بقلم : طاهـر البهـي
عندما دشنت قناة ماسبيرو زمان، وظهرت ملامحها، إعتبرناها مع نسبة كبيرة من المشاهدين فاقت كل التوقعات درة القنوات الفضائية، كانت بالفعل حدث فريد من نوعه، أن نطالع أهم جانب مرئي وثائقي لريادة مصر الإعلامية وهي مستمرة حتى اليوم، التي سبقت الجميع، وتفوقت على الكل، البعض منا من كبار السن، كانوا يستعيدون بها طفولتهم، أما الشباب منهم؛ فكانوا يستعيدون بها ما سمعوه من الآباء عن سحر تليفزيون مصر في إرهاصاته الأولى، المبكرة، عرف الشباب ـ بالصوت والصورة ـ من ماسبيرو زمان نجوم عصرهم، أدبائهم ومفكريهم وفنانيهم ومذيعيهم، بل إن بعض المواد الدرامية من زمن الأبيض والأسود، جاءت أشبه بالوثيقة على مجتمع ذلك الزمان، كانت فكرة القناة كما جاء في تأسيسها أنها: قناة مخصصة لإذاعة وعرض تراث ماسبيرو القديم "بالأبيض والأسود" ـ لاحظوا مابين القوسين ـ من مباريات وسهرات وأغنيات ودراما متنوعة وتبث لمدة 8 ساعات يوميا ـ إمتدت لطول اليوم ولكن ما يحدث حاليا أن فكرا غريبا ظهر على مبدأها وهو عرض تراث ماسبيرو بالأبيض والأسود إذ دخلت عليها مواد كثيرة منوعة من زمن الألوان، وهو ما أفقد القناة هويتها، فضلا عن أن عنصر الندرة قد تلاشى واختفى، لذلك نتمنى أن تعود القناة إلى طابعها وتبتعد عن عرض أية مواد من زمن الألوان؛ حيث إن هذا يخرج المشاهد من أحلامه ومن بهجة وخصوصية زمن الأبيض والاسود الذي تستريح معه العين من قنوات أخرى.. حتى لا تفقد ماسبيرو زمان جمهورها العريض؟!
ساحة النقاش