إشراف: إيمان عبدالرحمن - سماح موسى - محمد عبدالعال - إبتسام أشرف- أمانى ربيع - جلال الغندور
تسعى الدولة المصرية من خلال خطة التنمية المستدامة مصر 2030 إلى الرقمنة ومواكبة التطور العالمى في شتى مناحى الحياة ومن بينها التعليم، ومن هنا كانت مبادرة"طالب رقمى" التي أطلقتها وزارة التعليم العالى والتى نلقى الضوء عليها في هذا التحقيق لنتعرف على أبعادها ومدى إيجابيتها بالنسبة للطالب الجامعى.
أطلقت وزارة التعليم العالى منذ أيام قليلة مبادرة "طالب رقمى بهدف" للقضاء على الأمية الإلكترونية، وإعداد طالب وخريج وأعضاء هيئة تدريس قادرين على استخدام التكنولوجيا بحيث يكون لكل طالب كارت ذكييستخدمه لأداء جميع الخدمات داخل الجامعة وخارجها، فى فترة تواجده بالجامعة، وسيتم تطبيقه خلال العام الدراسى الجديد.
ويمكن للطالب من خلال هذا الكارت والرقم الخاص به التعرف على جداول ومواعيد المحاضرات وامتحانات كل مادة مع القدرة على دفع المصروفات بطرق مؤمنة على أن تنتهى 75% من جامعات مصر من تطبيق تلك المبادرة خلال الترم الثانى من العام الدراسى الحالي مع العمل على إتمام تعميمها على جميع جامعات مصر.
توفير أموال مهدرة
يقول النائب عمرو عكاشة، عضو مجلس الشيوخ:يعد التحول الرقمى توجها للدولة المصرية الآن بفضل رؤية القيادة السياسية الحكيمةلما يعمل على توفير الوقت والجهد والمال، فعلى سبيل المثال مبادرة "طالب رقمى" توفر الكثير من الأموال المهدرة في أوراق الطباعة التقليدية ووقت كل طالب لاستخراج بيانات أو الحصول على نتيجة، كما أنها تهيئ الطالب للتحول التكنولوجى الكامل فيما بعد وما يحتاجه سوق العمل بعد التخرج،فضلا عن أنها خطوة على الطريق الصحيح نحو تحقيق التحول الرقمى في الدولة المصرية ككل، لذا أطالب بعدم توقفها عند الحصول على الجداول أو موعد الامتحانات والمصروفات بل استكمال ما بدأ في أزمة كورونا من استغلال المنصات الإلكترونية لتنمية مهارات التعليم والتعلم عن بعد ما يعنى توفير لمجهود وتكدس مرورى وتحضير الطالب للعمل بعد التخرج.
ضرورة قومية
تقول النائبة د. صبورة السيد، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب:تخدم المبادرة رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، حيث تعطى نظم التطور التكنولوجى الفرص لنقل المعلومات والحصول عليها بطرق متعددة، موضحة أن مستقبل التنمية فى التكنولوجياما يجعل التحول الرقمى ضرورة قومية، لذا أطالب أولياء الأمور بتشجيع أبنائهم على التحول الرقمى وسرعة الاستجابة لمبادرة وزارة التعليم العالى مع ضرورة حرص أعضاء هيئة التدريس من الآن على إصقال مهاراتهم التكنولوجية لمواكبة العصر من خلال تلقى دورات تدريبية والتعرف على طرق البحث المختلف، فعجلة التكنولوجيا لن تسمح بتواجد أستاذ أوطالب بعد ذلك غير مؤهل تكنولوجيا.
ولفتت عضو مجلس النواب إلى أن الهدف أيضا يكمن في معرفته لاستخدام التكنولوجيا أثناء وبعد الدراسة، خاصة أننا نعيش في عصر التحول الرقمي، وبالتالي على الجميع أن يمتلك ثقافة التعامل مع التحول الرقمي والتكنولوجيا الحديثة، للتعامل مع التطورات الجديدة ومواكبتها بشكل كفء وفعال.
ربط الطالب بسوق العمل
يؤكد د. حسن شحاتة، أستاذ المناهج وطرق التدريس أن التحول الرقمى بالجامعات ومبادرة "طالب رقمى" التيأطلقتها وزارة التربية والتعليم العالى تعد نقلة جديدة في التعليم هدفها الأساسى استقلال المتعلم والبعد عن فكرة التلقين والحفظ من خلال تعميم فكرة التعلم التكنولوجي لكل المناهج، موضحا أن تلك الخطوة مع مجموعة من الخطوات الآتيةفى إطار خطة الدولة للتحول الرقمى تهدف إلى ربط الطالب فيما بعد بسوق العمل من خلال مجموعة المهارات التكنولوجية المكتسبة بحيث يصبح لذلك التعليم وتلك المهارات عائد استثمارى.
ويقول: تعد تلك المبادرة تعبيرا صادقا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية نحو بناء إنسان جديد قادر على احترام وتقدير الآخر والانتقال به من المحلية إلى العالمية بامتلاك مهارات القيادة والإدارة والتواصل الاجتماعى وتحول المعلم من العصر الورقى إلى الرقمي
أما د. محبات ابوعميرة، أستاذ المناهج والعلوم التربوية فتقول: إن الدولة المصرية تدعم ثقافة التحول الرقمى من خلال تطوير طرق التدريس والمناهج التعليمية في مختلف المجالات لمواكبة التغيرات العالمية، وقد أجبر انتشار فيروس كورونا خلال العامين الماضيين نظم التعليم في العالم أجمع على التحول الرقمى للمحافظة على حياة الإنسان، فلم يعد الحضور إلى الكلية أو الفصل الدراسي ملزما في بعض أوقات الذروة، ومن هنا كان الاعتماد على وسائل التواصل الحديثة والمنصات الرقمية التي تدرب عليها كل من المعلم والطالب، لذا أعتبر المبادرة نقلة نوعية يشهدها نظام التعليم المصرى سواء في تطوير المناهج أو التحول من الحفظ والتلقين إلىالإبداع والتفكير، وانعكست تلك الطرق الحديثة على التحصيل وطرق وضع أسئلة الامتحانات عموما.
ساحة النقاش