بقلم : د. رانيا شارود

"الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق" ما أجمل هذا البيت الشعرى للشاعر الكبير حافظ إبراهيم والذى جال بخاطرى ونحن فى مستهل بداية عام دراسي جديد والذى أدعو الله فيه أن يحفظ أبناءنا وينفعهم بما يتلقونه من علوم فى مدارسهم ليصيروا شبابا متعلما ومثقفا ينفع مصرنا الحبيبة، ولبنة جديدة تضاف لبنيان الوطن فتعلى من شأنه، وجدار حصين يصد عن مصرنا كل شر ومكر  سيئ، لكن سبب تذكرى لهذا البيت الشعرى هو أننا دائما ننتقد المدارس والمعلمين ونصب عليهم غضبنا ونعلق عليهم أى تأخر أخلاقىأو علمى يطرأ على أولادنا رغم أنه فى الأساس السلوك الأخلاقى و قدرة استيعاب الطالب لدروسه تبدأ من البيت الذى نشأ وتربى فيه،ومن قدوتيه الأب والأمفإذا كانا يحضانه على السلوك القويم ويدفعانه لحب العلم والدرس يذهب الطالب لمدرسته مكبا على العلم والدرس راسما لنفسه مستقبلا عظيما، كما يكون متحليا بالخلق الحميدة محترما لمن هو أكبر منه سنا أو علما فيصغى باحترام لمعلمه فيجبر معلميه على مبادلته الحب والاحترام وهذا على ما أعتقد نشأنا عليه جميعا نحن وأباؤنا من قبلنا وورثوه لنا كما ورثنا منهم حب الوطن و افتدائه بالغالي والنفيس.

ومن حسن الطالع أننا نمر بذكرى السادس من أكتوبر -التىبذل خلالها الآباء دماءهم الغالية فداءلهذا الوطن الغالى فى أشرف معركة للكرامة ولتحرير أرضنا الغالية- فى أيامنا هذه قبل دخول المدارس بأيام قليلة فلنجعلها مناسبة للحديث مع أولادنا عما فعله الأبطال من الآباء والأجداد وغرس روح الوطنية والانتماء للوطن مصر، وأن نحى فى نفوس أبطالنا الصغار صفات حميدة كالإيثار والشجاعة و الإقدام والخلق الحميدة، ولنا أسوة وقدوة فى نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذى تمر بنا ذكراه العطرة خلال أيام قليلة قادمة بمشيئة الله فقد وصفة الله عز و جل رب الخلق قائلا "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"،وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "إنما بعثتلأتتم مكارم الأخلاق"، وكما قال السيد المسيح عليه السلام وعلى نبينا عليه الصلاة والسلام "إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر" وهو بذلك أراد أن يرسى قواعد أخلاقية عظيمة فى نفوس أتباعه وهى المحبة والرحمة والتسامح ويهذب النفوس ويكسر صفات التعالي والغطرسة والتكبر وهى صفات مذمومة.

مكارم الأخلاق تحلى بها علماؤنا الكبار مثل فضيلة شيخ الأزهر وقداسة بابا الكنيسة المصرية ليضربا المثل فى الأخلاق و التواضع، كما نرى من علمائنا مثل د. فاروق الباز، ود. مجدى يعقوب، ود. أحمد زويل رحمة الله عليه وغيرهم من العلماء الذين تربوا على القيم الأصيلة والأخلاق الحميدة فظهرت عليهم علامات التواضع وحسن الخلق وهم على ما هم عليه من مكانه فى شتى أنحاء العالم، وخير مثال يتجلى أمامنا شخصية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أخلاقه وتواضعه وتعامله فى كل الأمور والصعاب حتى فى تعامله مع أعداء الوطن لم يصدر منه أى لفظ أو حرف غير لائق وهذا يدل على عظمة أخلاقه ونبل صفاته، كما كان فخامة الرئيس دائما مناشدا الأموالمرأة المصرية منذ توليه الحكم لما كان يعلمه من أن الغرس الجيد يبدأ من البيت، وعلى هذا يقوم فخامة الرئيس بإعداد جيد للأم والمرأة المصرية من رعاية صحية ومحو أمية وفك كرب الغارمات وهذا أمر جلل فهاهو إعداد الرئيس والدولة للأم المصرية.

وأود أنأختم كلامى لكل أموأب..أبناؤكم غرسكم فاحسنوا رعاية غرسكم حتى ينشأوا أعضاء صالحين للمجتمع ونافعين لأنفسهم ولوطنهم.

المصدر: بقلم : د. رانيا شارود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 524 مشاهدة
نشرت فى 14 أكتوبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,850,653

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز