إشراف : منار السيد - سمر عيد - أميرة إسماعيل - محمد عبدالعال - هدى إسماعيل

 

فى ظل جهود عديدة تبذل لتوفير حياة أفضل لأجيال المستقبل تقف مشكلة الزيادة السكانية حائلا دون الوصول للهدف المطلوب، فكثرة الإنجاب بدورها تؤثر على مستقبل هؤلاء الأبناء فالعزوة ليست فى العدد وإنما فى المستقبل الأفضل لهم وتعليمهم ليكونوا نواة لدفع عجلة الإنتاج ودعم مسيرة التنمية

"حواء" تلقى الضوء على أهمية الحفاظ على مستقبل أفضل لأبنائنا بدلا من أن تلتهمه الزيادة السكانية.

 

فى البداية تقول بسمة السيد، مدرسة:نحنفى حاجة لتغيير المفاهيم القديمة والموروثات الاجتماعية المتعلقة بكثرة الإنجاب وأن السند الحقيقى هو فى التربية الصحيحة والصحية للأبناء وتربيتهم وإعطائهم حقوقهم فى التعليم المناسب الذى يؤهلهمفى المستقبل لفرصة عمل أفضل.

 

وتقول ميرفت عبد السلام، ربة منزل: تمثل الزيادة السكانية خطرا كبيرا على الأسرة المصرية لأنها تعوق مسيرة التنمية ولن نشعر بمردود الإنجازات والمشروعات التي تنفذها الدولة فى ظل كثرة الإنجاب التى تعرقل كافة مشاريع التنمية والإصلاحالاقتصادى، فضلا عن أنها تضر الأسرة وتحمل عائلهاأعباء مادية كثيرة تدفعه غالبا للاستدانة.

 

"لابد أن يكون لدينا ثقافة جديدة فى مفهوم العزوة" هذا ما بدأت به أمانىأبوعوف،طبيبة حديثها وتقول: العزوة فى التربية القويمةالتى تبنى على إعطائهم الحب والاهتمام، وأن نرعاهم جيدا فلا يصح أن يكون لدى أبناء كثيرين لكنهم يفتقرون إلى الحب والاهتمام والرعاية فهذه ليست عزوة بل مصيبة سندرك نتائجها مع الوقت،ويكفى أن يكون لدى ابن أو ابنه واعطيهما الحب والاهتمام والتعليم المناسب.

 

دور الفن

تشير د. هند فؤاد،أستاذ مساعد علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن مصر من أوائل الدول الكبرى التى تعانى الزيادة السكانية ورغم محاولاتها المستمرة لاستثمارهاإلا أن هناك تضخمافى الأعداد نتيجة للموروث الاجتماعىوالثقافى القديم وهو أن العزوة بالعدد، وهذا مفهوم خاطئ لأن العزوة الحقيقة بالتعليم والاهتمام بمستقبل هؤلاء الأبناء،ويقول: نحن أمام تحدقوى وهو أن هذه الموروثات من الصعب تغييرها بسهولة أو أن يستجيب لها الكثيرون لأنها معتقدات راسخة لديهم كما أن تغيير الموروث الثقافى يسير ببطء شديد بينما لا يقبل البعض التغيير ما يحتاج إلى الكثير من حملات التوعية واستمرارها والتى تتعاون فيها الوسائل الإعلامية المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعى وأن نحاول طرح أفلام تسجيلية قصيرة مصورة لخطر الزيادة السكانية على مصر، وأهمية الاكتفاء بعدد قليل من الأبناء،على أن نقدم فى هذه الأفلام أو الفيديوهات مقارنة بين حال الأسرة التى تنجب الكثير من الأبناء وما تعانيه من مشكلاتفىالتعليم والصحة والرعاية، وبين أسرة أخرى تكتفى بولد واحد أو اثنين على الأكثر حتى ننجح فى توصيل رسالتنا بأبسط الطرق، كما أن هناك دورا قوياوفعالا لرجال الدين فى التوعية بأهمية تنظيم الأسرة والاكتفاء بطفلين فقط.

 

العزوة فى شخص داعم وسوى

ترجع هاجر مرعى، خبيرة العلاقات الأسرية واستشارى الصحة النفسية العزوة والإنجاب المتكرر إلى العاداتالثقافيةالمتوارثة من أهالىالقرى والنجوع وصعيد مصر، لافتة إلى أن تلك العادات كانت تتناسب مع طبيعة حياتهم فى ذلك الوقت نظرا لقلة عددهم وحاجتهمإلى أيدىعاملة تساعدهم فى العمل والزراعة، لافتة إلى ضرورة القضاء على هذه المورثات نظرا لعدم تناسبها مع العصر الحالى ومتطلباته، واختيار المفاهيم الصحيحة منها.

 

وتقول: العزوة فى السند المتعلم جيدا وأن ينشأ الطفل فى بيئة سوية يفهم ويستوعب ما حوله جيدا، وهنا تأتى الفكرة الأساسية للعزوة الحقيقة وهى كيفية بناء إنسان داعم وسوى وهذا لن يتحقق بالعدد الكثير للأبناء، كما أن كثرة العدد ستؤدى فىالنهاية إلى عدم استقرار الأسرة وفقدان الأبناء للأمانفى ظل متغيرات الحياة الكثيرة، بالإضافة إلى أهمية توعية المقبلين على الزواج بتحديد النسل ومراعاة تضخم أعداد الزيادة السكانية وتأثيرها سلبا على تنمية المجتمع، وأن يتم توعية الزوجة بالحفاظ على صحتها وأبنائها وكذلك توعية الزوج بأن الأبناء لن يلعبوا دوراآخر غير أنهم مجرد أبناءولن يكونوا سندا إلا بتعليمهم الجيد وإعطائهم الرعاية والحب.

 

حياة كريمة لأبنائنا

"الفكرة ليست فى العدد بل فىتوفير حياة كريمة لأبنائى".. هذا ما أشارت إليه د. إيمان عبد الله،أستاذ علم النفس الأسرى، وتقول: لابد من تغيير تلك المفاهيم البالية التى تعيق التنمية، كما أن الدولة لن تستطيع تلبية احتياجاتهم وتوفير فرص عمل لهم فضلا عن تعليمهم بشكل لائق، وقد

تحدث سيادة الرئيس مؤخرا أنهناك طفلا يولد كل 17 ثانية وهذه نسبة كارثيةتلتهم كل ثمرة تنتجها الدولة وبالتالى نحتاج لمزيد من التوعية المستمرة بخطورة الزيادة السكانية وأن نضمن حياة أفضل لأبنائنافى المستقبل من خلال التحكمفى الإنجاب والاهتمام بالكيف وليس بالكم.

***

فرد كل 18 ثانية

وفقا لبيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أشار إلى أن ساعة الزيادة السكانية أعلنت تسجيل المولود رقم ربع مليون خلال 50 يوما فقط بالداخل، ليصبح عدد سكان مصر 102 مليون و 250 ألف و 421 نسمة بزيادة ربع مليون عن 5 يوليو من العام الجاري وتتصدر محافظة القاهرة قائمة أعلى عشر محافظات من حيث عدد السكان، لتبلغ 10.1 مليون نسمة وبلغ متوسط الزيادة اليومية خلال 50 يوما الماضية من العام الجاري 5 آلاف فرد، وبلغ متوسط الزيادة في الساعة 208 أفراد، وفي الدقيقة 3.5 فرد، أي بزيادة فرد كل 18 ثانية، وتشير إحصاءات سابقة لاستمرار ارتفاع النمو السكاني في حدود 2% سنويا ، واستمرار الحال ينذر بقفز تعداد مصر إلى 123 مليون نسمة فى 2030 ، وتوقعات بوصول التعداد لضعف الحالي فى 2050 ليصل لأكثر من 193 مليون نسمة.

المصدر: إشراف : منار السيد - سمر عيد - أميرة إسماعيل - محمد عبدالعال - هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 625 مشاهدة
نشرت فى 16 سبتمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,860,452

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز