل يساهم به الزوج فى نفقات مسكن الزوجية التى هى أصلا من واجباته وحده، وإنما كان حديقة، ومن شدة إصرارها على الطلاق فقد عرضت على رسول الله أن تزيد على الحديقة، ولكنه رفض الزيادة وأمر الزوج بطلاقها فورا.
اليوم، وبعد أن خرجت المرأة من قمقم العصور الوسطى وبدأت تتطلع إلى الاستمتاع بحقوقها الشرعية التى حرمت منها طويلا، نرى من يرفض تطبيق الشريعة بحجة أن حادثة امرأة ثابت بن قيس لم تحدث سوى مرة واحدة أو مرتين!
أن الخلع ليس الوسيلة الوحيدة لتخلص الزوجة من زوج سيئ ولكنه حق شرعى مذكور فى القرآن الكريم والسنة.
وينبغى أن تختفى من حياتنا تماما نغمة التطوع لحماية المرأة من ضعفها وشرورها وطيشها واندفاعها العاطفى.. إلى آخر تلك الهراءات التى يروجها البعض، فبعد أن أصبح تعليم الفتيات إجباريا، وبعد خروج المرأة المصرية إلى الحياة العملية وممارستها كافة المهن والحرف والأعمال، وبعد نجاحها المشهود فى المجالات التى كانت محجوبة عنها وأصبحت بحكم الدعم الذى تتلقاه حاليا على كافة المحافل متاحة لها، بعد كل هذا لم يعد سائغا أن يفرض البعض حمايتهم عليها.
وأقولها بأعلى الصوت أن كثرة تضحيات المرأة المصرية داخل الأسرة وتنازلاتها، وإهمالها التعرف إلى دينها وما يقدمه لها من حقوق وفرص.. كل هذا جعل منها ضحية سهلة لا تعرف حقوقها التى كفلها لها الدين.
ساحة النقاش